الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٣٨ مساءً

فقراء يدخلون الجنة

عباس القاضي
الاثنين ، ١٥ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٠١ صباحاً

لم تكن فاطمة تحسب لهذا اليوم الذي تجلس فيه على ناصية الشارع لتبيع فيه أشياء بسيطة لتسد رمقها وأسرتها الصغيرة؟

فقد ودعها أبوها مبكرا بحادث مروري مروع ومعها أمها وإخوة صغار ،،، فكل من شارك بتشييع جنازته ودفنه ،،،كان عزاؤهم فيه بأن سيلبسه الله تاج الوقار لاهتمامه بتحفيظ ابنته فاطمة القرآن الكريم .

غادر الناس العزاء واختفت معهم كلمات المواساة ونظرات الشفقة لتصطدم فاطمة وأمها بالواقع ،،،فما ملكت يديه لم تكف لمراسيم دفنه .

كسرة خبز وبزازة حليب لأطفال لا يعذرون ،،، طلبات لا ينفع معها التسويف .

أرادت الأم أن تخرج للعمل لكنها اصطدمت بواقع أن المجتمع ، يرى في خروج الأرملة والمطلقة أمرا مريبا .

قررت فاطمة الخروج ، وهي المتعودة لمراجعة المصحف كل ثلاثة أيام بواقع عشرة أجزاء يوميا ،،لإدراكها مدى تفلت القرآن وإثم ذلك ،،،بالإضافة للقيام بمهامها في البيت ودراستها العامة .

فها هي تفترش قطعة من كرتون تالف وأمامها بضاعتها وبيدها مصحفها ،،،وبأصبعها السبابة تضعه بين الصفحتين ، إذا ما جاءها من يطلب الشراء ،،، لتعود بعدها إلى صفحتها وهاهي تتلو " سبجان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير ،،،،،،،،،".

اللهم إذا كتبت لي رزقا فاجعل للأيتام والمساكين فيه نصيب .