2016/07/14
الهاتف الذكي.. صديقك المقرب الذي قد يتجسس عليك

لا شك أن الهاتف الذكي بات الصديق الأقرب لكثيرين في كل أرجاء العالم؛ فهو ضرورة للعمل وللتواصل وللتسلية، لكنه، وعلى الرغم من كثرة فوائده، لا يخلو من عيوب، وقد يتحول في لحظة من صديق مقرب إلى جاسوس ينقل حركاتك ويحدد موقعك ويعبث ببياناتك الشخصية.
 

فكثير من التطبيقات التي يتم تحميلها على الهواتف الذكية، تفرض على مستخدميها قبول وصولها إلى بياناتهم الشخصية؛ وهو ما يعني قبولهم استخدام هذه البيانات من قبل الشركات القائمة على هذه التطبيقات، كما أن بعض التطبيقات يجعل الهاتف عرضة لسطو القراصنة وهجمات الفيروسات، فضلاً عن قيام تطبيقات أخرى بتتبع خط سير الهاتف وتحديد مكانه لحظة بلحظة.
 

وبحسب شركات متخصصة في الحماية من البرمجيات الخبيثة، فإن "أندرويد"، هو النظام المفضل لدى المخترقين والفيروسات؛ لأنه النظام الأول في عالم المحمول، كما أن شعبيته في تصاعد مستمر ومستخدموه يتزايدون يوماً بعد يوم، لكن هذا لا يعني أن نظام "آبل" غير معني بهذه التهديدات.
 

وعلى ضوء هذه المخاطر، قامت شركة "ماربل موبايل" الأمنية، بتحليل أكثر من مئتي ألف تطبيق من فئات مختلفة لتحديد أيها أخطر على الهواتف الذكية، واستند هذا التحليل على أركان خمسة؛ هي: الخصوصية، تسرب البيانات، سرقة الحسابات، الاستيلاء على الجهاز، البرمجيات الخبيثة.
 

وجاءت التطبيقات الأكثر خطورة بالترتيب التالي: "تطبيقات الاتصالات، تطبيقات الشبكات الاجتماعية، تطبيقات الأخبار، تطبيقات الفيديو، تطبيقات السفر، تطبيقات الإنتاجية، تطبيقات الأعمال، تطبيقات أسلوب الحياة، تطبيقات الموسيقى، تطبيقات رياضية". في حين كانت تطبيقات الألعاب هي التطبيقات الأكثر أمناً.
 

- نقل بيانات المستخدمين
 

شركة فيسبوك الأمريكية، التي تمتلك موقع التواصل الذي يستخدمه أكثر من مليار شخص نشط، بالإضافة إلى امتلاكها مجموعة من أكثر التطبيقات استخداماً في العالم، مثل فيسبوك ماسنجر، وإنستغرام، وواتساب، واجهت في فبراير/شباط الماضي، مشاكل مع سلطة حماية البيانات الفرنسية المعروفة اختصاراً باسم "سي أن آي أل"، حيث أمرتها بالتوقف عن نقل بيانات المستخدمين إلى الولايات المتحدة.
 

وقد جاء القرار الفرنسي بعد قرار من الاتحاد الأوروبي يُبطل اتفاقاً لنقل البيانات عبر الأطلسي، كان قد تم إقراره قبل فترة طويلة، تحت اسم "الملاذ الآمن".
 

كما أمرت سلطة حماية البيانات الشركة الأمريكية بوقف تصرفاتها المتعلقة بتتبع نشاط غير المشتركين في شبكتها الاجتماعية على الإنترنت دون موافقتهم، مؤكدة أن فيسبوك "تتعقب أنشطة متصفحي الويب عبر ملفات تعريف الارتباط "كوكيز"، عند زيارتهم صفحة فيسبوك".
 

كما أشارت السلطة إلى أن فيسبوك "تجمع معلومات المستخدمين وتستعملها لأغراض دعائية بدون موافقتهم". وقالت إنه يجب على هؤلاء امتلاك خيار منعها من تجميع تلك المعلومات لاستخدامها في الإعلانات الموجهة.
 

- معارك مشكوك فيها
 

وبعد معركة بين شركة "آبل" ومكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي (أف بي آي) بشأن المفاضلة بين خصوصية الأفراد ومتطلبات إنفاذ القانون، قررت شركة "واتساب" الانحياز لخصوصية المستخدم، معلنة تشفير كل ما يتبادله مستخدمو تطبيقها الشهير من رسائل نصية وصوتية وصور ومكالمات؛ لحماية خصوصياتهم ومعلوماتهم الرقمية بشكل كامل.
 

لكن خبراء شككوا في إمكانية قيام "واتساب" بهذه الخطوة؛ لأنها في النهاية مملوكة لعملاق التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الذي لا يعترف مؤسسه مارك زوكربيرغ أصلاً بخصوصية المستخدم، كما أنه ممول من شركة تمثل العقل الإلكتروني لوازرة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، برأي الخبير في أمن المعلومات المهندس عبد الله العلي.
 

