الثلاثاء ، ١٩ مارس ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٤ صباحاً

إلى الصماد وبن حبتور أما بعد

عادل الشجاع
الثلاثاء ، ٢٤ يناير ٢٠١٧ الساعة ٠٧:٣٤ صباحاً
روي في الأثر أن أحد الممثلين المغمورين كان يؤدي دور المسلم الطيب الورع. وذات يوم طلب من المخرج أن يوافق له أن يؤدي دور أحد الكفار. حاول المخرج أن ينصحه بأن مظهره الموحي بالطيبة والورع والإيمان لا يصلح أن يؤدي دور الكفار الذين يظهر على وجوههم غضب الله. كان الرجل يستحلف المخرج أن يسمح له بالانتقال من فريق المؤمنين إلى فريق الكفار. استحلفه بكل غال ورخيص حتى وافق له بذلك. سأله أحد المراقبين عن سبب انتقاله من صفوف المسلمين في المسلسل إلى تقمص دور أحد الكفار. قال له سمعت أن أبا جهل اليوم لديه وليمة كبرى فأحب أن يأكل اللحم الذي خاصمه من فترة بعيدة.
هذه القصة تعكس لنا الحالة التي يعيشها السواد الأعظم من اليمنيين بسبب قطع مرتباتهم مع العلم أن حكومة بن حبتور إنما جاءت لمعالجة الوضع الاقتصادي.
نقول لرئيس المجلس السياسي ورئيس الحكومة الفقر أصبح قرين الكفر. ولا أعتقد أن أحدا يستطيع أن يقاتل بمعد فارغة
وبطون خاوية .هناك من يتضور من الجوع في الوقت الذي نجد من يشكو من التخمة وينفق بسفه. أحد الحوثيين اشترى أرضية بالجراف بمليار ريال. وآخر اشترى فلة بحدة بمليون دولار. من أين لك هذا؟ هذه أمثلة فقط بينما الفساد فاق كل التوقعات.
لقد قال الإمام علي لو كان الفقر رجلا لقتلته. فها نحن نشاهد الفقر بصور متعددة لكنه بدون اسم، يتوارى خلف كنية أبو..
تذكروا أن الملايين من الناس ملوا الحياة ولم يعد بمقدورهم الصبر أكثر .فإلى أي مدى سيتحمل الناس كل أشكال القهر والكبت والجوع. وهل يمكن لهؤلاء أن يقاوموا ببطون خاوية.
ها هي الحرب أوصلت الجميع إلى حالة الفقر. فلماذا لا تفتحوا صفحة جديدة من العلاقات التي ترتكز إلى المصلحة العليا للشعب والوطن..ترتكز على مصالحة حقيقية يثبتها الفعل وليس الإعلام. لقد تحدثتم عن عفو عام..فلماذا لا تطلقوا المحتجزين في السجون ظلما. لماذا لا تمدوا أيديكم لمن ذهبوا إلى الرياض ومحاولة لملمة الجراح وقطع الطريق على تجار السلاح وأمراء الحرب.
المطلوب من المجلس السياسي والحكومة الحد الأدنى من الحياة الكريمة. يتمثل الحد الأدنى بصرف المرتبات.