2016/01/12
إيران في مرمى نيران السعودية.. وباكستان تدخل على الخط
في معركتها الدبلوماسية الحالية ضدّ طهران وسّعت الرياض دائرة المنتقدين لدور إيران في المنطقة، وحشدت لتأييد عربي على مستوى العالمين العربي والإسلامي، بالتوازي مع خطاب تجاوز الانتقاد، وكان إحدى ثمار هذا الحشد إعلان قائد الجيش الباكستاني، الأحد 10 يناير، أن أي تهديد لأراضي السعودية سيثير ردود فعل قوية من قِبل إسلام أباد.

وقال موقع "روسيا اليوم"، هذا الحديث الصارم من باكستان، كما يبدو، جاء تتويجاً لزيارة ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان إلى باكستان الأحد.

الجامعة العربية

في هذه الأثناء اختتم، الأحد، اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية بمشاركة وزراء الخارجية العرب، أدانت الجامعة في ختامه على لسان أمينها العام نبيل العربي حرق سفارة السعودية وقنصليتها في إيران.

وأشار العربي إلى أن الاجتماع في القاهرة يهدف إلى تأكيد التضامن العربي التام مع السعودية في أزمتها مع إيران، محمّلاً الأخيرة مسؤولية خرق الاتفاقيات الدولية.

وأكّد الأمين العام للجامعة أن المنطقة لا تحتمل أي "فتنة طائفية" تحاول إيران بثّها، حاثاً إياها على تحسين علاقاتها مع الدول العربية وعدم التدخّل في شؤونها وانتهاك سيادتها.

دول الخليج

الاستفزازات الإيرانية لاقت إدانة قوية في البيت الخليجي، وانسحبت على التخوفات من أن تمتد من البحرين إلى الإمارات فالكويت، وجميعها دول إما قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع إيران، وإما قدّمت لسفيرها مذكرة اعتراض على تدخّلها في الشأن السعودي وإحراق ممثلياتها في الجمهورية الإسلامية.

الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف بن راشد الزياني، قال حينها إن دول المجلس تدين الاعتداء الإيراني على السفارة السعودية.

ويرى مراقبون أن الموقف الموحّد لدول الخليج وحشدها التأييد العربي والإسلامي الواسع، أجبر إيران على التراجع في تصريحاتها ضدّ الرياض.

إيران والتهدئة

بدت التصريحات الإيرانية للمراقبين في بداية الأزمة حادة وتحمل طابع التهديد، إذ حذّرت طهران من دفع الرياض ثمناً باهظاً لما ارتكبته، فيما هاجم المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي السعودية، وتوعد بـ"انتقام إلهي".

لكن حدة هذه التصريحات تحوّلت إلى دعوات للتهدئة، حيث أعلن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الجمعة، أن إيران ترغب في التهدئة مع الرياض، مشيراً إلى أن بلاده لا تريد تأجيج التوترات مع السعودية وسائر جيرانها الخليجيين.

رسالة "ظريف"

بعث "ظريف" رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، طلب منه إيصالها إلى كل من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيها: "ليس لدينا أي رغبة في تصعيد التوتر في محيطنا".. "علينا جميعاً أن نكون موحدين في وجه التهديدات التي يشكلها المتطرفون".

الأزمة السورية

تصريحات الوزير الإيراني تدل على عدم رغبة الجمهورية الإسلامية في سياسة التصعيد والتفرغ للأهم، ولا سيما أن طهران تمر بطريق وعر بعض الشيء.. فتطبيق الاتفاق النووي الذي تمّ إبرامه مع الدول الكبرى وتسوية الأزمة السورية، والأزمة اليمنية وعملية رفع العقوبات الاقتصادية عنها، تحتاج إلى التريث والتهدئة.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news65439.html