آيفون
 

العلي قال لقناة الجزيرة، في أبريل/نيسان الماضي، إن فيسبوك "تبيع وتشتري بيانات المستخدمين، كما أنها تقوم بتطوير عمليات التعرف على الوجوه"، مشيراً إلى أنها "اشترت مؤخراً شركة إسرائيلية للتعرف على وجوه الناس عن طريق صورهم، وأغلقت صفحات لناشطين فلسطينيين، وأبلغت الشرطة بما يدور في رسائلهم".
 

غير أن مديرة السياسات في منظمة "أكسس ناو"، إيمي ستيبانوفيتش، أكدت أن "التشفير التام" الذي تطبقه شركة "واتساب" تم تجريبه من قبل، وهو يضمن سرية المعلومات والبيانات والمكالمات التي تصدر عن المستخدم.
 

وفي حين اعتبرت منظمة العفو الدولية رفض "آبل" الانصياع لمطلب مكتب التحقيقات الاتحادي بتقديم معلومات أحد مستخدمي هاتف "آيفون"، "انتصاراً لحرية التعبير"، قال الخبير المتخصص في أمن المعلومات الإلكترونية، سمير مبارك، إن الشركة "سبق أن زودت الحكومة الأمريكية بأدوات لإنزال البيانات من جهاز آيفون مباشرة، قبل تحديث "آي أو أس8"، بل إنها زودت الحكومة بمعلومات عن جهاز المتهم شخصياً".
 

وقبل ستة أشهر دقت شركة أفاست التشيكية، المصنعة لبرامج حماية، ناقوس الخطر بشأن ظهور تهديد أمني جديد قادم من ألمانيا، يتمثل بخدمة اشتراك بأداة "خبيثة" جديدة من فئة "حصان طروادة" تحمل اسم "أومني رات"، لا يقتصر ضررها على نظام أندرويد فحسب بل يتعداه إلى عديد من الأنظمة.
 

وحصان طروادة هو شفرة برمجية صغيرة تفتح باباً خلفياً في الحواسيب المستهدفة، لتحولها إلى مسرح للمتسللين الذين يسعون لاختراق الجهاز. ووفق الشركة فقد تم تصميم "أومني رات" الخاص بالتجسس لإعطاء المجرمين إمكانية التحكم عن بعد وبشكل كامل بمختلف الأجهزة مثل الهواتف والحواسيب.
 

ويتم بيع أدوات التحكم عن بعد أو أحصنة طروادة منذ سنوات على الإنترنت، وتسمح تلك الأدوات للأشخاص غير التقنيين بالقيام بأشياء سيئة من أماكن بعيدة وآمنة ودون ضجة. وتتدرج الإمكانيات من القدرة على تشغيل الكاميرا المدمجة ضمن الجهاز وأخذ صورة للمستخدم، إلى التقاط صور لشاشة الجهاز والقيام بنسخ الملفات، أو الوصول إلى المعلومات الشخصية ضمن الأجهزة.
 

ومؤخراً أطلقت مدينة نيويورك مشروعاً يوفر خدمة إنترنت لاسلكي (واي-فاي) عام ومجاني لسكان المدينة، لكن المدافعين عن الحريات المدنية يتخوفون من كم البيانات الهائل الذي ستجمعه تلك الخدمة عن مستخدميها، ويصفونها بأنها شبكة تجسس ضخمة.
 

-نماذج
 

ومن بين التطبيقات التي تستخدم للتجسس على المستخدم أو استغلال بياناته الخاصة، برنامج سيل تريكر "Cell Tracker"، وهو برنامج يمكن من خلاله تتبع أين ومتى ذهب شخص ما، وعلى مدار كل نصف ساعة، أو أياً كان الوقت الذي اخترته في إعدادات التطبيق، يجمع البرنامج تلقائياً موقع الشخص ومعلومات أخرى عن الجهاز المراقب من خلال الواي فاي والـ"جي بي إس".
 

نوع آخر من برنامج يستخدمه البعض للتجسس على الآخرين، مثل برنامج "كاميرا الهاتف المخفية" أو "Mobile Hidden Camera"، والذي يقوم بتشغيل الكاميرا والتصوير بها بشكل سري، ويشمل هذا التطبيق مجموعة متنوعة من ميزات الكاميرا مع الحفاظ على تمويه كأن يبدو مستخدمه وكأنه يدون بعض الملاحظات.
 

وهناك أيضاً برنامج "Motion Detector Video Recorder"، الذي يقوم بالتقاط الفيديو والصور للمكان الذي تراقبه عندما تكون هناك حركة غير مصرح بها، وذلك من خلال تشغيل التطبيق ووضع هاتفك في سطح ثابت.

تم طباعة هذه الخبر من موقع يمن برس https://yemen-press.net - رابط الخبر: https://yemen-press.net/news77551.html