2015/08/09
صحيفة فرنسية تفضح الحوثيين «هم خطفوا إيزابيل» والدليل من سلطنة عمان
اتهمت صحيفة «ليبيراسيون»  الفرنسية، جماعة الحوثي المسلحة في اليمن ، باختطاف مواطنتها «إيزابيل بريم» التي اطلق سراحها، أمس الجمعة، بوساطة عُمانية.
 
وأضافت الصحيفة في عددها، يوم السبت، إن «بريم» اختطفت في منطقة بمحافظة مأرب خاضعة لسيطرة الحوثيين.
 
أمّا العامل الآخر الّذي يشير إلى إدانة المتمرّدين فيكمن في تدخّل سلطنة عمّان في المفاوضات؛ إذ أعرب الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند صباح الجمعة عن «امتنانه لكل من عمل على التوصّل إلى هذا الحلّ، لاسيّما سلطان عمان قابوس بن سعيد» –حسب ما قالت الصحيفة.
 
وتشير إلى ذلك بعلاقة السلطنة: «مع إيران الشيعية -الداعم الخارجي الأساسي لحركة الحوثي- وبالتالي تعدّ قادرة على التأثير في المترّدين. ويذكر أنّ التقارب بين البلدين قد تكرّس في عام 1971 بعد عام من استيلاء السلطان قابوس على الحكم خلفًا لأبيه، من خلال تحالفه مع شاه إيران».
 
وتمّ إطلاق سراح «إيزابيل بريم» البالغة من العمر 30 عامًا في الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة قبل أن تُنقل فجرًا إلى سلطنة عمان ليستقبلها الرئيس الفرنسي مساء الجمعة في باريس.
 
وبحسب الصحيفة فقد اختُطفت «بريم» الّتي تعمل لصالح المؤسسة الاستشارية «Ayala Consulting» التي تتّخذ من فلوريدا مقرّا لها مع مترجمتها، بينما كانتا في السيّارة وسط العاصمة اليمنية صنعاء بعد أن أغلقت فرنسا كمعظم الدول الغربية سفارتها هناك، باعتبار أنّ اليمن قد غرق أكثر في الفوضى.
 
آنذاك، كان المتمرّدون الحوثيون ذوو الانتماء الزيدي قادمين من معقلهم في الشمال على وشك السيطرة على صنعاء دافعين الرئيس عبد ربّه منصور هادي إلى الفرار إلى عدن، المدينة الجنوبية الكبرى. وتمّ الإفراج عن المترجمة “شيرين مكّاوي” في منتصف مارس، في حين أخذت إيزابيل بريم رهينة.
 
وتقول الصحيفة: «ظهرت السلطنة المسالمة أيضًا كوسيط خفي في المفاوضات حول الملف النووي بين الولايات المتّحدة وإيران؛ ففي مارس 2013 اجتمع وفدان أمريكي وإيراني بقيادة وكيل وزارة الخاريجية «ويليمز بيرنز» ووزير الشؤون الخارجية السابق «علي أكبر ولايتي» في كنف السريّة في العاصمة العمانية مسقط. وقد أشرف رجل الأعمال العماني، والمبعوث الخاصّ للسلطان قابوس في المسائل الحسّاسة المتعلّقة بإيران سليم الإسماعيلي على هذا اللقاء، بعد أن ظهر اسمه في عام 2011 خلال الإفراج عن سائحين أمريكيين سُجنا في إيران».
 
وأثبتت عمان -الوسيط المفيد- حيادًا حذرًا في القضايا الشائكة في المنطقة: تشترك السلطنة في حدود مع المملكة العربية السعودية واليمن والإمارات العربية المتّحدة، وتطلّ على مضيق هرمز كما تعدّ الجهة الوحيدة في مجلس التعاون الخليجي الّتي لم تشارك في الغارات الجوية، الّتي يشنّها التحالف بقيادة الرياض منذ نهاية مارس على المواقع الحوثية في اليمن. ويضمن لها القرب من طهران أيضًا «حماية من المطامع السعودية» وفقا لـ «جيل كيبيل» المتخصّص في شؤون العالم العربي، ولكن يحرص السلطان قابوس بن سعيد -معتنق المذهب الإباضي، أقلية إسلامية- على عدم الشجار مع المملكة العربية السعودية السنية، العدو اللدود لإيران الشيعية.
 
وتختم الصحيفة بالقول: «يحضر هذا التوازن أيضًا في الأراضي العمانية؛ إذ يعتبر السلطان قابوس البالغ من العمر 74 عامًا حاكما مستنيرًا؛ حيث ردّ بذكاء عند اندلاع المظاهرات في بداية عام 2011 في ظلّ الربيع العربي؛ إذ لم يتردّد في إقالة 12 وزيرًا بعد أنّ أطلقت الشرطة النار على تجمّع متظاهرين، كما أعلن عن دفع منح للمعطّلين عن العمل، ورفع الحدّ الأدنى للأجور بنسبة 40 %، ولكنّ لم تخمد الاحتجاجات إلا أنّها لم تنزلق إلى ظلام العنف. لذا يمكن لعمان أن تبدأ من جديد في لعب دور وسيط، سريّ وفعّال على حدّ السواء».
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news52693.html