2015/11/18
صحيفة أمريكية: تحرير تعز مفتاح تأمين الجنوب وبوابة العبور إلى صنعاء
تسعى قوات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي المدعومة من التحالف العربي الى استعادة كامل محافظة تعز لاعتبارات استراتيجية منها أن تحريرها يعني مدخلا لتأمين جنوب البلاد والتقدم نحو استعادة مناطق الوسط والشمال لا سيما صنعاء من المتمردين الحوثيين.
 
وبدأت قوات هادي بدعم من قوات التحالف بقيادة السعودية هجوما واسعا الاحد في المحافظة الواقعة في جنوب غرب البلاد لطرد الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح الذين يسيطرون على مناطق واسعة من المحافظة ويحاصرون مركزها مدينة تعز.
 
ويقول نائب رئيس المركز الوطني للدراسات الاستراتيجية اليمني ثابت حسين صالح، ان استعادة محافظة تعز قد تمثل "مفتاحا للانطلاق نحو تحرير باقي المحافظات مثل إب والبيضاء" وسط البلاد قبل التقدم باتجاه الشمال.
 
وأضاف الخبير في الشؤون العسكرية، ان لاستعادة تعز "اهمية استراتيجية لحماية الجنوب" اضافة الى عدن المحررة وثاني كبرى مدن البلاد.
 
وكانت القوات الموالية لهادي قد استعادت في يوليو/تموز بدعم جوي وبري من التحالف، السيطرة بشكل على المدينة الواقعة على الساحل الجنوبي بعد طرد الحوثيين والقوات الموالية لصالح منها، الا ان الوضع الامني في عدن التي اعلنها هادي في وقت سابق من هذا العام عاصمة مؤقتة للبلاد، لا يزال هشا مع تنامي نفوذ الجماعات المسلحة ومن بينها مجموعات جهادية.
 
وعاد الرئيس اليمني الذي يقيم بشكل مؤقت منذ مارس/آذار في العاصمة السعودية الرياض صباح الثلاثاء الى عدن للإشراف على العمليات العسكرية في تعز، في زيارة هي الثانية له منذ سبتمبر/أيلول، حينما امضى في عدن اياما قبل ان يغادر مجددا الى الرياض بسبب الوضع الامني.
 
واكد مصدر رئاسي يمني ان هادي عاد "لإدارة شؤون البلاد" وللإشراف المباشر على العملية العسكرية".
 
تغير ميزان القوى
 
ويتوقع الخبير ثابت حسين صالح، ان تكون المعركة "صعبة" في المحافظة ذات المساحة الواسعة والتي تعد نقطة تواصل بين الشمال والجنوب وتطل على مضيق باب المندب على البحر الاحمر.
 
وأوضح أن ميليشيا الحوثي الانقلابية وحلفائها "يسيطرون على معظم مناطق محافظة تعز حيث المقاومة الشعبية ضعيفة"، في اشارة الى التسمية التي تطلق على مجموعات من المقاتلين المناهضين للحوثيين وتضم في صفوفها عناصر من الحراك الجنوبي واسلاميين وقبليين ومتطوعين.
 
وتتقدم القوات الموالية لهادي بدعم من التحالف العربي عبر ثلاثة محاور في محافظة تعز، بحسب ما يفيد قادة عسكريون.
 
ويوضح العميد فضل عباس قائد قاعدة العند الجوية التي يتم منها الاشراف على العملية العسكرية "نتقدم من ثلاثة محاور لكسر الحصار المفروض على تعز وتحرير المدينة"، متحدثا عن "انهيار" في صفوف الحوثيين واستسلام العديد منهم.
 
وبحسب الخبير في شؤون الامن والدفاع في مركز الخليج للأبحاث مصطفى العاني، فإن معركة تعز "حاسمة لهزيمة الحوثيين وحلفائهم".
 
واشار الى وجود "تصميم من التحالف العربي على حسم هذه المعركة"، متحدثا عن وصول "تعزيزات سعودية واماراتية وحتى من قطر".
 
وبدأ التحالف بقيادة السعودية في مارس/آذار توجيه ضربات جوية تستهدف معاقل الحوثيين ووفر بعد ذلك بأشهر دعما ميدانيا شمل ارسال قوات وآليات.
 
ورجح العاني ان يكون لـ"تحرير تعز تأثير كبير على اعادة المسار السياسي التفاوضي"، معربا عن اعتقاده ان "المعركة ستغير ميزان القوى عسكريا وسياسيا".
 
ويلقي حصار الحوثيين للمدنيين في تعز واستهدافهم للأحياء الآهلة بالسكان بظلال ثقيلة على الوضع الانساني فيها، بينما تشير تقارير دولية إلى أن الميليشيا الانقلابية تحتجز المساعدات الانسانية والطبية الموجة للأهالي المحاصرين.
 
تتخوف اللجنة الدولية للصليب الاحمر من تدهور اضافي للوضع الانساني "الكارثي" لاسيما بالنسبة لسكان مدينة تعز الذين يقارب عددهم 700 الف.
 
وتعتبر اللجنة تعز "اكثر المحافظات تضررا حاليا في اليمن مع وضع انساني سيئ للغاية"، مضيفة ان "الحصار المفروض يمنع دخول السلع الى المدينة ويعيق المساعدات الانسانية".
 
واكدت اللجنة انها تكرر منذ شهرين طلبها من الحوثيين قوات علي عبدالله صالح السماح بتسليم معدات طبية وجراحية حيوية" للمستشفيات، دون جدوى.
 
ولا يزال افق احتمال الحل السياسي غير واضح، في ظل عدم تحديد موعد لمباحثات السلام التي يعتزم مبعوث الامين العام للأمم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد تنظيمها هذا الشهر.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news61811.html