2015/11/19
السفير التركي بصنعاء: تلقيت معلومات سياسية من د. الإرياني في "قبو" منزله
لعب الدكتور الإرياني دورا حساسا وهاما في الفترة الانتقالية الأخيرة في اليمن كشخص يحظى باحترام وتوافق كل الأطراف في اليمن كميسر ووسيط، حسب شهادة سفير التركي بصنعاء فضلي تشورمان.
 
وقال تشورمان في صفحته على فيس بوك إن سيرة الراحل الدكتور عبدالكريم الإرياني جعلت منه منارة في كل تلك الأيام والسنوات الضبابية للسياسات في اليمن. 
 
وانتهت فترة السفير التركي في اليمن بعد مضي أربع سنوات لعب فيها أدوارا سياسية واقتصادية كبيرة، لكن رحيل المستشار الرئاسي الداعم للشرعية دفع بالسفير النشط تشورمان لوصف المرحلة التي عاشها معاصرا لرجل "مستينر واستثنائي ولسياسي ودبلوماسي ورجل دولة". 
 
وجمعت تشورمان بالإرياني لقاءات كثيرة في منزل الأخير طالبا مساعدته في "فهم المناورات والمؤمرات السياسية التي لا تنتهي في اليمن". مؤكدا بأنه كان يخرج من قبوه ومكتبته مزودا بالمعلومات التي يبحث عنها وبـ"قدرٍ من الحكمة التي كان الإرياني كريما جدا في مشاركتها مع الآخرين".
 
واختتم تشورمان مقاله بتعزية الشعب اليمني بخسارة الدكتور الإرياني الذي "خدم بلاده جيدا". وتمنى السفير أن "هناك المزيد من تلك الشخصيات البارعة في اليمن". 
 
نص المقال 
 
خسرت اليمن رجلها الحكيم فضلي تشورمان* 
 
كان الدكتور عبدالكريم الإرياني رجل مستينرا، فبجانب صفاته الاستثنائية كسياسي و دبلوماسي و رجل دولة، كان رجلا مطلعا، فقد شاهدته شخصيا كيف كان حريصا على القراءة حتى وقت قريب، على الرغم من صحته التي كانت تتدهور وكذلك عيناه التي لم تعودا كالسابق، أتذكرعندما كنت أراه يقرأ كتبا إلكترونية في جهاز "التابلت" بحروف مكبرة، و كان يقول لي بأن الكتب الإلكترونية أصبحت أفضل من الكتب الورقية لأنه يستطيع تكبيرالحروف حسب رغبته، تفاجأت أيضا من قدرته على التكيف مع التكنولوجيا مقارنة بمن هم أصغر منه سنا، كان هذا آخر لقاء لي به قبيل مغادرتي اليمن في فبراير 2015. كنت أزوره من وقت لآخر في قبو منزله "عرينه" كما كان يسمي مازحا حجرة المكتبة الملحقة لمنزله في صنعاء، طالبا مساعدته في فهم المناورات والمؤمرات السياسية التي لا تنتهي في اليمن، كنت أخرج من تلك المكتبة/القبو ليس فقط مزودا بالمعلومات التي كنت أبحث عنها بل أكثرمن ذلك بكثير، كنت أخرج مع قدرٍ من الحكمة التي كان كريما جدا في مشاركتها مع الآخرين، كان يحب التحدث عن التاريخ و الثقافة، وسريعا ما أدركت أن لديه مخزون معرفي هائل كان يصاحب أحاديثنا الممتعة مع ذاكرته الحية بشكل غير مسبوق. قام الدكتور الإرياني بمفرده ودون مساعدة أحد بلعب دور حساس في الفترة الانتقالية لليمن- المتوقفة الآن- كرجل يحظى بالاحترام من جميع الأطراف السياسية في اليمن كميسر ووسيط، وكشخص ممكن أن يوافق عليه و يثق به الجميع، سيرته المحترمة جعلت منه منارة في كل تلك الأيام والسنوات الضبابية للسياسات في اليمن. ختاما أتقدم بالتعازي القلبية لعائلته وأصدقائه وكل الشعب اليمني لهذه الخسارة العظيمة، الدكتور الإرياني خدم بلاده جيدا، وأتمنى بكل بساطة لو كان هناك المزيد كتلك الشخصيات البارعة في اليمن. 
 
· من صفحة السفير على فيسبوك *سفير تركيا بصنعاء
 
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news61877.html