هناك أدوار جديدة وربما قديمة يعيد عملاء طهران إنتاجها في الجنوب، منها انتاج تنظيم داعش الإرهابي على غرار ما قام به المالكي في العراق وبشار الأسد في سوريا، حيث بات هذا التنظيم الذي يحقق اهداف طهران في ارباك دول التحالف، ويتمركز بشكل كبير في منطقة يافع التابعة لمحافظة الضالع.

 

عيدروس الزبيدي القيادي الحراكي الذي أعلن توقيعه إتفاق مع طهران في بيروت وشارك بتجنيد أكثر من 400 جنوبي يمني وتدريبهم في طهران ولبنان بات اليوم يتلبس ثياب المقاومة الشعبية، وذلك بعد أن اسندت له مهام كثيرة منها التشكيك بمقاومة الشمال ومحاولة إقناع دول الخليج بأن الشمال كله يقف إلى جانب الحوثي وأنه لا جدوى من تحرير الشمال والإكتفاء بتحرير الجنوب.

 

بل إن عيدروس الزبيدي الذي أعلن ولاءه لعبدالملك الحوثي اثناء حصار مليشيا الحوثي للعاصمة صنعاء بات اليوم يقوم بمهام قذرة من زرع لبذور الفتنة بين المقاومة، وكان مرشحاً لمنصب محافظ عدن لكن افتضاح أمره فوت عليه المنصب واليوم تحاول أيادي إيران الخفية المدسوسة في أوساط الحراك الجنوبي لترشيحه لمنصب مدير أمن عدن.

 

وقد تمكنت إيران من اختراق الحراك الجنوبي على مدى سنوات منذ ظهوره في عام 2007 وساهمت في إخراج علي سالم البيض من سلطنة عُمان وحركت ايضاً الرئيس السابق علي ناصر محمد وجندت المئات من الحراكيين ودربتهم في ايران والعراق ولبنان، وبالتأكيد أن هذه الأيادي الإيرانية لن تتنكر فجأة لفضل لطهران ولا للمهام المؤكلة إليها من حزب الله اللبناني كما أكد الزبيدي في تصريحات سابقة قائلاً:وقفت إيران معنا ودعمتنا ولن نتخلى عن من يدعمنا، لكن بكل تأكيد أن أيادي إيران في الحراك الجنوبي ستعمل على تغيير جلدها ليتناسب مع الوضع الجديد بعد تحرير الجنوب وتواجد قوات التحالف العربي.

 

مثالاً آخر، ياسر اليافعي مراسل صحيفة الأخبار اللبنانية السابق والذي اشتهر بإستقباله موفدين من جماعة الحوثي إلى مدينة عدن، قبيل اشهر بات مراسلاً لصحيفة "البيان" الإماراتية ومنها يدس سمومه ضد كل ما هو شمالي بل وصل الأمر إلى توظيف الصحيفة الإماراتية لشق عصى المقاومة الجنوبية وتأييد أعمال النهب والسلب في المدينة.

 

صفحة مراسل صحيفة البيان الإماراتية ورئيس تحرير يافع نيوز تمتلئ بالتهكمات من مقاومة الشمال وضد كل ما هو شمالي، ويعمل اليافعي على تكريس ضرورة انفصال الجنوب وهو ما سيربك قوات التحالف العربي التي لم تكتمل مهامها بعد ولا تخلو تقاريره في صحيفة البيان من هذه النبرة.

إضافة إلى ذلك فادي باعوم نجل القيادي الحراكي حسن باعوم يتواجد الآن في طهران في إستضافة خاصة من إيران، ومتوقع أن يكون في مهمة خاصة للإطلاع على الملفات الموكلة من الجمهورية الإيرانية لقيادات الحراك الجنوبي في ظل الوضع الحالي الذي تعيشه مدن الجنوب المحررة.

 

الواضح جيداً أن عملاء ايران في الجنوب يعيدون انتاج أنفسهم بثوب جديد يتناسب مع المقاومة على أرض الواقع، بل أن هذا الدور بات أخطر من دورهم الواضح والعلني، والسؤال أين هم عشرات بل مئات الجنوبيين الذين دربتهم ودعمتهم إيران بالأموال على مدى سنوات وماذا يفعلون ؟ السؤال ستجيب عنه الأيام القادمة.