الجمعة ، ٠٣ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٧:٣٧ صباحاً

يمن والاوبئة

شيماء الأهدل
الثلاثاء ، ١٤ فبراير ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٤٠ صباحاً
احتمالات كثيرة لطالما رافقت مخيلتي .منها.ماذا لو اختفى عامل النظافة وتوقف عن العمل يا ترى كيف ستبدو مدينتي ؟ ...كانت إجابتي انه من المؤكد أننا لن نستطيع العيش أكثر من يوم أو ثلاثة أيام ....ولكني تفا جئت أن ما كنت أخشاه قد حدث ولكن الإجابة كانت عكس ذلك !!

.يعيش المجتمع اليمني حالياً في بيئة عارمة بالزبالة والأوساخ ولم يحدث هذه الأمر أي ضجة إعلامية أو حتى لم يرتقي ليصبح حديث الشارع ...ولكني من جهة أخرى سعيدة بما قام به العمال من إضراب فقد حان للمجتمع أن يعرف قيمة عمال النظافة ..لذا ..

اضرب أيها العامل ... واستمر في إضرابك .. ليس فقط من أجل حقوقك المادية ..تثبيت , عطل ,حقوق ,امتيازات (حوافز للعمال) أو تأمين صحي ..لا بل من اجل مكانتك الاجتماعية ..فقد حان الوقت كي يعلم المجتمع اليمني مدى أهيمتك ....ولكن ما أخشاه هو أن يستمر تهميش مطلبك . فقد امتلأت العاصمة بالأوساخ والقاذورات والحشرات ..ولكن لم نسمع احد يتحدث عن الأوساخ التي تراكمت . وانه لابد من الإسراع في تحقيق مطالبك المشروعة .هل هذه يعني اننا مجتمع يعتاد على القاذورات ..!!!

عفواً ...

فإن عامل النظافة في اليابان يستحيل مناداته بعامل النظافة بل منقذ البيئة يا له من اسم رائع ..منذ أن سمعت بهذه المعلومة تمنيت أن أصبح عاملة نظافة ..باعتباري شخصاً مسؤلاً عن صحة المدينة وحماية البيئة من الأوبئة والأمراض حتى الرواتب ففي جميع بلدان العالم يستلم عامل النظافة أعلى المرتبات . ففي اليابان يستلم عامل النظافة 75-100 ألف دولار سنوياً أما في اليمن ..حدث ولا حرج ..لا كرامة ولا احترام ولا حتى مال ..نعم .تلك هي المجتمعات المتقدمة التي لا يمكن أن يلقي أي مواطن نفايات في الشوارع فهم لا يحتاجون إلى عامل نظافة ومع هذا يكنون له كل الاحترام والتقدير مادياً ومعنوياُ .

وبمناسبة هذه الإضراب لدي اقتراح أعلم انه قد يرفضه الجميع بعدوانيه مفرطة فأنا أطالب بإعادة التجنيد وما يسمونه بالتطوع للرجال والنساء ..لممارسة مهنة تنظيف الشوارع هكذا سوف نوطن المهنة ونفتخر ونعتز بها ففي بريطانيا يشترط على عامل النظافة أن يكون مواطناً مما يدل على أهمية الوظيفة باعتبارها وظيفة قوميه
ليس من الحق أن تقتصر وظيفة كنس الشوارع على شريحة معينه من المجتمع وهم (المنبوذون ) بل لا بد أن يشترك فيها المجتمع بأكمله لتصحيح المفهوم حتى لو كان هذه التجنيد لمده معينه .

مجتمع يعتبر التنظيف عار وعيب ..ولا يجيد سوى تكديس النفايات في الطرقات والشوارع بكل استهتار وفي الجهة المقابلة حكومة وفاق فاشلة لم تستطيع توفير ابسط الخدمات العامة للمواطن حتى بما يخص النظافة ..فالنظافة من الإيمان يا بلد الإيمان ويا حكومة الوفاق ..والنظافة قبل أن تصبح مطلب حضاري فهي سلوك ديني ..