السبت ، ١٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ١٠:١٨ صباحاً

عبد ربه منصور هادي هل يعيش في جلباب النظام

مروان المنصوب
الأحد ، ٢٦ فبراير ٢٠١٢ الساعة ١٢:٤٠ مساءً
هناك حقائق لا يمكن إغفالها ومن تلك الحقائق أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أبن دولة ويمتلك من المؤهلات والخبرة بما يمكنه من قيادة البلد خلال المرحلة الانتقالية بسلام – والحقيقة الثانية أن الدولة والنظام السياسي قد أعلن عن فشلهما – والحقيقة الثالثة أن ما حصل من تشكيل حكومة الوفاق كان مجرد إعادة لإنتاج النظام السياسي – والحقيقة الرابعة هي أن الشعب قرر من خلال الانتخاب عبده ربه منصور هادي السير في إنجاز هدف إسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية – والحقيقة الخامسة هي أنه لا منه لأي حزب سياسي أو شخص من أشخاص النظام على الرئيس هادي فإدارة وأشخاص النظام السياسي هي من أوصلت البلد إلى هذه الحالة وأن إدارتها أوصلت البلد إلى هذا الفشل والمواطن إلى البؤس – والحقيقة السادسة هي أن الرئيس هادي يمتلك الدعم الشعبي المتوافق على إنجاز هدف التغير وبناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية.

الشعب يدرك تلك الحقائق ويدرك أن قوى النظام لن تسلم للتغير وأن تلك القوى تنحني أمام رياح التغير وتعيد ترتيب وتجميع قواها وتمارس إستراتيجية التقويض من الداخل للانقضاض على السلطة فهي لا تؤمن بالشراكة أو بالتعايش مع الأخر – ولم تستطع التخلص من سلوكها ظهر ذلك بجلاء من خلال انقضاض صقورها من الصحفيين مجازا على مؤتمر اللجنة العليا للانتخابات واستحواذهم على مقاعد الصحافة لإيصال رسالة مفادها أن الأمر مازال تحت السيطرة وسوف يكتمل بعودة راس النظام الذي سوف يتصدر مشهد الاحتفاء بتنصيب الرئيس وسيخاطب الشعب كصانع مسيرة البناء والتغير وأنه صاحب السبق في التغير ليطمئن أنصاره بان الأمر لم يخرج من يديه وأن الرئيس هادي يعمل ممثلا للمؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه.

الرئيس عبده ربه منصور هادي بحاجة إلى أن يقدم نفسه كرئيس حيقي منتخب من الشعب كل الشعب وأنه من أبناء الجنوب وأنه رئيس كل اليمن وأن يوجه إلى الشعب اليمني خطابا واضحا أن اليمنيين أحرار ولهم الحق الكامل في التعبير والاحتجاج والتظاهر وأنهم يستحقون دستور يضمن لهم تلك الحقوق وأن تدير شؤونهم مؤسسات مدنية ديمقراطية يشترك بها كل أبناء اليمن بناء على تخصصاتهم وكفاءتهم وبأن المرحلة تستدعي مشاركة الجميع في تحقيق مشرع الشعب في بناء الدولة العادلة والقادرة التي تحفظ حقوق المواطنة والوطن بأن يعاد تشكيل الحكومة من كل القوى بما فيها الحراك والحوثيين من خلال ممثلين من الكفاءات المشهود بنزاهتها وأن يصار إلى تشكيل لجنة تحضيرية للحوار الوطني أو مجلس وطني للتخطيط والإستراتيجيات من الكفاءات العلمية وبمعايير عامة تتيح لقوى الحداثة والتغير المدنية فرصة تقديم مشروعها الحضاري الوطني الإنساني.

ذلك هو خيار التغير الحقيقي وما عدى ذلك هو جلباب النظام والرئيس عبد ربه منصور هادي أمام خيار العيش في جلباب النظام أو شرف قيادة اليمن نحو التغير والتنمية والإسهام في بناء مؤسسات الدولة المدنية الديمقراطية.