أكد مصدر عسكري رسمي ان ساعة الصفر لمعركة الحسم في تعز أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وأن كافة المؤشرات تؤكد أن إرهاصات عملية الحسم انطلقت.
وقال مستشار رئيس هيئة الأركان والناطق الرسمي باسم الجيش اليمني العميد الركن سمير الحاج لصحيفة «القدس العربي» «نستطيع القول ان إعلان ساعة الصفر أصبحت أقرب من أي وقت مضى، وأنها أصبحت جاهزة لإعلانها ولكنها لم تبدأ بعد».
وأضاف أن «جميع المؤشرات تؤكد قرب مرحلة جديدة من معارك تحرير اليمن بشكل عام». مؤكدا أن هذه المؤشرات معززة ببعض الخطوات العملية من قبل قوات التحالف ومنها صرف رواتب القوات الجيش الوطني والمقاومة المنضوية في إطار الجيش اليمني الوطني، بالإضافة إلى وصول بعض الأسلحة والذخائر النوعية من قوات التحالف إلى محافظات تعز وحضرموت». وشدد على أن هذه الأسلحة والذخائر «مهمة جدا لقوات المقاومة والجيش الوطني».
وتوقع أن تقوم قوات التحالف بالتحرك قريبا إلى مدينة تعز للمشاركة في تحريرها وقال «أعتقد أن هذا الأمر وارد وسيخضع لخطط العسكريين على مسرح العمليات».
إلى ذلك كشفت العديد من المصادر الميدانية عن وصول قوات عسكرية من المقاومة الشعبية في محافظة عدن إلى محافظة تعز للمشاركة في معركة الحسم التي يعتقد أن إرهاصاتها بدأت وأن ساعة انطلاقها أضحت مسألة وقت وأنها قاب قوسين. وعلمت «القدس العربي» من مصدر ميداني في تعز أن المئات من قوات المقاومة الشعبية في عدن وصلت إلى مدينة تعز للمشاركة في معركة الحسم وتحرير تعز من الميليشيا الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي صالح، وأن الاستعدادات على أشدها لهذه المعركة التي ينتظرها أبناء تعز خاصة وأبناء اليمن عموما منذ وقت طويل، بعد اشتداد حدة القصف الحوثي عليها والإفراط في حصارها اقتصاديا وطبيا من قبلهم.
وقال نائب رئيس المجلس العسكري في تعز العميد يوسف الشراجي في تصريحات صحافية إن «الخطط العسكرية توضع حاليا سواء من قبل قوات المقاومة الشعبية أو الجيش الوطني بتعز أو من قبل قوات التحالف وأنه خﻼل اﻷيام المقبلة سوف نرى الجديد ولا نستطيع تحديد الوقت للعملية العسكرية».
مؤكدا أن هذه الخطط متضمنة أيضا تحرير مدينة المخا، التي يقع فيها الميناء الوحيد لمحافظة تعز، والذي سيكون تحريرها بالغ الأهمية لأنه سيفك الحصار العسكري والاقتصادي والإنساني عن محافظة تعز من ميليشيا الحوثي والمخلوع علي صالح. وأشارت المصادر الميدانية في تعز إلى أن ميليشيا الحوثي وصالح استماتت خلال اليومين الماضيين في محاولات تحقيق أي تقدم عسكري عبر تنفيذ العديد من الهجمات على المواقع العسكرية التي تسيطر عليها قوات المقاومة والجيش الوطني، غير أن الحوثيين باؤوا بالفشل الذريع وسقط جراء ذلك العشرات من القتلى من الحوثيين الذين كانوا يندفعون بقوة نحو جبهات القتال في محاولة منهم للسيطرة علي أي موقع تابع للمقاومة.
وقالت «ان ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح واصلت قصفها على الأحياء السكنية في مدينة تعز من مواقع تمركزهم في منطقة الكربة بالحرير وجبل أومان شرق المدينة ومن نادي الصقر وجامعة تعز غرب المدينة واستهدف القصف أحياء الصفاء وكلابة وقرى صبر والضباب وأدت إلى خسائر مادية وبشرية كبيرة في أوساط السكان المحليين».
مشيرا إلى أن ميليشيا الحوثي والمخلوع صالح تواصل كذلك حصارها الخانق على المدينة وتمنع دخول المواد الغذائية والمشتقات النفطية وغاز الطبخ ومياه الشرب وتقيد حرية التنقل وتختطف الناس وتنهب مقتنياتهم، في عمليات انتقامية صارخة من أبناء مدينة تعز، إثر انتفاضة هذه المدينة في وجوه الحوثيين ومقاومتهم منذ وصولهم إلى مشارف المدينة وتطويقها عسكريا من قبل الحوثيين وقوات صالح.
من جهة أخرى ذكر وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، امس السبت، أن «الأزمة اليمنية دخلت مرحلتها النهائية بعد النجاحات الأخيرة للتحالف العربي والشرعية اليمنية على ميليشيات الحوثي وصالح المتمردة». وقال الجبير في منتدى حوار المنامة «إن الصورة اليوم في اليمن تدعو إلى التفاؤل، إذ استعادت الحكومة الشرعية السيطرة على معظم الأراضي من الميليشيات المتمردة».
وأكد أن «النزاع دخل مراحله النهائية بعد النجاحات الأخيرة للتحالف الذي تقوده السعودية لدعم الشرعية في اليمن».
وأشار الجبير إلى «قدرة الحكومة اليمنية على فتح أبوابها أمام المساعدات الإنسانية وفي سعيها إلى معالجة الأزمة في البلاد الناجمة عن التمرد الحوثي، وحصار الميليشيات لمعظم المناطق، لاسيما مدينة تعز».
