الجمعة ، ٢٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٥١ مساءً
الوثيقة توقعت إندلاع ثورة شعبية وتدخل علي محسن
مقترحات من

وثيقة ويكليكس في 2005 تتنبأ بإندلاع ثورة في اليمن وتدخل علي محسن لإعادة الإستقرار وتكشف عن أسرار تقاسم السلطة في اليمن

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�وقع ويكليكس عن برقية مرسلة من السفارة الأمريكية في صنعاء إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن في سبتمبر 2005 قبيل الإنتخابات الرئاسية اليمنية التي جرت في عام 2006.

وكشفت الوثيقة عن الكثير من أسرار تقاسم السلطة في اليمن بين اللواء علي محسن الذي وصفته بانه الرجل الأقوى في الجيش اليمني، وبين عبدالله بن حسين الأحمر زعيم قبيلة حاشد، والرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.

وتوقعت الوثيقة العديد من السيناريوهات للحكم في اليمن منها إندلاع ثورة شعبية ضد نظام علي عبدالله صالح بسبب تنامي الغضب في كل أنحاء اليمن، وهو ما حصل بالفعل في عام 2011، ومن العجيب أن الوثيقة تنبأت بتدخل رجل قوي مثل علي محسن لإعادة الإستقرار في حال ما أندلعت الثورة، وهو ما حصل بالفعل حيث أنحاز علي محسن إلى ثورة التغيير السلمية وأعلن تاييده لها ليمثل عامل توازن قوي على الساحة اليمنية.

كما قالت الوثيقة أن التقديرات تشير إلى أن علي محسن يستولي على أكثر من 50% من الموارد والموجودات العسكرية للحكومة اليمنية.

وشككت الوثيقة من قدرات المعارضة اليمنية في تقديم مرشح للإنتخابات الرئاسية في عام 2006 أو حتى من قدرتها على خوض غمار الإنتخابات، وهو تشكيك لم يكن في محله حيث خاضت أحزاب اللقاء المشترك الإنتخابات الرئاسية في عام 2006 بالمرشح فيصل بن شملان، وكانت المنافسة قوية وعلى أشدها رغم تعرض الإنتخابات للتزوير من قبل نظام صالح.

ووصفت الوثيقة أن وضع اليمن في 2013 بعد إنتهاء ولاية علي عبدالله صالح في حال فوزه في إنتخابات 2006 بقولها "على الرغم من ضعف المؤسسات والأحزاب السياسية المنقاده، إلا أن الديمقراطية قد سادت في اليمن بما يكفي ليقوم الجمهور باختيار الرئيس المقبل في انتخابات مفتوحة".

ترجمة الوثيقة:
 
مرجع رقم: 05SANAA2766
الموضوع: هل سينهض خليفة صالح؟
المصدر: السفارة الإمريكية بصنعاء (اليمن)
تاريخ الوثيقة: السبت، 17 سبتمبر، 2005
التصنيف: سرية
التصنيف بواسطة: نبيل خوري

1. موجز: بعد 27 عاماً في السلطة، أثار إعلان الرئيس صالح بأنه لن يسعى لفترة ولاية ثانية الكثير من التكهنات حول خلفائه المحتملين. وهناك شكوك حول نوايا صالح بعدم الترشح، خاصة مع وجود عدد قليل من المرشحين المؤهلين. ولم يبين عن كيفية نقل السلطة، وهو السؤال الملح عن كيف ومتى سيتحقق هذا التحول. فتزايد قبول الرأي العام بالمؤسسات الديمقراطية يتطلب على الأرجح إجراء اقتراع شعبي حتى يتولى السلطة من بعد صالح، وذلك لمنع حالة الطوارئ الوطنية. إلا أن السلطة في أعلى المستويات تستمد من الجيش والقبائل. وعلى الرئيس القادم الحصول على موافقتهم. وفي حالة وفاة صالح أو تقاعده قبل 2013، نجل الرئيس صالح، أحمد هو الخيار الأكثر وضوحاً، إلا أن هناك شكوك كثيرة حول مدى ملائمته للمنصب. وقدم صالح استقرار نسبياً لليمن من خلال مناورته وتحالفاته الاستراتيجية، إلا أنه بالمقابل لم يفعل شيئاً يذكر لتعزيز المؤسسات الحكومة وتحديث البلاد. ونتيجة لذلك، فإن أي سيناريو للخلافة من بعده محفوف بالشكوك. وبالرغم من أن اليمنيون يشكون بكل حرية مطلقة من الفساد وغياب المؤسسات الديمقراطية اللازمة لإقامة سيادة القانون، إلا أنهم في الوقت الحاضر يتفقون بصفة عامة من أن لا أحد يستطيع من الحفاظ على وحدة واستقرار البلاد غير صالح. نهاية الموجز.

