الجمعة ، ١٧ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:١٦ صباحاً

عطش الأمومة ( 14)

عباس القاضي
الاربعاء ، ٢٨ نوفمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٣:٤٠ مساءً
دعنا نعيد الجلسة الجماعية من جديد ،،،قالت له جنى ، لوضع حد لتغزله ، في مكان محفوف بالمخاطر محاطا بالأسلاك ، وأردفت : أنا متأكدة أنهم لن يأتوا إلينا ، هيا بنا نذهب إليهم ، ونفتعل أي شيء ، كأن نطلب شاي ، لنشرب معا ، وفعلا وحشتني فدوى وخليل .

أخذوا كراسيهم ، وتفرقا إحاطة بهم ،، إهييي ، مللتم من الجلوس معا ،،، قالها فاكر ضاحكا ،، ردت عليه جنى : يا سلااااام يا فاكر ،،، ما هذا التغير ؟ لو كنت على طبعك القديم ، لكنت نسجت من هذه الدقائق ألف حكاية وحكاية ،،، رد عليها فاكر : وهو يحك كفا بكف : كنت أراكم من بعيد ، وانتم تتناجون ، وقلبي يكاد يطير على نبيلة ،،، ضحكوا كلهم ، من وجد فاكر وأريحيته .

ها فدوى ، وحشتك ؟ قالتها نجوى وهي تهمس في أذنها ،،،، لا ، لا يا أختي ، خذي راحتك ،، وتساءلت فدوى : هل سألتيه أن عنده أخ ؟ قالتها في أذن جنى وأنفاسها الحارة تكاد تحرق أذن أختها ،،، قرصتها بإصبعيها ،، يا بنت " اختشي " ،،وأردفت جنى : هل هذا هو الوقت المناسب ؟ في عرسي ستأتين ، وأنت بكامل زينتك ، وسيرينك قريباته ،،، وإن كان معه أخ لن يجدوا أحسن منك ،،، يا ريانة العود ،،، تعرفين يا فدوى أن مثلك لا تشيخ ،،، النحافة ، يا فدوى شباب متجدد ،، أما السمينات مثلي ،،ولد وإلا أثنين وهن " مكركبات " ، خاصة وأنا كما تعرفين أقترب من منتصف الثلاثينات ،،، ردت عليها فدوى مواسية : بس أنت يا جنى ، وجهك كا القمر في استدارته ، ولا سميرة توفيق في شبابها ، ،،، لكن جنى أرادت أن تستعرض حب إبراهيم لها أمام أختها،،قائلة : يااااه كلمة القمر من فمك ولا حاجة ، من إبراهيم عندما سمعتها منه ،،، أحسست بدوار البحر ،،، وأن العصافير تدغدغني ،،، تهيأ لي أن الدولفين ، خرج من البحر حتى اقترب مني ، فمد زعانفه ليصافحني ،،، النجوم ، النجوم يا فدوى تدلت من السماء ونطقت أحداهن قائلة : مبروك يا جنى ،،، حتى ماء البحر المالح ذقته بلساني عذبا فراتا ،،،، بس ، بس ، يا جنى ، حرام عليك تكلمين أختك الصغيرة ،، بهذه الأحاسيس قالتها جنى وهي شاخصة ،،، ألم تسمعي الشاعر : أحمد شوقي وهو يقول :

فانقوا الله في قلوب العذارى **** فالعذارى قلوبهن هواء
عفوا فدوى شعور أحسست به ، فأردت أن أبوح به لأختي حبيبتي ،،، وبعدين ،،أنا كبيرة ،،، والشوق يكون بحسب مدة الانتظار.
الكلام هذا كله همسا ، دون أن يسمعه أحد ، منشغلون بالحديث مع إبراهيم . والأنثى كما تعرفون ممكن أن تزغرد همسا .