2020/04/06
لماذا وضعت تونس صورة امرأة يتيمة على عملتها النقدية ؟!

منذ أيام قليلة طرح البنك المركزي التونسي ورقة نقدية جديدة فئة عشرة دنانير تحمل صورة أول طبيبة تونسية، توحيدة بن الشيخ.

مثلت الخطوة أهمية كبيرة في ظل ما تقوم به المرأة من دور فعال في المشهد التونسي، وحسب العديد من التونسيات، إن الخطوة تعد بمثابة التكريم للمرأة عامة والطبيبة خاصة في ظل الظرف الراهن الذي يتصدى فيه الطب للفيروس ليحافظ على بقاء البشر على وجه الأرض.

الطبيبة التونسية، توحيدة بن الشيخ، هي أول طبيبة في البلاد وضعت صورتها على فئة عشرة دنانير بهدف تكريم المرأة في المجالين العلمي والطبي. ولدت الطبيبة توحيدة عام 1909، وهي أول امرأة في تونس تمارس مهنة الطب، بعد أن درسته في فرنسا، ثم عادت لتونس عام 1936.

أسست أول مجلة تونسية نسائية باللغة الفرنسية هي مجلة "ليلى" بين عام 1936 وحتى 1941 إلى جانب أنشطة ثقافية أخرى.

بشأن أهمية الخطوة ومدى ارتباطها بالظروف الراهنة وأزمة كورونا، قالت وزيرة المرأة التونسية السابقة نزيهة العبيدي، إن الورقة النقدية التي تحمل صورة أول طبيبة في العالم العربي توحيدة بن الشيخ تؤكد المسيرة التي قطعتها المرأة التونسية منذ ذلك الحين حتى الآن.

وأضافت أن الورقة النقدية تؤكد الاعتراف بدور المرأة التونسية وعلمها وثقافتها، خاصة أن نحو 60% من الأطباء في تونس من النساء وكذلك فيما يتعلق بأساتذة الجامعة.

وأكدت أن النساء قدمن أروع الأمثلة في الأزمة الراهنة في مجال الطب، وأنهن تطوعن بروح وطنية لخدمة الوطن في الوقت الراهن، وأن الاحتفال بتوحيد بن الشيخ يمثل تكريما للمرأة التونسية في الظروف الراهنة.

وأشارت إلى أن الإنسانية تساوي بين الجميع في الوقت الراهن، وأن الأمر لم يعد يقتصر على الجنس أي المرأة والرجل، بل أن الإنسانية متساوية بين كل البشر بمختلف جنسياتهم، وأن فيروس كورونا جعل الجميع يصطف لمواجهة الجائحة، وأن ما بعد الظرف الراهن سيتغير العالم إلى ما هو أفضل على أساس المساواة الإنسانية، وأنه لابد من الاعتبار من الدرس الراهن.

وقالت عضو  البرلمان السابقة هاله عمران، إن طباعة الورقة النقدية عليها صورة الطبيبة توحيدة بن الشيخ يعد تقديرا لمهنة الطب في الوقت الراهن.

وأضافت أن الأزمة الحالية أكدت على دور الطب وأهميته البالغة في التصدي لأزمة كورونا.

وأشارت إلى أن معظم الدول همشت القطاع الصحي في السنوات الأخيرة وجاءت ميزانيات الصحة في المستويات المتدنية، وأن مستوى البنى التحتية في معظم دول العالم الثالث أكدت أنها لا تولي أهمية للقطاع الصحي كما يجب أن يكون.

وشددت على أن الزعيم الحبيب بورقيبة كانت له رؤية خاصة بشأن قطاع الصحة وحقوق المرأة وأنه أكد خلال ترأسه لتونس على أن بناء الدولة لا يمكن تعزيزه إلا من خلال كفاءة جميع القطاعات وخاصة الصحة والتعليم وكذلك ما تقوم به المرأة من دور فاعل في المجتمع.

وشددت على ضرورة الاهتمام بقطاع الصحة لحماية المواطنين والعالم في الوقت الراهن.

من ناحيتها قالت هادية بن جامع هادية بن جامع بحيري، الخبيرة في الشأن التربوي والناشطة في ملف السلام الدولي، إن النساء التونسيات ناشطات بشكل كبير في الأزمة الراهنة المتعلقة بفيروس كورونا.

 

وأضافت أن الفتيات التونسيات يحرصن على العمل في مجال الطب بشكل كبير، وأن الخطوة هي تقدير لدور النساء التونسيات، خاصة أنه لم يعد هناك أي فرق بين الرجال والنساء في تونس.

 

وقال مدير عام الخزينة بالبنك المركزي التونسي عبد العزيز بن سعيد، في وقت سابق إن طرح ورقة 10 دينار صنف 2020 للتداول واختيار الشخصية الرئيسية للورقة الدكتورة توحيدة بن الشيخ لعدة اعتبارات، الأول منها مواصلة التمشي في اختيار شخصية معاصرة، والاعتبار الثاني هو تكريم المرأة في المجال العلمي والمجال الصحي والتي ساهمت من خلال عملها لأربعة عقود كطبيبة في تحسين الوضع الصحي للمرأة التونسية في جميع الأوساط خاصة الفقيرة.

توفيت في شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2010، عن عمر فاق القرن من الزمن، حيث ولدت في يناير عام 1909 لعائلة ميسورة الحال من كبار ملاك الأراضي الفلاحية في قرية رأس الجبل التابعة لمحافظة بنزرت شمال تونس.

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news114449.html