صالح: اللعبة الوحيدة في المدينة

2. في 16 يوليو، قام الرئيس صالح بالإعلان المفاجئ من أنه لن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية 2006، وصدقه بذلك قلة من المراقبين، ولكن إعلانه وضع سؤال ملح عمن سيخلفه كرئيس. (التعليق: نظراً لاعتقاد العام بأن خلف صالح لن يظهر قبل انتخابات سبتمبر من العام المقبل، فمن المحتمل أن يكون صالح قد أدلى بهذا التصريح ليقود البلاد إلى نقطة. نهاية التعليق).

3. ليست هناك معالم واضحة تبين أن الرئيس سيستقيل أو يموت أو يصبح عاجزاً وهو ما يزال في منصبه. نائب الرئيس ليس إلا صوري، والقادة الآخرين البارزين بنظر الجميع غير مقبولين لسبب أو لآخر قبلي أو إقليمي في الجمهورية، ويبدو أن صالح يفضل ابنه أحمد ليكون خليفا له، على الرغم أن ولي العهد لا يحظى حالياً بنفس الاحترام الذي يحظاه والده، وليس عمره أصغر من 40 المحدد بموجب الدستور لتولي الرئاسة. وعند السؤال عن اسماء المرشحين المحتملين، يقف اليمنيون عاجزين عن الخروج بمرشح واحد محتمل. وعلى الرغم من تطلعاتهم إلى عملية ديمقراطية حقيقية، إلا أن الكثيرون يعتقدون أن الرئيس القادم لن يأتي إلا من حاشية عائلة صالح أو من حلفائه العسكريين.

4. ومع بدأ الوحدة عام 1990، شرعت اليمن في تنفيذ برامج محدودة من الإصلاح الديمقراطي والاقتصادي. وبعد مضي 15 عاما من الوحدة، أحكم صالح قبضته القوية على الأجهزة التنفيذية في اليمن، مستخدما الجيش والمال العام لممارسة السلطة ولتوزيع المحسوبية. وهيمن أيضاً على السلطة القضائية من خلال ترؤسه لمجلس القضاء، ولديه السلطة الوحيدة لتعيين وعزل القضاة. والبرلمان اليمني ضعيف ويتمتع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بأغلبية واسعة من المقاعد. حتى أن أحزاب المعارضة تسعى بصفة عامة للتأثير على الرئيس بدلاً من الإحلال محله.

صفقه مع اثنين من الشياطين

5. على الرغم من ميول صالح الاستبدادية، إلا أنه غير قادر على حكم البلاد بمفرده بسبب الانشقاقات القبلية والإقليمية، ويعتمد بشكل كبير على ترتيب "تقاسم السلطة" مع الشخصيات القيادية القبلية والعسكرية في البلاد. والشيخ عبد الله الأحمر، الذي يرأس تحالف قبائل حاشد واللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الشرقية، وصاحب السمعة ذايعت الصيت كأقوى رجل عسكري في البلاد. وشكلت هذه الثلاثية اتفاقية خطية في عام 1978، عقب اغتيال الرئيس الغشمي. وكلا من محسن والشيخ الاحمر لهما نفوذ كبير بالتأثير على قرارات الرئيس، ولكن لا ينازع أيا منهما على سلطة صالح في الرئاسة مباشرة.

