الخميس ، ٢٨ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٤٨ مساءً
كاتب أمريكي يكتب عن قطر: سوسيرا الشرق الأوسط في زمن ترامب
مقترحات من

كاتب أمريكي يكتب عن قطر: سوسيرا الشرق الأوسط في زمن ترامب

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

الساعات الـ24 الماضية، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر وجزر المالديف واليمن علاقاتها مع قطر. وطُردت الدولة من التحالف الذي تقوده السعودية الذي يقاتل الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. وبالإضافة إلى ذلك، أعلنت شركات "الإمارات" و"الاتحاد" للطيران و"فلاي دبي" عن إلغاء رحلاتها الجوية إلى الدوحة.

وفي حين أن دور الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في هذه الدراما الخليجية قد لا يبدو واضحاً على الفور، إلا أن رؤيته لعالم عربي بقيادة السعودية، متحد ضد إيران، هي فعلاً وراء الهياج الدبلوماسي.

قبل أسبوعين، يُزعم أن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني انتقد سياسة دونالد ترامب تجاه إيران، ووصف إيران بأنها "قوة إقليمية وإسلامية." ونُشرت هذه التصريحات على الانترنت، ولكن الدوحة قالت إن موقع وكالة أنبائها الرسمية تعرض للاختراق، وأن الاقتباسات ليست حقيقية. ويساعد مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) في التحقيق في الاختراق المزعوم.

وفي المقابل، ردا على ذلك البيان، قالت وكالة الأنباء السعودية: "(قطر) تحتضن جماعات إرهابية وطائفية تستهدف ضرب الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك جماعة الإخوان المسلمين وداعش والقاعدة"، فضلا عن "ميليشيا الحوثي الانقلابية" في اليمن.

ولكن الحقيقة هي أنه يُرجح وجود سبب آخر لذلك. سياسة ترامب الصارمة ضد إيران وانسحابه من اتفاق باريس للمناخ ورفضه تأكيد المادة الخامسة من حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتصريح إدارته بأن "العالم ليس مجتمعاً عالمياً بل هو ميدان تتنافس فيه الدول والجهات الفاعلة غير الحكومية والشركات للتقدم،" هو إعلان فعّال بأن عصر التفاوض والتعامل بحذاقة قد ولّى وبدأ عصر المواجهة والاصطدام.

إذا كانت المفاوضات المستمرة بين مجلس التعاون الخليجي – وهو تحالف مصمم لمواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة - وإيران وشيكة، فمن المنطقي السماح لقطر بأن تظل شبه محايدة (فهي ضمن دول مجلس التعاون الخليجي بعد كل شيء، لذلك فهي ليست محايدة فعلياً). وإذا كانت هناك مفاوضات بين حركة "حماس" وإسرائيل، وبين مصر و"الإخوان المسلمين"، أو بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان"، فإنه من المنطقي أيضا السماح لقطر بأن تظل ملاذاً آمناً بشكل من الأشكال.

وقطر في وضع فريد من نوعه للقيام بهذا الدور التفاوضي. إذ عملت لتُعرف بأنها لا تحكم على أحد، إن لم تكن محايدة، وتعمل كحلقة وصل بين مختلف الجهات الفاعلة الإقليمية. وقد تمتعت بعلاقة جيدة مع "حماس"، وتقاسم بعض موظفيها مع الجماعة الإرهابية، وتوفر ملاذاً آمناً لكبار قادة حماس في الدوحة، على الأقل حتى الأحد عندما طُلب من دبلوماسييها مغادرة الدولة. وتتمتع قطر أيضاً بعلاقات اقتصادية وثيقة مع إيران، وتتقاسم معها السيطرة على حقل كبير للغاز الطبيعي حيوي لاقتصاد قطر. وبالتالي، فإنها تمتنع عموماً عن انتقاد السياسات الإيرانية، رغم عضويتها في مجلس التعاون الخليجي.

كما أن قطر هي موطن لمكتب سياسي تابع لحركة "طالبان" يعمل منذ أربع سنوات تقريباً. واختارت "طالبان" قطر كموقع لأنها تُعتبر أرضاً "محايدة"، ولم تعرب الولايات المتحدة عن اعتراض على وجودها.

ورغم علاقاتها الودية مع الجماعات الإرهابية، إلا أن قطر هي موطن أيضاً لـ11 ألفا من الجنود الأمريكيين في قاعدة "العديد" الجوية، التي هي أكبر القواعد العسكرية في المنطقة. كما تتمتع بعلاقة أكثر دقة مع إسرائيل مقارنة بمعظم الدول في المنطقة. إذ موّلت قطر بناء ملعب لكرة القدم في إسرائيل. بل فتحت علاقات تجارية مع إسرائيل في عام 1996، رغم أن تلك العلاقات قطعت في عام 2009. واجتمعت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبي ليفني، مع الأمير القطري، وسمحت قطر بهدوء للممثلين الإسرائيليين بالعمل على أراضيها.

وباختصار، تحتفظ قطر بسلسلة معقدة من العلاقات مع كل جهة فاعلة في المنطقة تقريباً.

هناك سببان رئيسيان لمكانة قطر باعتبارها "سويسرا" الشرق الأوسط. الأول هو بما أنها دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها 2.2 مليون نسمة، فمن المنطقي من وجهة النظر الأمنية عدم إقصاء أي جهة إقليمية قوية، سواء كانت إيران أو إسرائيل أو السعودية. كما أن استعدادها للسماح للجماعات الإرهابية الكبرى بالحفاظ على مكاتبها في الدوحة يعزلها من أن تصبح هدفاً لهذه المجموعات نفسها.

والسبب الثاني هو أن القدرة على لعب دور الوسيط وأن تكون في وسط صراعات السلطة الإقليمية ومحادثات السلام يسمح لقطر بأن تتخطى وزنها في حلبات مصارعة الشؤون الدولية والسياسات الإقليمية. وهذا ليس اكتشافاً جديداً. بل كان معروفاً لجميع الأطراف لبعض الوقت. ومع ذلك، شهدت الساعات الـ24 الماضية دراما دبلوماسية لم يسبق لها مثيل.

ولكن إذا كان هناك تحول نحو المواجهة، فإن قطر يمكن أن تتعرض لضغوط من جانب جيرانها لتتبنى الموقف الموحد ضد أعداء السعودية. وهي تشترك في حدودها البرية الوحيدة مع المملكة العربية السعودية وتعتمد على السعودية لاستيراد 40 في المائة من وارداتها الغذائية. وسرعان ما ستزداد أسعار المستهلكين بشكل كبير، كما يمكن أن تواجه محلات السوبرماركت نقصاً بالمعروض.

والطريقة الوحيدة لكي تقاوم قطر الضغط الدبلوماسي والاقتصادي السعودي هي أن تتدخل الولايات المتحدة مع حلفائها السعوديين. للأسف لقطر، في "عالم ترامب"، المال يتحدث - وبينما قطر دولة غنية، المملكة العربية السعودية أكثر ثراء بكثير>

*  جوناثان كريستول، زميل في معهد السياسات العالمية (World Policy Institute)، وزميل بارز في مركز المشاركة المدنية في كلية بارد.
 

الخبر التالي : اليمن تقرر مقاطعة قطر رياضيا

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من