2018/02/06
السعودية ترفض إغلاق المحلات وقت الصلاة
رفضت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر السعودية المطالبات التي أطلقها عدد من النشطاء وكتاب الصحف في المملكة خلال الأشهر الماضية والتي تطالب بعدم إغلاق المحلات التجارية وقت الصلاة.

وأصدر الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالرحمن السند، يوم الأحد الماضي، بياناً رد فيه على الدعوات التي تطالب بعدم إغلاق المحلات وقت الصلاة.

وقال الشيخ عبد الرحمن إن "من أعظم أعمال الملك عبدالعزيز عند تأسيس المملكة أن جعل رجالاً يأمرون الناس في الأسواق العامة بأداء الصلاة، وحث الناس على ذلك، وسار على ذلك أبناؤه البررة وجرى عليه العمل إلى وقتنا هذا".

وأضاف أن "من أعظم الأركان التي تقوم عليها الدولة المسلمة؛ إقام الصلاة، لقوله تعالى: الَّذينَ إِن مَكَّنّاهُم فِي الأَرضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَروا بِالمَعروفِ وَنَهَوا عَنِ المُنكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الأُمورِ [الحج: 41]".

وكانت مطالبات قد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بعدم إغلاق المحلات التجارية بالسعودية في أوقات الصلاة, ومنذ ثلاثة عقود، تنفرد السعودية عن سواها من بلدان العالم كافة بإلزام المحال التجارية بالإغلاق وقت الصلاة، ما يثير سجالاً بين مؤيد ومخالف لهذا التوجه الذي يراه البعض مستحدثاً؛ إذ لم يثبت أن الخلفاء ومن تبعوهم ألزموا الناس بإغلاق دكاكينهم للصلاة.

وتسير الهيئة دوريات في المناطق العامة بالمملكة لتطبيق حظر شرب الخمر وتشغيل الموسيقى الصاخبة في أماكن عامة والتأكد من إغلاق المحال وقت الصلاة ومنع الاختلاط بين الرجال والنساء من غير المحارم.

وكانت الكاتبة السعودية هالة المشوح طالبت أواخر الشهر الماضي بالتوقف عن إغلاق المحلات وقت الصلاة في المملكة، خصوصاً بعد قرارات تأنيث محال المستلزمات النسائية، وخلوها بشكل كامل من الرجال.

وقالت "المشوح" في مقال نشرته حينها صحيفة "عكاظ" إنه رغم "سعودة جميع محلات المستلزمات النسائية من ملابس وأحذية وأدوات تجميل وعطور، وحتى الماركات العالمية أصبحت نسائية 100% باستثناء المطاعم وبعض الخدمات التي نأمل أن تتم سعودتها كليًا، في مقابل هذا التغيير الكبير ما زالت الأنظمة المعمول بها قديما مطبقة، ولم نلحظ أي تحرك أو تمهيد لإيقافها أو تغييرها".

وأضافت أن "إغلاق المحلات عند كل صلاة كان يخص الباعة والمتسوقين من الرجال، أما وقد تم تأنيث الأسواق بشكل كامل، فلماذا لا يتم البدء بإلغاء هذا النظام المُعطِل والمهدر للوقت وبمعدل 4 ساعات يوميا؟".

وتابعت أن "الصلاة بالنسبة للنساء ليست مقيدة بوقت إقامة أو الانضمام لجماعة وتستطيع البائعة أو المتسوقة الصلاة في أي مكان وفي أوقاتها التي جعل الله فيها سعة ومرونة".

وتعد المشوح من أبرز المطالبين بإلغاء العمل بقانون غلق المحلات وقت الصلاة، وصرحت في وقت سابق أن إغلاق المحلات خلال الصلاة "يتسبب بفوضى في المولات (المراكز التجارية)؛ إذ يتم افتراش الممرات وتكدس المتسوقين بانتظار انتهاء وقت الصلاة، فالمحلات تغلق قبل الوقت بشكل مستفز؛ بحيث يتم إخراج المتسوقين عنوة -ولا ألومهم- فالهيئة (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) لهم بالمرصاد عندما يتأخرون في الإغلاق، وليس الكل يذهب للصلاة فنلاحظ البعض يغلق المحل من الداخل والمتسوق ينتظر في الخارج حتى ينتهي الوقت المحدد.. فأين تطبيق الشعيرة هنا؟!".

وكان الكاتب السعودي خالد صائم الدهر قال في وقت سابق إن قرار إغلاق المحلات أثناء الصلة من "الأمور المستحدثة، ولا أساس له في الشريعة الإسلامية، باستثناء وقت صلاة الجمعة الذي حرم فيه البيع بآية قرآنية صريحة، وفي ذلك يكون الإغلاق مضاره أكثر من منافعه".

واعتبر الأستاذ الجامعي مرزوق بن تنباك أنه "لم يحدث في تاريخ العرب ولا المسلمين أن المحال كانت تقفل للصلاة بصورة رسمية.. لا يوجد دليل عملي واحد في تاريخ الدولة الإسلامية بدءاً من الخلفاء الراشدين وحتى هذا الزمن يثبت أن الحسبة أو الشرطة كانت تآمر بإغلاق الأسواق وقت الصلاة".
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news103013.html