6. الشيخ الأحمر وهو في سن الـ 70، رئيس البرلمان ورئيس حزب المعارضة الأكبر في اليمن، التجمع اليمني للإصلاح. وبصفته رئيساً لتحالف قبائل حاشد، فإنه بذلك يرأس حكومة حقيقية داخل حكومة وقادر على إجراء صفقات وساطة بين الحكومة وشيوخ القبائل. وبما أن قبيلة صالح، سنحان تنتمي إلى حاشد، يجعل من الأحمر الشيخ القبلي للرئيس. وتقع قبائل حاشد إلى حد كبير في المناطق الغير مستقرة في البلاد، بما في ذلك صعدة (مقر التمرد الحوثي) ومأرب والجوف وعمران. ويعتبر الأحمر الأب المؤسس للجمهورية اليمنية الحديثة ويستخدم موقعه كرئيس للبرلمان لتعزيز مصالحه التجارية وليكون له دور على السياسة الخارجية. وبالرغم من عمره، إلا أنه لا يظهر أي علامات للتراجع عن الحياة العامة ويحتل أبنائه مناصب بارزة في البرلمان والأعمال التجارية والشؤون القبلية. ويلوم المعتدلين والمتطرفين داخل حزب الإصلاح، الأحمر عن عجز الحزب عن إحداث أي تغيير في اليمن وينظرون إليه على أنه جزءا من النظام وليس معارضاً.

7. على محسن عمره ما بين الـ 50 و الـ 60 عاما وثاني أقوى رجل في اليمن بنظر الجميع. وتشير معظم التقارير أن محسن هو ابن عم اثنين من أخوة صالح الغير أشقاء، بالرغم من وجود كثير من الالتباس في هذا الشأن، مع بعض المزاعم تقول بأنه هو نفسه الأخ غير الشقيق للرئيس صالح. ويذكر اسمه بأصوات خافته لدى معظم اليمنيين، وهو نادرا ما يظهر في العلن. بالنسبة لمن يعرفونه يقولون أنه ساحر واجتماعي، وهو قائد للمنطقة الشمالية الشرقية وللفرقة الأولى مدرع، ويقوم بدور قبضة صالح الحديدية. (ملاحظة: عندما استولى صالح على السلطة بمساعدة على محسن، الذي كان يشغل قائد الفرقة الأولى مدرع. نهاية الملاحظة). وتشمل المناطق التي يسيطر عليها محافظات صعدة والحديدة وحجة وعمران والمحويت، وهو أقوى من أي محافظ. وكان له دور فعال في نصر الشمال في الحرب الأهلية 1994 وفي سحق التمرد في صعدة. وتشير التقديرات إلى أنه يستولي على أكثر من 50% من الموارد والموجودات العسكرية للحكومة اليمنية.

8. هذا التحالف الثلاثي كان حجر الزاوية لحكم صالح 27 عاما. واعتمد هذا الحكم على علاقات الرئيس الشخصية والتاريخية مع هؤلاء الرجلين. وإن ظهر مؤخرا من حرب للكلمات بين فينة وأخرى بين صالح والأحمر، إلا أن صالح ظل على مدار حكمه من دون أي منازع. (ملاحظة: تم اغتيال الرئيسان السابقان لصالح بسنة واحدة. نهاية الملاحظة). وفي المقابل أعطى صالح لكلاً من الرجلين مساحة واسعة في إدارة شؤونهم مع جيوش غير رسمية وقصور وامبراطوريات اقتصادية، بل ويذعن في كثير من الأحيان لمطالبهم بشأن قضايا مثل مكافحة الفساد وتنظيم السلاح ويقوم بالدفع مباشرة من الخزانة إلى الدوائر القبلية والعسكرية للرجلين. وعلى الرغم من الطابع المختص لهذا الترتيب في"تقاسم السلطة"، فقد ثبت أنه ضروري في الحفاظ على السيطرة على هذا البلد بطبيعتها القبلية. وأياً خلفا لصالح من المتوقع أن يقدم مستوى مماثل من الاستقرار.

سيناريو 1: هزيمة انتخابية، شبه مستحيلة

9. من المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية في اليمن في خريف عام 2006. وبافتراض أن الرئيس صالح انصاع لمطالب حزبه وعمل كما هو متوقع، فإنه إلى حد كبير لن يواجه متحديا من معارضة جدية. ويتوق الناشطين في مجال الديمقراطية من مختلف أنحاء الطيف السياسي إلى رؤية رئيس قادم منتخب من خلال انتخابات تنافسية، لكن في هذا الوقت لا شيء يشير إلى وجود مرشح واحد تنافسي. وحزب الإصلاح، من خلال الاستفادة من دوائر المساجد القائم عليها، هو الحزب الوحيد الذي لديه موارد قادراُ على تشكيل تحدياً للرئيس صالح، إلا أنه من الصعب التخيل طالما أن الشيخ الأحمر موجود على رأس الحزب. (ملاحظة: في الانتخابات الاخيرة في عام 1999، رشح الإصلاح صالح بدلا من مرشحه الخاص نهاية الملاحظة).

