الخميس ، ١٦ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١١:٣٨ مساءً

أيها المخربشين، تحاوروا

عبدالله محوري
الأحد ، ١٨ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
تناقلت وسائل اعلاميه خبر منسوب لمنظمة مراقبون للإعلام المستقل مكتوب على قصاصة ورقيه (خرباش) مدوَنه بخط اليد مؤكدين ان كاتبها هو الاخ الدكتور عبدالكريم الارياني الذي بدوره لم ينفي الخبر, تفاصيل مؤامره سياسيه تتجاوز اللوائح الداخليه للمؤتمر التي تنص على تشكيل لجنة صياغة الدستور اليمني الجديد بعد نهاية المؤتمر في 18 سبتمبر , و يمتد عملها ثلاثة أشهر تقريبا من سبتمبر حتى ديسمبر 2013. محتوى القصاصه(الخرباشه) يشير الى اتفاق المجتمعين (المخربشين) في منزل الاخ الدكتور الارياني على المبادئ الدستورية وسط غياب أي ممثل عن الحراك الجنوبي ، وقالت المصادر الاعلاميه ان هذه المبادئ تم الاتفاق عليها من قبل حزب المؤتمر وحلفاءه و أحزاب المشترك ولم يبقى سوى الحوثيين ولا قيمة لصوت الحراك كصوت واحد أمام اتفاق الجميع .

المثل يقول تبع الكذاب حتى باب الدار والاخوه المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني من ممثلي الحراك الجنوبي اثبتوا للرأي العام المحلي والعربي والدولي صدق نواياهم في اخراج البلاد من دوامة الأزمة السياسية الطاحنة الى بر الامان بمشاركتهم في الحوار,و انهم لا يزالون يؤمنون بمبداء التعايش السلمي رغم الانحراف وانقلاب التحالف العسكري القبلي مع الكهنوت الديني الارهابي على اسس واهداف الوحده اليمنيه بالقوه العسكريه واحتلال الجنوب ,ونهب ثرواته واملاك الدوله التي كانت قائمه قبل الوحده وتقاسمها بين المنتصرين في حرب 94 . أن الحوار الصادق الجدي وحده قد يساعد في ترميم ما خربته الحرب والظلم الذي حل بالجنوبيين ليس الحذلقه ,والتلاعب بمخارج الحوار قبل التوافق عليها من قبل المعنيين بالامر .الصراحه والوضوح تدعم وتقوي الروابط الانسانيه والاجتماعيه بين الشعبين في الشطرين مما يعزز الشراكه في التنمية التي بدورها تحافظ على الامن والاستقرار المحلي والاقليمي . يعني ان الشراكه بين الشطرين في التنميه لا يمكن ان تكون دون ان يكون هناك نظام تحكمه ايضا شراكه سياسيه . لذا اعتقد أن الفيدراليه بين الشطرين تتماشى مع مضمون المبادره الخليجيه والقرارات الامميه الصادره بهذا الخصوص التي تحت سقفها أنعقد مؤتمر الحوار الوطني.

الوثيقه المسربه (الخربوشه) توضح للملا ان الاخوه في الاحزاب القبليه الشماليه, التي تتستر خلف الشريعه الاسلاميه لمواصلة فسادها ,والتي بفضل اصحابها مثل الزنداني وامثاله من هواة العلم اصبحنا امم ومذاهب وطوائف دينيه وفئات اجتماعيه متنافره متناحره , لم يستوعبوا المرحله ولا يعنيهم مؤتمر الحوار الوطني في شئ ويتعاملون معه كغطاء لتمرير نفس السياسيه القديمه , وتسويقها بكلام منمق تاره وطني واخرى ديني يدقدق مشاعر السذج وما اكثرهم في ارضنا الطيبه . هذه العقليات المتخلفه التي لا تزال تدير السياسيه في صنعاء اثبتت انها عقليات انانيه معفنه و مريضه لا ترى سوى مصالحها الشخصيه وتحب ان يبقى الوطن لها بقره حلوب فقط.

نحن نريد دوله مدنيه , دوله للجميع ملائكه ,وشياطين .لا يحكمها عسكر ولا علماء التكفير ولا امراء الحروب القبليه والطائفيه . نريد دوله لها دستور ومرجعيات متفق عليها يحتكم لها الفرقاء السياسيون. دوله مدنيه دستورها يحترم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا لا دولة تأويل وتحريف احاديث اخترعها علماء الدوله الامويه التي حوّلت الخلافة الراشدة إلى مُلك ظالم على يدىّ معاوية بن أبى سفيان رضي الله عنه,وأصبحت الخلافة – كما قال الجاحظ فى رسالته عن بنى أمية "مُلكا كسرويا وغصبا قيصريا".حتى الكعبه الشريفه ضربها الأمويون بالمنجنيق مرّتين واحرقوها خلال حكمهم الجائر مره في عهد يزيد بن معاويه عام 64ه والثانيه في زمن عبد الملك بن مروان عام 73هـ .

33 سنه من حكم شريعة الزنداني لم نرى فيها الا صوره طبق الاصل من حكم الكنيسه لاوروبا في العصور الوسطى. في تلك الفترة لعب رجال الدين من القساوسه الذين دخلوا على خط التحالف مع الحكام وتدخلوا في شئون المجتمعات، وسيطروا على رجال الحكم ,والإقطاع وتملّكوا الإراضي , ولعبوا دوراً كبيراً في تخدير مشاعر الفقراء الفلاحين المستعبدين عند الإقطاعيين بكذبة: أن الفقراء لهم الجنة وملكوت السماء .فصكوا صكوك الغفران, وباعوها مقابل الذهب والفضة, وكل هذه الممارسات كان يُضفىَ عليها قداسة يستمدونها -بزعمهم- من كونهم خلفاء الله في أرضه, وأنهم الواسطة بين الخلق والخالق, فلا تقبل عبادة العباد إلا من خلالهم .نفس الاسلوب نراه ونعيشه اليوم مع سياسة علماء الاسلام السياسي الارهابي اصحاب اللحم المسموم الذين يوعدون السذج بالجنه وحور العين لكي يفجرون انفسهم في النساء والاطفال والشيوخ الابرياء في افغانستان وباكستان والعراق وسوريا واليمن ,و بلّدان كثيره مرشحه لتكون محطات عبور لطوابير الارهابيين الموعودين بالجنه على جثث الابرياء .الجنة لن تكون مأوى للقتلة والسفاحين انما هي لاولئك الذين قال عنهم تعالى(وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا )صدق الله

نقول لا للإرهاب ولا للعنصريه والف لا للغش واللف والدوران, ونعم واحده للمواطنة المتساوية للجميع المهمش والقبيلي والفقير والغني والشيخ والرعوي جميعهم ابناء الوطن الواحد بغض النظر عن أصولهم كانت هنديه او تركيه او صوماليه او بيزنطيه الجميع متساوون امام القانون لا اقليه ولا اكثريه مواطنه متساويه والمواطن في موطنه كامل الحقوق والواجبات وما ينقص من مواطنة مواطن الا ناقص عقل ودين .هذا الذي نريده من الحوار وهذا هو الوطن القادم الذي نحلم به فهل فهمتوا يابقايا ابا جهل؟