2012/03/05
الجمحي: القاعدة في اليمن تعيش موسم " الشواء الساخن" بدعم من بقايا نظام صالح
اتهم الخبير اليمني بشؤون القاعدة سعيد عبيد الجمحي، بقايا النظام السابق في اليمن ، بتوفير الدعم اللوجستي للقاعدة ومنحها التسهيلات وغض الطرف عن تحركاتها وإخلاء المعسكرات أمامها وتخذيل الجنود أمامها ، نافيا ان يكون بقايا النظام السابق وراء العمليات الارهابية التي اجتاحت البلاد منذ انتخاب عبدربه منصور هادي رئيسا الشهر الماضي.

وقال الجمحي ان تنظيم القاعدة في اليمن يعيش حالة من القلق والخوف نتيجة التسارع في تنفيذ المبادرة الخليجية حيال نقل السلطة في اليمن التي تحقق منها النصف تقريبا حتى الآن، وأن هذا القلق القاعدي ترجم مؤخرا عبر الإسراع في تنفيذ العديد من العمليات الكبيرة، واشار إلى ان العمليات الراهنة للقاعدة ذاتية الدوافع ولكنها تنطلق من القلق والخوف من الآتي ولذا تحاول استباق الزمن.

واضاف الخبير اليمني في شؤون القاعدة في تصريحات لـ صحيفة " القدس العربي" اللندنية ، ان " القاعدة شعرت بالقلق الشديد جراء التغيرات السياسية الجذرية في البلاد ولذا حاولت الاستفادة من بقايا النظام السابق في تنفيذ ما يمكن تنفيذه من عمليات قبل أن تتغير الظروف "، لافتا إلى انه يحاول استباق الزمن قبل أن تستكمل مكامن القوة للنظام اليمني الجديد الذي يحظى بشعبية واسعة في البلاد.

وكانت العديد من عمليات تنظيم القاعدة الأخيرة في اليمن خلال الأسبوعين الماضيين استهدفت المؤسسات العسكرية والأمنية التي يقودها أبناء عائلة الرئيس السابق علي عبد الله صالح بما فيها قوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي والقوات الجوية وهي ما فسرها البعض بأن النظام السابق يقف وراء تدبيرها وأنها محاولة لإعطاء رسائل للغرب بضرورة الابقاء على افراد عائلة صالح في عملية هيكلة الجيش الجديدة وفقا للمبادرة الخليجية بشأن اليمن، غير أن الجمحي ذكر أن العمليات الحالية للقاعدة ذاتية الدوافع ولكنها تشير إلى احتمال توجيه بقايا النظام السابق لها.

وأوضح ان القاعدة لم تفلح في الحصول على خصوم جدد، فلم تجد أمامها سوى مؤسسات بقايا النظام السابق كأهداف لعملياتها الذين تتهمهم بالعمالة والارتهان لأمريكا و'أنها تريد أن تشرعن لعملياتها من خلال الابتعاد عن الثورة الشعبية حتى لا تخسر الشارع وحتى لا تصطدم بالشعب، لذا فإن أهداف القاعدة الحالية منتقاة حتى تعطي لها الشرعية'.

مشيرا إلى أن خطاب القاعدة الجديد يحاول إيجاد مبرر لعملياتها بالتدخل الأمريكي الكبير في الشئون الداخلية اليمنية، حيث أصبح السفير الأمريكي غيرالد فايرستاين صانع القرار اليمني في الوقت الراهن، عبر بوابة مجلس التعاون الخليجي وأن بقايا النظام السابق ربما استثمر هذا الخطاب القاعدي من خلال غض الطرف عن تحركاتها.

وعن تقديره للعلاقة بين النظام السابق وتنظيم القاعدة قال سعيد عبيد 'ان القاعدة تلاعبت بالنظام السابق كما أنه تلاعب بها، لكنها تلاعبت به أكثر، من خلال تحقيقها للعديد من المكاسب الحقيقية منه كإطلاق سراح الكثير من عناصر القاعدة من السجون والتسهيلات الأمنية التي حصلت عليها من النظام، وذلك إثر قدرتها على إقناع النظام السابق بأنها ستحقق له مصالح كثيرة مادية وسياسية وأن القاعدة عرفت عقلية صالح وكيفية الاستفادة منه'.

وكشف أن للنظام السابق دور كبير في تنمية تنظيم القاعدة في اليمن وإفساح المجال لها للتحرك بحرية بل وتوفير التسهيلات لعناصرها، وبالتالي ان استهداف المعسكرات التي لا زال يسيطر عليها 'تأتي في إطار محاولتها لخلط الأوراق حتى تعطي شرعية لعملياتها وحتى لا تصطدم بالثورة الشعبية'.

وارتفعت وتيرة عمليات القاعدة خلال الأيام الماضية بشكل متتال وغير مسبوق في أكثر من منطقة في اليمن ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من الجنود والضباط إثر استهدافها لمعسكرات الجيش والأمن في حضرموت وأبين وصنعاء وغيرها، والتي وصفها الجمحي بعمليات (موسم الشواء الحار) 'إثر قلق القاعدة وخوفها من القادم المجهول، لأنها تتوجس كثيرا من التغييرات القادمة وبالذات في مؤسسات الجيش والأمن التي من المقرر أن تطالها عملية تغيير شاملة عبر خطة إعادة هيكلة الجيش وفقا للمبادرة الخليجية'.
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news7056.html