10. كان هناك دمدمة داخل صفوف وأروقة الإصلاح حول التقدم بمرشح من خلال آلية ائتلاف المعارضة (أحزاب اللقاء المشترك). على الرغم من أن قادة أحزاب اللقاء المشترك لا تزال تصر على ان المعارضة لن ترشح الرئيس صالح في عام 2006، وتعتزم دعم مرشحها الخاص، إلا أنها تفتقر إلى التنظيم أو الوحدة أو لشخصية وطنية قادرة لتحقيق النجاح حتى ولو مجرد محاولة. وتركز الخطاب الأخير بدلا عن "الوحدة والحوار"، إلى تشكيل ائتلاف حزب وحدة وطنية لتأييد صالح لولاية أخرى. (المرجع ب).

11. يوجد حاليا ثلاثة مرشحين لمنصب الرئيس تم الإعلان عنهما: توفيق الخامري، نائب رئيس مجلس رجال الأعمال اليمني، الذي أعلن مؤخرا نيته الترشح"كمرشح رجل أعمال"؛ وسلام الحكيمي الذي يعيش في المنفى في القاهرة وشارك في محاولة انقلاب فاشلة 1979، وأحمد نعمان، شقيق نائب وزير الخارجية مصطفى نعمان، الذي يقيم حاليا في لندن. ولا يمثل أي من هؤلاء المرشحين حزبا سياسيا رئيسيا أو يعتبر تحديا خطيرا لصالح. (ملاحظة: عندما أعلن شقيقه ترشيحه، أخبرنا نعمان انه تلقى اتصالا من صالح الذي طلب مازحا نائب وزير الخارجية إلى المغادرة لإدارة الحملة الانتخابية انتهت الملاحظة).

-------- السيناريو 2: بداية جديدة في عام 2013 --

12. على افتراض أن صالح فاز في الانتخابات القادمة (وهو افتراض آمن جدا)، دستوريا تنتهي السبع السنوات الأخيره له في عام 2013. وللنظر في عمر صالح وللمعارضة الشعبية التي سيتلقاها إذا عدل الدستور، ويعتقد معظم اليمنيين أنه سيكون لديهم رئيس جديد بحلول عام 2013 على أبعد تقدير. على الرغم من ضعف المؤسسات والأحزاب السياسية المنقاده، إلا أن الديمقراطية قد سادت في اليمن بما يكفي ليقوم الجمهور باختيار الرئيس المقبل في انتخابات مفتوحة. وأحمد علي لا يزال صغير جدا وفقا للدستور لكي يشغل منصب أعلى. لذا من المحتمل أن يقوم صالح بالتخطيط لاستخدام السنوات السبع التالية لكي يصقل ابنه (مثلما علا مبارك)، ويجعله واضحا للعيان على نحو متزايد، ويوضعه في أعلى مناصب المسؤولية حتى يتم النظر إليه على أنه مرشح مقبول في عام 2013.

13. أحمد علي عقيد في الجيش اليمني، ويرأس قوات العمليات الخاصة والحرس الجمهوري اليمني (تعتبران من أكثر الوحدات عسكرية فعالة في البلاد). وغالبية اليمنيين سواء كانوا قبليين أو غير قبليين لديهم نفور قوي من الخلافة الوراثية. ولغاية القرن 20، التوريث كان ممنوعا من قبل الإمامة. ويتطلب من الإمام أن يكون زيدي وسليل مباشر للنبي، ولكن المرشح الأكثر تأهيلا يتم اختياره عن طريق الإجماع القبلي.

