2015/09/07
«أرض الجنتين».. بين سد زايد و دماء الأبناء
استعاد الإماراتيون ذاكرة الدعم التاريخي لليمن، وهو ما تجسد في قيام المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس ورئيس الإمارات السابق بإعادة بناء سد مأرب التاريخي، وهو المشروع الذي بدأت فكرته عام 1982 على إثر الفيضانات، وكان هذا السد بمثابة منحة الحياة للملايين في اليمن.
 
وفي 2015، أعلنت الإمارات استشهاد ما يقرب من 45 جندياً من جيشها الذي يشارك في الحرب على الحوثيين في اليمن، ليروي الأبناء أرض اليمن بادمائهم، بعد أن رواها الأب بالماء "إكسير الحياة".
 
سد مأرب
يعتبر مشروع إعادة بناء سد مأرب القديم في اليمن نموذجاً للعمل الذي يرى فيه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان النهيان عائداً كبيراً، ففي إبريل 1982 خصصت دولة الإمارات العربية المتحدة 3 ملايين دولار أميركي بشكل عاجل لمساعدة المنكوبين الذين تضرروا من الفيضانات في اليمن.
 
ولكن الشيخ زايد أدرك أن المساعدة على المدى القصير لا تحل المشكلة، لذا فقد تبرع شخصياً بالأموال اللازمة لإعادة بناء سد مأرب، وبذلك وضع حلاً نهائياً للمشكلة الأساسية، وفي عام 1984 قدمت دولة الإمارات أموالاً إضافية لمواصلة العمل في بناء السد، وفي أكتوبر من العام نفسه وضع الشيخ زايد حجر الأساس لمشروع ينهي الدمار الذي تسببه الفيضانات ويجدد خصوبة آلاف الهكتارات من الأرض الصالحة للزراعة مستقبلاً، وبعد عامين قام الشيخ زايد بافتتاح سد مأرب الذي انتهى العمل فيه قبل التوقيت المقرر له، وهو السد الذي امتدت فوائده إلى جزء كبير من اليمن.
 
ولم يتوقف دعم الشيخ زايد لاستكمال سد مأرب حيث تم في نوفمبر 2002 في العاصمة اليمنية صنعاء توقيع اتفاقية تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع سد مأرب بتكلفة قدرها 87 مليوناً و820 ألف درهم على نفقة الشيخ زايد الخاصة، مما سيساهم في ري أكثر من 10 آلاف هكتار من المساحات مزروعة بالمحاصيل.
 
دماء الأبناء
في 26 مارس 2015، كان قرار أبناء زايد بالمشاركة مع السعودية في عاصفة الحزم ضد التمرد الحوثي في اليمن، والذي يعد مؤشراً خطيراً لرغبة إيران في التغلغل داخل الخليج العربي عن طريق اليمن، وشاركت القوات المسحلة الإماراتية في الضربات الجوية المكثفة التي حققت الكثير من أهدافها.
 
ومع مضي الوقت وتصاعد الموقف وصولاً إلى الوقت الراهن، كان المصاب الجلل باستشهاد 45 جندياً من أبناء الإمارات في اليمن، وهو ما أجمع عليه الشعب الإماراتي بأنها دماء طاهرة، سيكون لها أثر بالغ في وقوف اليمن ضد الموت، في حملة إعادة الأمل، أو بالأحرى إعادة الحياة لليمن.
 
نصف مليار مساعدات
دعم أبناء زايد لليمن لم يكن يوماً قاصراً على التدخل العسكري الحالي، فالأبناء يحافظون على البعد الإنساني في مساعدة الدول الشقيقة، حيث تؤكد الإحصائيات أن الإمارات إحتلت المرتبة الأولى عالميا كأكبر مانح للمساعدات خلال الأزمة الإنسانية التي يشهدها اليمن حالياً، ووفقاً لبيانات صادرة من خدمة التتبع المالي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة فإن إجمالي قيمة المساعدات الإنسانية التي وجهتها الإمارات لليمن بلغت ما قيمته 508.7 مليون درهم إماراتي، بما يوازي 138.5 مليون دولار أميركي.
 
وبلغت إجمالي قيمة مساعدات دول العالم خلال هذه الفترة من العام الجاري 1.650 مليار درهم، ما يوازي 449.5 مليون دولار أميركي.
 
واستأثرت الإسهامات والمساعدات التي قدمتها الإمارات ومؤسساتها الإنسانية، بما يقارب ما نسبته 31% من إجمالي مساعدات دول العالم خلال الأزمة اليمنية عام 2015.
 
*إئلاف
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news54070.html