2015/08/12
دعم التحالف العربي يضع المقاومة اليمنية على مشارف صنعاء
أكدت مصادر مطلعة على الأوضاع الميدانية في اليمن اضطلاع دولة الإمارات العربية المتحدة بدور أكثر عمقا وفاعلية في الحرب التي يشنها تحالف يضم عشر دول عربية ضد ميليشيا الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
 
وقاد ضباط إماراتيون العملية العسكرية التي شنتها قوات التحالف داخل وحول مدينة عدن الجنوبية، وهي العملية التي يقول خبراء استراتيجيون إنها ساهمت بشكل كبير في قلب موازين القوى وتغيير مسار الحرب الدائرة منذ خمسة أشهر.
 
وبعد إنزال أكثر من 3 آلاف جندي، معظمهم من الإمارات والسعودية، في عدن وجد الحوثيون أنفسهم مضطرين إلى الانسحاب إلى الشمال، وتقدمت قوات الجيش الوطني واللجان الشعبية في محافظات لحج وأبين وباتت على بعد 100 كيلومتر فقط من العاصمة صنعاء.
 
وقال جيمس سبينسر، الخبير في الشؤون اليمنية، إن «الجنود الإماراتيين والسعوديين كانوا المفتاح وراء عجز الحوثيين وقوات صالح في السيطرة على عدن».
 
وخلال الأسابيع الماضية أسقطت طائرات إماراتية أسلحة وذخائر على المقاتلين اليمنيين الذين يدينون بالولاء للرئيس اليمني الشرعي عبدربه منصور هادي، كما ساهمت الإمارات في تدريب عناصر اللجان الشعبية، ودفعت بعربات مدرعة ومجنزرات لتأمين السيطرة على عدن.
 
ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية عن سكان محليين قولهم إن عناصر من القوات الخاصة الإماراتية شاركت في القتال إلى جانب قوات هادي منذ شهر مايو الماضي على الأقل.
 
وقادت القوات الإماراتية عملية إقامة منطقة عازلة في غرب منطقة البريقة وأخرى بجوار مطار عدن مباشرة قبل إطلاق حملة عسكرية شنتها في منتصف يونيو الماضي اللجان الشعبية لاستعادة ميناء المدينة التي ينظر إليها باعتبارها عاصمة الجنوب.
 
وقال مقاتل محلي في عدن «الإماراتيون هم من يقودون العمليات». وأضاف «لقد خططوا لكل شيء، ويقودون حاليا كافة القوات».
 
وشاركت القوات الخاصة الإماراتية بجانب القوات الموالية للرئيس هادي في مناطق أخرى، على رأسها محافظة شبوة التي تمكن مقاتلون محليون من اعادة السيطرة على عاصمتها عتق. كما شارك الإماراتيون أيضا في القتال في محافظة أبين، التي استخدمها الحوثيون في السابق كمدخل لمدينة عدن.
 
واقتربت المقاومة اليمنية والقوات الموالية للشرعية في اليمن من هدف تحرير عاصمة البلاد من قبضة ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح ما يعني بالنتيجة اقتراب ساعة إسقاط الانقلاب باسترجاء صنعاء التي يتخذها مقرا لسطاته.
 
وجاءت هذه التطورات نتيجة سلسلة من الانتصارات حققتها المقاومة في محافظات الجنوب وتوسّع نطاقها لتشمل شرق البلاد وأجزاء من شمالها بفعل الزخم الذي استمدّته القوى المساندة للشرعية من دعم التحالف العربي المتنوّع والفعال.
 
وباتت القوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على بعد مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، وذلك بعد ان سيطرت هذه القوات المدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية على غالبية جنوب البلاد، بحسب مصادر عسكرية.
 
ويبرز بوضوح خلال الاسابيع الاخيرة تغير الموازين على الأرض لصالح القوات الموالية للحكومة بعد الدعم الكبير من دول التحالف العربي وخصوصا المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات.
 
وفي تصريحات نشرتها الصحف الإماراتية أمس قال وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش إن «عملية تحرير عدن» في منتصف يوليو الماضي «اثبتت ان لدينا استراتيجية تستطيع أن تغير الموازين».
 
وفيما تتابع قوات هادي الضغط شمالا باتجاه صنعاء، قالت مصادر عسكرية متطابقة ان هذه القوات تصعّد عملياتها في محافظة اب جنوب صنعاء. وقد سيطرت ايضا على منطقة عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لمحافظة صنعاء.
 
وتقع عتمة على بعد حوالي مئة كيلومتر فقط جنوب العاصمة.
 
كما تتصاعد المواجهات ايضا شمال صنعاء في منطقة أرحب بين الحوثيين وقبائل موالية للحكومة المعترف بها دوليا، ما يوحي بإمكانية مواجهة الحوثيين مزيدا من المتاعب في الشمال بعد أن كانت الموجهات الرئيسية محصورة في الجنوب.
 
وحققت القوات الموالية لهادي والمدعومة جوا وبحرا من قوات التحالف والتي تقاتل بأسلحة حديثة زودتها بها دول الخليج، سلسلة إنجازات خلال الأيام الاخيرة، وطردت الاثنين الحوثيين وحلفاءهم من آخر معاقلهم في محافظة ابين الجنوبية.
 
وباتت المقاومة الشعبية تسيطر على عدن، كبرى مدن الجنوب، ومحافظات لحج حيث قاعدة العند الجوية الأكبر في البلاد، والضالع وأبين.
 
وسيطرت المقاومة الشعبية في محافظة شبوة بشرقي اليمن أمس على مواقع هامة من بينها قرن السوداء والعرم في مديرية حبان بجنوب شرق المحافظة، واستولت على مدرعات عسكرية وأسلحة متنوعة تركها الحوثيون خلفهم في تلك المناطق وانسحبوا نحو مدينة عتق مركز المحافظة.
 
وصرحت مصادر محلية لوكالة فرانس برس أن علي العولقي الذي عينه الحوثيون محافظا على شبوة فر من المنطقة الى وجهة مجهولة فيما اكد سكان ان الحوثيين يزرعون الالغام الارضية في المواقع المهمة بالمحافظة.
 
وتتقدم قوات الموالية للشرعية في المنطقة الوسطى لا سيما في محافظة اب جنوب صنعاء. كما تستمر المواجهات في تعز، ثالث أكبر مدن البلاد والتي تتوجه الانظار إليها كهدف مقبل للمقاومة الشعبية، ذي أهمية كبيرة نظرا لموقع المحافظة وثقلها السكاني.
 
وقال مصدر عسكري يمني ان «قوات المقاومة سيطرت على ست مديريات في اب وتصعّد تحركها في المنقطة».
 
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news52835.html