شن الكاتب والمحلل السياسي -رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات الدكتور نجيب غلاب هجوما لاذعا على زعيم المتمردين الحوثيين واصفا إياه بالمهووس وأنه يعاني من انفصام في الشخصية.
وقال غلاب «زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي ظهر في خطابه المتلفز كخطيب كهف مهووس يعاني من انفصام حاد في شخصيته، فلديه اعتقاد أنه في مهمة إلاهية وأنه مكلف من الله لإدارة حرب ليس ضد اليمن والعرب فحسب بل هو في مواجهة مع العالم».
مضيفا في حديث خاص لـ «الخبر» بأن الحوثي يعتقد أن «العالم كله في حالة حرب ضد ولايته الدينية والسياسية وأنه السيد العلم المختار من الله وأن أي مناهضة ومحاربة للحوثية ليس إلا تحدي لإرادة الله».
موضحا بأنه من خطابه يحاول أن يحرض جماعته للاستمرار في المعركة بعد تلقيها هزائم عسكرية غيرت موازين القوى وتم استنزاف جماعته وإنهاكها إلا أنه يرى أن النصر حليفه.
غلاب أكد أن الحوثي لا يقرأ الواقع ولا يهتم بما يجري فيه ولا يريد ان يفهمه.
وأردف رئيس مركز الجزيرة أن «تجاهل الواقع مسألة طبيعية لدى الحوثي فهو لا يرى العالم إلا من ثقب الأيديولوجيا وهو ثقب بلا منفذ يحجب العقل ويسهل للفرد نسج عالمه الخاص ومن خلاله يفهم الواقع فتزداد تخبطاته وكلما تغير الواقع خارج سياق الأوهام يزداد التخبط وتتعمق الحالة الفصامية».
ويرى غلاب أن «حالة الانفصام في خطاب الحوثي تجلت برفضه قبول الهزيمة في عدن وفشل حركته في ادارة الدولة وتنامي الفساد حدّ التخريب وأصبح لصوصية منظمة، يتحدث عن الشعب اليمني والغزو الخارجي ثم يطالبهم بالحل السياسي يتحدث باسم الشعب ويمارس القتل والغزو ويعذب الشعب بالسوق السوداء يلعن امريكا ويتحاور معها، يغزو الجنوب ويدمر عدن ويدافع عن حقوق الجنوب، يتحدث عن الشراكة ويقينه انه صاحب الولاية الدينية والسياسية».
غلاب يؤكد بأن خطاب الحوثي كان مضطربا هشا متناقضا وهروبيا، لم يناقش مشاكل الناس والكوارث التي انتجه الانقلاب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ويدعو الى الاستعداد لحروب خلاصية.
وقال غلاب إن «خطاب الحوثي كشف أنه يعاني من عزلة شديدة نتيجة رعبه من الاختراق وقتله».
وأشار إلى انه ورغم الشعور بالثقة إلا أن تحليل مضمون الخطاب يدل على أن شعوره بالفشل يزداد بعد أن وصل المشروع الحوثي إلى الانهيار ولم يحقق إلا الدمار والخراب ورفض الغالبية العظمى من الشعب للمشروع الحوثي ومقاومته باستماتة والتعامل معه خطر وجودي لمستقبلهم- بحسب وصفه.
وأوضح غلاب أن من معالم الانفصام السياسي في خطابه انه ألقاء خطابه بثقة وبرود إلا ان الاضطراب كان واضحا فهو هادئ ومهتاج وعدواني في خطابه.
مضيفا ورغم الخسائر التي تتلقاها جماعته إلا أنه يتعامل ببرود عاطفي غريب ولا يبالي بل ويدعوهم لاستمرار الحرب رغم تزايد عدد القتلى في جماعته في جبهات القتال.
واختتم الدكتور غلاب حديثه بالقول إن «الخطاب يكرر مقولاته السابقة بتفكير نمطي جامد دون انتباه لمتغيرات الواقع وهذا دليل آخر على الانفصام السياسي في شخصيته ناهيك عن تقديمه تفسيرات غريبه خارج سياق الواقع لهزيمته في عدن وعدم الاعتراف بتلك الهزيمة كل ذلك يدل ان الحوثي اصبح يعاني من انفصام مركب».