14. وهذه القواعد أو الأعراف لا تزال جديدة للكثير من اليمنيين، وعلى أحمد علي التغلب على هذا المنظور ذلك أن وصوله إلى الرئاسة سيكون خيانة للنظام الجمهوري للدولة، إلا أن انتخابات عن طريق الاقتراع الشعبي في فيها عدة مرشحين من شأنها أن تعطي شرعية لأحمد علي إذا صالح حشد ما يكفي من الدعم القبلي والعسكري لابنه. ونظرا لعدم وجود بديل قوي، فقد يكسب أحمد علي تأييد كاف، ولكن لا توجد في الوقت الراهن معطيات كافية لمعرفة ما إذا كان سيكون قادرا على فك التعقيدات السياسية في اليمن مثل والده "ربان الموازنة." وأثار التصارع أو النزاع بين أبناء صالح وأبناء الشيخ الأحمر شكوكا إضافية حول إمكانية توسيع ترتيب تقاسم السلطة الحالية لجيل الشباب.

15. قد يشمل المرشحين المحتملين الآخرين في عام 2013 واحداً من الجيل الثاني من آل الأحمر. وأبرز أبناء الشيخ عبد الله العشرة هما صادق البكر، الذي سبق إعداده لخلافة والده على رأس حاشد، وحميد، باعتباره رئيساً لجماعة الاحمر، يعمل إلى إدارة الامبراطورية التجارية للعائلة. وأبناء أخو الرئيس صالح، عمار ويحيى، كليهما يشغلون مناصب مهمة في المؤسسة الأمنية في اليمن، ولكنهم صغار جدا في هذه اللحظة من لعب أي دور سياسي مستقل.

---- السيناريو 3: الانقلاب ------

16. لا يمكن أن يكون استيلاء الجيش واقعيا على السلطة إلا إذا شرع واحداً من قادة المناطق الخمسة. ولأن صالح وصل إلى السلطة عن طريق الانقلاب، لذا فإنه حذرا للغاية في اختيار القادة الذين يكون ولائهم مصان بروابط قبلية. ويسيطر أفراد قبيلة صالح، سنحان على جميع المناطق العسكرية والمناصب الامنية العليا، بالإضافة إلى قادة دمويين أو لهم علاقات وثيقة مع صالح. ويرفع القادة تقاريرهم مباشرة إلى الرئيس من دون اللجوء إلى القنوات الرسمية التابعة لوزارة الدفاع أو تفويض دستوري. ولهم السلطة النهائية في كل جانب من جوانب الحكم الإقليمي. ويتصرفون في الواقع العملي مثل شيوخ القبائل، بل وأعلى من المحافظين، ويوزعون مدارس جديدة، ومشاريع مياه، ومال. وعلى الرغم من الجهود الدورية لدمج الوحدات العسكرية، إلا أن القادة يجندون أعداد كبيره من القبائل في المنطقة.

17. اللواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة الشمالية الشرقية من أقوى النخب العسكرية. وقائد المنطقة الشرقية العميد محمد علي محسن. وتشمل المنطقة الشرقية محافظات حضرموت و المهرة. علي فرج قائد المنطقة الوسطى التي تشمل الجوف، مأرب، البيضاء، وشبوة، في حين أن قائد المنطقة الجنوبية عبد العزيز الثابت يسيطر على عدن وتعز ولحج، والضالع وأبين. وأخيرا العميد عوض بن فريد يسيطر على المنطقة الوسطى، بما في ذلك العاصمة صنعاء. وباستثناء على محسن، جميع هؤلاء القادة قابلين للتغيير أو التبديل الدوري.

18. نظراً لدرجة الولاء الذي يتمتع به صالح من قادته، فإنه من غير المحتمل انهم سيشنون انقلاب ضده، لأن القرابة أو الروابط السنحانيه تتخلل الجيش بأكمله، منهم 31 من أبناء عمومة الرئيس يرأسون وحدات عسكرية في جميع أنحاء البلاد. وفي حال وفاة الرئيس صالح المفاجئ، فإن قادة المناطق سيتفقون مع زعماء القبائل لاختيار رئيسهم المقبل.

