2014/03/31
لماذا اختفت اللغة الانجليزية من عدن؟
الفرنسيين رحلوا عن الجزائر و المغرب و تونس، و لكن سكان  هذه الدول لازال  يتحدث اللغة الفرنسية بطلاقة، و بحكم احتكاكي بكثير منهم لاحظت أيضا  ان إتقانهم للغة الفرنسية ساعدهم  على تعلم  اللغة الانجليزية و لغات أخرى أيضا.
 
وكذلك الحال لسكان الدول التي كانت مستعمرة  في غرب إفريقيا، سواء كانت مستعمرات بريطانية أو فرنسية سابقة أو حتى برتغالية، لا زالت اللغات الأوربية  تستعمل هناك، معرفة لغة أجنبية شيء مفيد للغاية، و خاصة بان قليل جداً من الكتب و الأبحاث و الدراسات لا تصدر باللغة العربية، الأمر لا علاقة له بالوطنية المفرطة، الموضوع هو ان معرفة لغة عالمية يوسع مدارك و معلومات الشعوب و الأفراد. اللغة الانجليزية بقيت في هونك كونج، بل العكس الكثير من الصينيين الان يتعلم الانجليزية في هونك كونج، و الفلبين التي كانت أصلا مستعمرة إسبانية أصبح الان فيها معاهد عدة لتعليم اللغة الانجليزية، و يأتي لها العديد من الطلبة الآسيويين و حتى العرب لتعلم اللغة الانجليزية فيها، بل ان عدد المتحدثين باللغة الانجليزية في الفلبين أصبح الان يأتي بعد الولايات المتحدة و بريطانيا وكندا و استراليا، وهذا ما رايته و سمعته في تقرير صحافي في إحدى القنوات التلفزيونية الكندية.

بريطانيا غادرت الهند و الباكستان والسودان  و قبرص و مالطا وعدن و كينيا و يوغاندا و تنزانيا والصومال، عندما نرى رجال السياسة و المسئولين الحكوميين في هذه الدول  يتكلم على شاشة التلفزيون نلاحظ بأنهم  يتكلموا الانجليزية بطلاقة، حتى الساسة السودانيين و الصوماليين يتكلموا مع الصحافيين الأجانب باللغة الانجليزية  بطلاقة ، المسئولين في جزر القمر و الغابون و جزيرة موروشيوس يتكلموا الفرنسية بطلاقة، هل لاحظتم بان المسئولين الماليزيين في الآونة الأخيرة و هم يتحدثوا بالانجليزية  حول حادث اختفاء الطائرة، حتى المسئولين في  جزر المالديف يتحدثوا الانجليزية بطلاقة، أيضا موزمبيق المسئولين فيها يتكلم اللغة البرتغالية بطلاقة.
 
كان هناك العديد من الذي كان يتحدث الانجليزية  في عدن، و لكن اختفت هذه الظاهرة للأسف و كما يبدوا بأنها أصبحت غير شائعة، تماماً مثل ما اختفت أشياء أخرى جميلة في هذه المدينة  الطيبة. هل نلوم النظام الشمولي أو نلوم نظام ما بعد ١٩٩٤. جاءت فترة كان العديد من الجنوبيين يتحدث اللغة الروسية، هذه أيضا لم تدم، معرفة لغة أخرى إلى جانب اللغة إلام أمر مفيد، بل و أصبح ضروري في  هذا الزمن، و المثير هو ان في عدن يوجد الان جامعات و حملة دكتوراه بكم لم يكن موجود في الماضي، لماذا إذا قل عدد المتحدثين باللغة الانجليزية.
 
غالبية السفراء والدبلوماسيين  اليمنيين، و كثير من الدبلوماسيين العرب لا يتحدث الانجليزية، وهم من المفروض ان يكونوا من نخبة المجتمع. الكثير من الكنديين و الأوروبيين و الأمريكان الان يتعلم اللغة الصينية، و حتى دبلوماسيي هذه الدول يتعلم لغة الدولة التي يتعين فيها. معرفة لغات أخرى يوسع مدارك الأشخاص و المجتمعات، و لكن عندما يكون أعلى الهرم في السلطة جاهل فلا نستطيع ان نلوم  من هم في أسفل الهرم.

*نقلاً عن عدن الغد
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news29046.html