2015/09/12
"واتس آب".. قناة اليمنيين لتداول أخبار المعارك وصورها
ذكّرت الحرب الدائرة بين القوات الموالية لعبدالملك الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة، والقوات الموالية للرئيس منصور هادي، اليمنيين بأيام عجاف عاشوها منذ عقود خلت.
 
فبعد 5 شهور من انقطاع التيار الكهربائي، تحول جهاز التلفاز إلى مجرد زينة لا وظيفة لها في غالبية المنازل. بينما توقفت معظم الصحف عن الإصدار وتم حجب عشرات المواقع بعد الرقابة الجديدة التي فرضها الحوثيون عليها.
 
اليمنيون الذين وجدوا أنفسهم يعيشون وسط حرب لا يعرفون ماذا يدور في المناطق القريبة منهم أو البعيدة عنهم، لم يبق لهم غير "واتس آب" منفذا وحيدا للاتصال بالعالم.
 
"واتس آب" تحول في اليمن من مجرد وسيلة للتواصل الاجتماعي إلى منبر لتبادل الأخبار والصور بين الأصدقاء والأقارب والصحفيين والسياسيين أيضا، وأصبح القناة الإخبارية الأولى التي يُعتمد في نقل معلومات المعارك التي لم تهدأ منذ أواخر مارس/آذار الفائت.
 
قنوات إخبارية بين يديك
 
ناشطون وصحفيون أنشأوا خِدمات إخبارية فورية مزودة بشعارات وأرقام هواتف خاصة مصدرها"واتس آب" توافي المشتركين بآخر الأحداث والمستجدات على مدار الساعة مجانا. 
 
يقول فهد العميري، وهو مؤسس شبكة "نبض الكرامة الإخباري" في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" إن "واتس آب" بات أسرع وأسهل وسيلة لنقل الأخبار العاجلة "وبدأنا نجد أن أخبارنا التي يتواجد عليها شعارنا الخاص يتم تداولها بين الناس في المدن والأرياف، ونجدها أيضا في فيسبوك".
"
بطارية الهاتف زادت أهمية "واتس آب
 
لمعرفة الأخبار من القنوات الفضائية في اليمن أنت بحاجة لمنظومة طاقة شمسية، أو مشتقات نفطية ذات كلفة باهظة لتوليد الكهرباء، لكن بواسطة "واتس آب" أنت لا تحتاج سوى محمول ذكي يستقبل خدمة الإنترنت، وبإمكانك شحن بطاريته في سيارة أو لدى صديق أو قريب يمتلك أي خدمة كهربائية.
 
وفي عصر "واتس آب" لم يعد هناك خبر بثمن أو مدفوع القيمة، كتلك التي كانت تلجأ إليها صحف ورقية عبر إطلاق خدمات إخبارية عاجلة لمن يرغب في الاشتراك الشهري بمقابل 200 ريال يمني (ما يعادل دولارا أمريكيا).
 
علي عويضة وهو المسؤول الفني في خدمة "يمن مونيتور" الإخبارية، يرى أن أخبار "واتس آب" انتشرت لسهولة الحصول عليها ومجانتيها، بالإضافة إلى توفيرها للأخبار العاجلة على مدار الساعة، وفي أي مكان.
 
ويقول عويضة في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" إن انقطاع الناس عن التلفزيون جعل من الضروري اللجوء لهذه الخدمة.
 
جمهور يتزايد
رغم أن أنصار الرئيس منصور هادي، هم الأكثر تضررا من حجب المواقع الإخبارية، ووجد في "واتس آب" ضالته، إلا أن الحوثيين وأنصارهم أيضا لجأوا إلى هذه الخدمة المجانية.
 
فقناة "المسيرة" التابعة أعلنت لمشاهديها عن خدمة تقديم الأخبار العاجلة على "واتس آب".
 
ويؤكد عويضة المسؤول الفني في خدمة "يمن مونيتور" أن أعداد المشتركين يتزايد بشكل مستمر "نضطر لتقسيم المشتركين في عشرات المجموعات أو أكثر، وتضم كل مجموعة 256 مشتركا، ولا يعرف كل شخص من هو المشترك الذي استلم معه نفس الرسالة في ذات التوقيت".
 
تزويد المشتركين لا يقتصر على الأخبار العاجلة فقط، فشبكة "يمن مونيتور" تقدم الصور الحصرية ومقاطع الفيديو لمشتركيها، فيما تقدم "شبكة تعز الإخبارية" و"نبض الكرامة" أخبارا وحصادا يوميا شاملا كل مساء.

"هافينغتون بوست عربي"
 
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news54290.html