-------- السيناريو 4: الموت المفاجئ -------

19. وفقا للدستور اليمني، يتولى نائب الرئيس الرئاسة في حالة شغور المنصب، ويشغل المنصب لمدة أقصاها 60 يوما يتم فيها اجراء انتخابات. وفي حالة وفاة صالح أو عجزه، من المرجح أن يكون الشيخ الأحمر لاعبا رئيسيا في اختيار الزعيم الجديد. وبموجب القانون، يجب على جميع المرشحين للرئاسة التقدم الى رئيس مجلس النواب، ويجب عليه الحصول على 10% من الهيئة التشريعية. نظرا للفترة الزمنية القصيرة، هذا من شأنه أن يعطي الأحمر دورا محوريا في اختيار المرشحين المحتملين. ومن المرجح ان يتم التفاوض على القائمة بين الأحمر، الذي يمثل القبائل (والبرلمان)، والمؤسسة العسكرية التي يمثلها علي محسن. وسعياً لوحدة وطنية، من المرجح أن يقبل البرلمان على مرشح توافقي لمنع الفوضى الانتخابية التنافسية في حال نشوب أزمة محتملة وعدم استقرار.

20. وفي مثل هذه الحالة، سيكون المرشح الأوفر حظا هو واحدا من قادة سنحان العسكريين. على الرغم من شهرتها في الدولة، إلا أن سنحان قبيلة صغيرة في تحالف حاشد. وترشيح شخصية بارزة من نخبة حاشد، مثل الأحمر أو أحد أبنائه قد يغيض تحالف قبائل بكيل الكبرى (ولكنها الأضعف)، وكذلك سينبه الجنوبيون، الذين يؤمنون بأن الدولة مخترقة بشدة من قبل القبائل. وكان لعدم كشف صالح عن أقاربه في السياسة القبلية، إلى جانب استعداده إلى الدفع بسخاء للقبائل لما قدموه من دعم، وربما كان السبب الرئيسي لنجاحه المبكر وطول العمر. وتتطلع القبائل إلى توسيع نطاق هذا الترتيب من خلال ترشيح مرشح سنحاني آخر للرئاسة.

21. قد يكون علي محسن نفسه من أبرز المنافسين، إذا حصل على دعم من الجيش ومن انصار حزب المؤتمر الشعبي العام والتجمع اليمني للإصلاح. إلا أن تعاملات علي محسن المشكوك بها مع الإرهابيين والمتطرفين، من شأنها أن تجعل وصوله للرئاسة غير مرحب به من قبل الولايات المتحدة وآخرين في المجتمع الدولي. ومن المعروف ان لديه ميول سلفية ويدعم الاجندات السياسية الإسلامية الأكثر راديكالية. ولديه أنصار من الوهابيين الأقوياء في المملكة العربية السعودية وعمل على مساعدة السعودية في إنشاء المؤسسات الوهابية في شمال اليمن. ويعتقد ايضا انه كان وراء تشكيل جيش عدن أبين، ومن أحد المقربين لتاجر السلاح فارس مناع.

22. ومن المحتمل أن يواجه علي محسن معارضة محلية وكذلك دولية إذا سعى إلى الرئاسة. قد تضررت سمعة محسن لدى بعض الدوائر لدوره في التمرد الحوثي. وعلى الرغم من نجاحه في نهاية المطاف في سحق التمرد، إلا أن هذه الحملة أسفرت عن مئات القتلى، وأشهر من الاشتباكات، وحصل على عداء من قبل القبائل الشمالية والزيديين. ويراه اليمنيين بصفة عامة بأنه ساخر ونفعي. وهو المستفيد الأكبر من تهريب الديزل في السنوات الأخيرة، ويبدو أنه أيضا يجمع ثروته من خلال تهريب الأسلحة والمواد الغذائية الأساسية، والمنتجات الاستهلاكية. وإذا أراد محسن أن يكون له دور، فإنه من المرجح أن يفضل أن يلعب صانع الملوك، من خلال اختيار ضابط عسكري موالي للسيطرة على رئاسة الجمهورية.

