يعاني الكثير من سكان الساحل التهامي بمحافظتي حجة والحديدة من البطالة والفقر وعدم توفر فرص عمل مما اضطر العديد من الأسر للعمل في جمع مخلفات البلاستيك والنحاس والعلب الفارغة وبيعها لمحلات الخردوات مقابل مبالغ مالية زهيدة .

 

هنا في عبس والمناطق التهامية لاتستغرب اذا خرجت يوماً في الصباح الباكر ووجدت العديد من الأشخاص يتسابقون لنبش اكوام القمامة في الشوارع قبل أن يصل اليها عمال النظافة بحثاً عن القطع البلاستيكية والعلب الفارغة .

 

حتى شظايا الصواريخ التي تطلقها طائرات التحالف أصبحت غنائم حرب بالنسبة لهؤلاء المساكين إن سلموا منها، فتجدهم يتسابقون للأماكن التي تقصف ويجمعون الشظايا ويقومون ببيعها من محلات الخردوات أو محلات الجنابي والحدادة.

 

شباب عاطل عن العمل وعجائز أنهكتهم السنين وأطفال تركوا مقاعد الدراسة بسبب الحاجة والفقر واتجهوا للبحث عن طرائدهم وسط النفايات ليوفروا لقمة عيش لأسرهم غير مبالين بما قد يصيبهم من أمراض ومخاطر .

 

أجسادٌ أنهكها التعب تجرها رائحة القمامة ويحركها واقعٌ مرير فرض عليهم لسبب أو لآخر، فجمع أي شيء يمكن أن يباع هو هاجسهم اليومي حتى يتمكنوا من العيش بعد أن حرموا من عيش حياة كريمة .

 

رغم مآسي هذه الأسر الفقيرة وحالات البؤس والشقاء يظل الحلم بغدٍ أفضل هو مايبدد تعبهم ويرسم ابتسامة السعادة على عيونهم وشفاههم أحياناً .