الاربعاء ، ١٥ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠١:٢١ مساءً

عبدالله صعتر والحث على المنكر

جلال الدوسري
الخميس ، ٠٢ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
حقيقة لم يُثر تعجُبي ما قرأته من خبر تناقلته الكثير من مواقع الأخبار على الشبكة العنكبوتية,وهو يخبر عن ما أدلى به الشيخ/عبدالله صعتر من عبارة أتى بها ضمن كلمةٍ له وقد أستفزت وأثارت غضب وسخط كل ثائر حر شريف..وماذاك إلا لأني على دراية بأن الرجُل لا يختلف أبداً عن غيره من معممي حزب الإصلاح الذين يتمترسون خلف الدين وهم يخلطونه بالسياسة,ليس إلا من أجل السلطة,وقد أجازوا قبل هذا وشرعنوا قانون الحصانة..

لن أدخل بموضوع دخوله إلى ساحة التغيير وصعوده إلى المنصة مع مرافقيه وهم مدججين بالسلاح وإن كان هذا فعل غير لائق, وبعيد عن أخلاقيات الثورة التي كان من ضمن مادعت إليه وحققته هو التخلي عن قُبح حمل السلاح..كما سأترك التحدث عن ماقام به مرافقوه من تهجم وإعتداء على أعضاء اللجنة الأمنية,وإن كان هذا الفعل يندرج في وصفه ضمن أعمال البلطجة..

الشيخ:عبدالله صعتر دخل إلى ساحة التغيير ولعله لا يدرك ولا يعي أن الساحة هذه مُقدسة..
وصعد إلى المنصة ولعله لا يفهم أو لم يهتم أن المنصة مُشرفة,وأنها ليست كأي منصة أخرى تعود التَصَعُد إليها..
صعد إلى المنصة وهي منصة الثورة(ثورة الشباب السلمية الشعبية) ليتحدث بحديث يتجاهل
فيه الثورة,وبأن لها أحاسيس ومشاعر,وهي أتت على أسس وقواعد,وسارت بقيم ومباديء,وأن لها أهداف حقة مشروعة تروم تحقيقها..وقد قدمت لأجل ذلك قوافل من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمعذبين والمشردين..وكل ذلك في سبيل عزة ورفعة وكرامة وحرية الوطن وإبن الوطن..

صعتر قال:((أن من لم يذهب إلى إنتخاب عبدربه منصور هادي فهو مع علي عبدالله صالح))..ولا أدري ماإذا كان هذا مجرد رأي أم فتوى؟!ولا أدري على أي أساس وأي مستند شرعي وأخلاقي أعتمد..ولكني أعلم أن هناك من المجهلين المغفلين المضللين من الذين ماإن يسمعوا بهذه العبارة إلا وسيتعاملون معها على أساس أنها فتوى شرعية تمكنهم سحق كل من لم يؤمن بها..
وفي العبارة أجده يؤكد سياسة الغطرسة ونهج الإقصاء المعروفة عنه وعن حزبه على قاعدة(من ليس معنا فهو ضدنا)وهي السياسة التي لم يكن يعمل بها حتى علي صالح نفسه رغم طغيانه..

لست بحاجة إلى أن أقول للشيخ/صعتر أن الإنتخابات باطلة وغير شرعية حيث أتت بموجب مبادرة العار الخليجية الغير شرعية؛فهو يعلم هذا ولكنه يتماشى مع ماجرى ويجري كغيره من الذين يرون ويعملون على أن يحققواالأهداف التي فيها مصالحهم
الشخصية والحزبية..ولكني ومن منطلق أخلاقي إنساني -بعيداً عن الدين- أرى أن هذه الإنتخابات من أكبر المنكرات,إذ لم يكن لإجرائها لزوم مادام والمرشح وحيد
معلوم.

ومئات الملايين التي ستصرف يمكن أن تسد حاجيات كثيرة ضرورية لهذا
الشعب الذي لا أدري إلى متى سيضل مغلوب على أمره,فهو ما إن أبتعث من مماته
باذلاً كل غالي ليعيش حياته بثورةٍ زلزلت ودكت عرش طاغية؛حتى أتاه طغاة أخرون,بدأ طغيانهم حتى من قبل أن تصير كامل السلطة بيدهم..

ومختتم القول: أن الحث على السير في طريق هذه الإنتخابات هو حثٌ غير أخلاقي على المنكر,وإن أتى الحث من صعتر وغير صعتر..