الاثنين ، ٢٩ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٨:٤٠ مساءً

حلمــي يبحـث عـن والــده وطــن...

خالد محمد العجي
الاربعاء ، ٢٩ أغسطس ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
يبحث عن أباه بعد عناء توغل في طفولته التي ولسوء حظه لم يعيشها كأطفال العالم فقد فرض الفقر وجوده في الجولات التي يتواجد فيها الكثير من إشارات المرور والتي يوجد بها زحام السيارات وهذا لأن حلمي يبتاع زجاجات الماء المعدنية مع أصدقائه لينال الربح البسيط بعد جهد شاق تحت أشعة الشمس فأخته وأمه لا يملكون غيره ولذالك وجب على حلمي أن يرعاهم في سن بريئة

هذه كانت حكاية طفولة حلمي أما الآن فهو وحيد فقد ماتت أخته التي كانت مريضه فاختصرت مشوار العلاج لأنه كان مستحيل بالنسبة لها ولعائلتها الصغيرة

أما أمه التي توفت قبل شهر من بحث حلمي عن والده الذي ذهب وترك الحمل عليه

ففي تلك الفترة بحث حلمي كثيرا عن والده فقد ذهب إلى الداخلية وما تحويه ومع هذا ناله لامبالاة من هم فيها بل طُرد وأخذ أهانه مجانية ورحل

ومع هذا أيضا لم ييأس ذهب إلى أقسام الشرطة والى المستشفيات لعله يجد وثيقة أو شئ له علاقة بوالده ولكنه لم يجد شئ

ففكر بذهاب إلى الخارجية لعل والده من ضمن من خرجوا فبحث كثيرا بعد عناء كان أشبه بمرض ضيق التنفس ومع هذا لم يجد شئ

فأجهد نفسه كثيرا ليجد والده فذهب إلى جميع الأماكن الحكومية والخاصة ولسوء حظه لم يجد شئ

وفي لحظه إصرار ولهفه شديدة كلف نفسه بأن يبحث في جميع الشوارع والحارات وجميع المحافظات وكان في كل خطوة يلصق منشور يناشد والده بالظهور لأنه بحاجه ماسه له بل في جميع القنوات وفي الجرائد الرسمية كان يناشد والده بالظهور ومع هذا لم يجد شئ يدل على وجود والده

يأس حلمي من وجود والده على قيد الحياة وألا لظهر بعد هذا العناء

وفي حين تساءل أتى شيخ كبير فسئل حلمي ما لذي يشغل بالك يا أبني وقد كانت ملامح حلمي حينها مرهقه ويملئها الحزن الشديد..؟

فأجاب حلمي بأنه يبحث عن والده وأنه بأمس الحاجة أليه

فقال الشيح من العمر كم قد مضى عليه ولم تراه..؟

حلمي:لم أراه إطلاقاً بل لا أعرفه

الشيخ:أبحث عنه واستخدم جميع الوسائل التي تساعدك على إيجاده...!!

حلمي: لم اترك وسيله إلا واستخدمتها ومع هذا لم أجده

الشيخ:هل تظن أن أباك على قيد الحياة...؟

حلمي:نعم فقد أخبرني أكثر من شخص انه رآها

الشيخ:من هؤلاء الأشخاص أوصفهم لي..؟

حلمي:واحد منهم جاري هو شخص لا يتكلم كثيراً معي لديه من المال والأملاك ما تكفي حفيد حفيد حفيده

الشيخ:ومن أيضا..؟

حلمي:شخص كان يشتري مني الماء بشكل متكرر لديه سيارة حديثه كان لا يبالي بالباقي ولا ينزع النظارة العريضة السوداء عن وجهه

الشيخ: ومن أيضا..؟

حلمي :رجل لدية مرافقين وحراسة مشددة عليه وعدد يعد من السيارات أحداها لأبنه الذي يدرس الإعدادية في أحدى المدارس الأهلية وأخرى لعائلته وأخرى للنزهة والباقي للمرافقين

الشيخ:يكفي فكأني أعرف والدك يا أبني..!

حلمي: من يا أيها الشيخ الطيب

قولي من فضلك أين أجده...؟

الشيخ:ما اسم والدك يا ابني..؟

حلمي:أسمه وطن..!!!

الشيخ: هههه وطن ...!

لا داعي أن تبحث عنه لأنه لا وجود له فقد مات وتحت الثرى اندفن...

حلمي:متى يا جدي وكيف؟

الشيخ: عرفته زمان .. كانت الأرض لها قيمه فهي الخير وهي السعه

عرفته أيام كانت فيه عدالة فلا فرق ...حينها

بل كانت فيه المودة والمحبة والأمانة ومعنى صادق للحياة

حلمي: ماذا تقصد بهذا الكلام..؟

الشيخ:أباك لا وجود له في هذه الأرض ولكن ابحث عنه في مكان غير هذا المكان وأرحل عن هذه الأرض لتجد أباك وطن يرعاك ويضم كل ألآمل إليه..

..........................

حلمي وطن...
يضم صفحاتي المتناثرة
يقرأ جميع همومي
يجيبني حين أسئل
لماذا فيه زاد ضيقي
لماذا أغلق بابه في وجهي
لماذا سكت حين سمع صراخي
لماذا أعرض عن كل سارق أكل من لحمي
وأحرق بعدها أحلامي
لماذا صار الإنسان مفترسا فيه
لماذا نشر الأنانية والتسلط وغاب عني
لماذا ترك الضعيف يموت ونفسه تحكي..
الظلم
والفقر
والحرمان
والأمانة فيك يا وطني

.............................
أذاً
"إلى متى وحلمي فيك وطن"