2016/06/15
ماذا لو خسرت أمريكا تحالفها مع السعودية ؟
تتحدث معظم الوسائل الغربية وخاصة الأمريكية عن التحالف الوثيق بين السعودية وأمريكا وتصف التحالف بين البلدين بالتحالف المصلحي القائم على توفير السعودية للنفط لأمريكا وللاقتصاد العالمي وفي المقابل توفر أمريكا الحماية للخليج العربي وهي بحسب مراقبين أمريكيين وجهة نظر قاصرة من قبل العديد من وسائل الأعلام الأمريكية والغربية . فالمملكة العربية السعودية هي حليف وثيق  لا يمكن حتى التفكير في الاستغناء عنه فلديها الحلول لكل أزمات الشرق الأوسط فهي القائدة المؤثرة في منطقة تعتبر عصب الاقتصاد العالمي كما أنها القوة النفطية الأولى في العالم وتضخ يوميا ما يقارب 12 مليون برميل  في عصب الاقتصاد العالمي بخلاف قيادتها العسكرية للتحالف العربي والتحالف الإسلامي الذي أصبح القوة القادمة والتي تعول عليها الدول الكبرى في هزيمة وسحق التنظيمات المتطرفة في المنطقة.

وفي مؤتمر صحفي نفت وزارة الخارجية الأمريكية الثلاثاء وجود أي توتر مع السعودية بسبب تحفظ الرياض على الموقف الأمريكي من النزاع السوري، الذي لطالما شكل مصدر اختلاف بين الحليفين. واستقبل كيري وزير الدفاع السعودي، مساء الاثنين، في منزله بواشنطن، وبحثا رسميا تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، وسبل مكافحة الإرهاب، وفقاً للخارجية الأمريكية.
 
وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، جون كيربي، في مؤتمر صحفي: "في حال سألتموني إذا ما كان هناك خلاف فلسفي كبير بين السعوديين والولايات المتحدة حيال كيفية المضي قدماً في الميدان في سوريا، فإن الجواب هو لا".

وأوضح أن المسؤولين: "بحثا العلاقات القوية والمستمرة بين الولايات المتحدة والسعودية، وناقشا عدداً من المواضيع؛ مثل اليمن، وسوريا، وليبيا، ومكافحة الإرهاب".
 
اعتراف الخارجية الأمريكية
واعترف  كيربي أنه لولا دعم السعودية وهي عضو مؤسس في التحالف الدولي ضد داعش لما وجدت المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تضم نحو 20 دولة وتسعى لإيجاد حل سياسي للنزاع السوري. وأضاف بيان الخارجية الأمريكية أنهما تطرقا أيضا إلى اعتداء أورلاندو  وأكدا التزامهما المشترك في مواصلة التعاون في مجال مكافحة انتشار التطرف العنيف على المستويين الإقليمي والدولي.
 
ماذا تعني خسارة أمريكا للسعودية ؟
صحيفة  ناشيونال إنتيريست الأمريكية نشرت مقالا تحليليا للكاتب فرانك ويزنر عن أهمية السعودية لأمريكا قال فيه " إنه رغم كل ما يقال عن تراجع العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية لكن ما تزال هناك شراكات مهمة ودائمة ترتكز على الأمن المتبادل والمصالح الاقتصادية والجيوستراتيجية، وإن أمريكا لا تزال بحاجة إلى السعودية". 
ومما يرفع من شأن المملكة العربية السعودية وأهميتها بالنسبة للأمريكيين، وفقا للكاتب، "كونها المصدر الرئيسي لوقود اقتصادات الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة في شرقي وجنوبي آسيا، كما أنها تمثل شريكا أساسيا في جهود مكافحة الإرهاب العالمي".
 
وتابع ويزنر: "في أكثر من مناسبة مكنتنا الاستخبارات السعودية من إحباط هجمات إرهابية تهدف إلى قتل مواطنين أمريكيين بأعداد كبيرة؛ إذ إن لديها نفوذا هائلا في جميع أنحاء العالم الإسلامي ويمكن أن تساعد في تحديد نتيجة الصراعات في أماكن مثل سوريا والعراق، وضمان أن الدول الرئيسية مثل مصر لا تزال مستقرة".
 
ويرى الكاتب أن "المحافظة على العلاقة مع المملكة العربية السعودية ستوفر للولايات المتحدة فرصة لن تحصل عليها ولن يكون لأمريكا التأثير ذاته في حالة وجود خلافات".
 
ويعزو فرانك ويزنر تلك الانتقادات التي تستهدف السعودية إلى "أن العديد من الأمريكيين يعتقدون أن المملكة عبارة عن مجتمع شديد التدين، ويقاوم الانفتاح على العالم الحديث، وفقاً للصور النمطية التي تأتيهم من هناك".
 
لكنه يرى أن "الحقيقة الكبرى هي أن المملكة العربية السعودية تسير في طريق الحداثة، وأنه ليس لديها خيار آخر وقيادتها يعرفون أن هذه هي القضية، وفي الوقت نفسه، أطلقت خطة الإصلاح الاقتصادي أو ما يسمى بـ"التحول الوطني" التي في حال نجاحها ستتم إعادة هيكلة الاقتصاد المعتمد على النفط، وبدء عهد جديد من التغيير الاجتماعي والسياسي غير المسبوق في تاريخ المملكة".
 
ويزور الأمير محمد بن سلمان العاصمة الأمريكية على رأس وفد وزاري اقتصادي وعسكري كبير، وسط حماسة كبيرة من قبل الأوساط الإقتصادية والإستثمارية في أمريكا .. ويشرف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان  على تنفيذ "برنامج التحول الوطني 2020" الذي يهدف إلى تنويع مصادر الدخل في المملكة  وخفض الاعتماد على إيرادات النفط في ظل تراجع أسعاره عالميا . فالسعودية بخلاف كونها أكبر منتج للنفط في العالم , لديها خطة ولديها رؤية تحمل في طياتها أضخم صندوق سيادي في العالم سيسهم في تعزيز وتنويع الاقتصاد العالمي بشكل عام ويضع الاقتصاد السعودي على الطريق الصحيح بعيدا عن الإعتماد على النفط .
 
تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news75664.html