السيناريو 5: ثورة شعبية

23. يتجلى السخط على نطاق واسع من الفساد في الحكومة اليمنية في العداء المباشر تجاه الرئيس وعشيرته خلال اعمال الشغب الاخيرة في انحاء البلاد احتجاجا على رفع الدعم عن الوقود. ولم تحكم الحكومة اليمنية قبضتها قط على المناطق القبلية في البلاد حيث تشير التطورات الأخيرة إلى درجة كبيرة من عدم الاستقرار. وانتشرت مظاهرات الوقود الى المناطق القبلية في محافظة مأرب و الجوف، والاستياء لا يزال يزداد في هذه المناطق على ما يعتقده القبائل إهمال الحكومة اليمنية تجاههم. أعقب هذا تمردين للحوثي اشتمل على هجمات ضد مسؤولين في الحكومة اليمنية في العاصمة صنعاء في المراحل الأخيرة. وبينت الاحتكاكات في المناطق الأخرى، بما في ذلك حضرموت وعدن وتعز، استياء من فساد الحكومة اليمنية وسوء الادارة ومن المتوقع حدوث مقاومة متجددة من الجنوبيين. وهذا الاستياء عام لدى معظم الجنوبيين، ولا سيما في عدن، حيث يشعرون بأن الوحدة لم تسفر عن أمالهم للحصول على استحقاقات اقتصادية وسياسية. بدلا من ذلك، يشكون من أن المتنفذين من الشمال الذين سرقوا جميع الفرص الاقتصادية في الجنوب، و أن الحياة كانت أفضل قبل الوحدة عام 1990. وفي حال وقوع انتفاضة شعبية وخرجت عن السيطرة، فمن المرجح أن يتدخل القائد العسكري القوي مثل علي محسن لاعادة النظام.

24. قد تحمل السنوات القليلة المقبلة في ثنايها مزيداًالاضطرابات في جميع أنحاء البلاد، وخاصة إذا ازدادت الأوضاع الاقتصادية سوءا، وفشلت الحكومة اليمنية من تنفيذ تدابير جدية لمكافحة الفساد. ولكن الجمهور اليمني يفتقر في هذه المرحلة إلى التنظيم، والتعليم، والدوافع لاسقاط نظام الرئيس صالح. ويشير كثير من اليمنيين من الممارسة اليومية من قبل معظم الرجال اليمنيين لمضغ القات بمثابة عقبة رئيسية لإحداث التغيير من خلال الوسائل السلمية. وقال أحد الناشطين السياسيين "طالما نهتم بمضغ القات أكثر من الديموقراطية، إذا فلا يمكننا أن نحدث فرقا." ويشكو اليمنيين عادة من الحكومة، ولكنهم يخشون أيضا من عدم الاستقرار على نطاق واسع، ويعتقدون أن قد يؤدي إلى عنف إقليمي وبلقنة أكثر مما هو تغيير ايجابي في النظام.

----- البحث في الوضع الراهن ----------

25. التعليق: لقد كان الرئيس علي عبدالله صالح ناجحا جدا في اختيار المشاركين أو القضاء على منافسيه حيث لا يوجد في الوقت الراهن إلا بدائل قليله عن قيادته. وتلك الشخصيات التي تمارس نفوذا حقيقيا، وتحديدا الشيخ الأحمر وعلي محسن أيضا لهم أعداء أقوياء، ويفضلون أن يكونوا صناع الملوك بدلا من الملوك. وينبع نجاح صالح من علاقاته الشخصية ومن خلال شبكة معقدة من الصفقات والتحالفات. بغض النظر عن السيناريو، فمن المؤكد أن الضباط والشيوخ العشائر الذين يمثلون هذه الشبكة سيسعون ليكونوا خلفا من بعده من أجل الإبقاء على الوضع الراهن. وهذا الشخص من شبه المؤكد أن يكون سنحاني في قالب صالح، مثلا واحدا من قادة المناطق أو أحمد علي إذا كان قادرا على ملء فراغ حذاء والده. ومع ذلك فالوضع الراهن أصبح من الصعب احتوائه، ونظرا لتدهور الاقتصاد وارتفاع الإحباط بسبب الفساد الرسمي، وتزايد الضغوط الأميركية والدولية على النظام لتغيير الطريقة التي يتعامل بها. وبأخذ هذه التحديات بعين الاعتبار، فليس من المستغرب أن حتى اشد المعارضين لصالح ليسوا على عجلة من أمرهم إلى الآن عن تسمية خليفه. نهاية التعليق. كراجيسكي

*الترجمة منقولة من موقع براقش نت

الخبر التالي : "لوراكس" يتصدر إيرادات السينما الأمريكية

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من