الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:١٠ مساءً

عبدربه منصور .. المستقبل الأمن لليمن

فائز سالم بن عمرو
الاربعاء ، ١١ ابريل ٢٠١٢ الساعة ٠٢:٤٠ مساءً
لم يحظ رئيسا في تاريخ اليمن الطويل بالتوافق عليه والقبول به مخرجا ومنقذا لليمن من أزمته مثل الرئيس عبد ربه هادئ منصور ، تلك الأزمة الخطيرة التي تسببت فيها أطراف داخلية وخارجية غامرت باليمن ومستقبله وقدّمت مصالحها الذاتية على المصالح الوطنية مما تسبب في تراكم الأزمات وانفجارها ، فالحكم التوافقي القبلي قاد اليمن بالإجماع إلى مرحلة مأزومة وصراع حزبي وسياسي وعسكري وقبلي يكاد يفجر اليمن وينشر شظاياه القاتلة في المنطقة بأسرها وهذا ما لا يقبله العالم ولن يسمح بضياع مصالحه وجعل المنطقة نهبا للفوضى والاحتراب .

الرئيس هادئ أجمعت الأطراف المتنازعة عليه رئيسا توافقيا ومنقذا لليمن نحو مرحلة توافقية عنوانها تطوير مؤسسات الدولة والذهاب باليمن نحو دولة حديثة مدنية ديمقراطية ، فالرئيس هادئ كان ينظر له الكثيرون بأنه الضحية الذي يقدم نفسه كبشا لمحرقة في مرحلة صعبة وحرجة يشوبها الغموض والخوف والترقب والسير على رؤوس الثعابين المختبية وراء كل زاوية في مزاريب الأحزاب السياسية والتكتلات القبلية والمشارب الحزبية والطائفية والمناطقية ، ومشكلة اليمن تكمن في نخبة وثقافة اجتماعية تسيطر عليها ثقافة الكره والحب الإعجاب والبغض فالرئيس اليمني التوافقي أطلقت عليه النيران قبل ان يشرع في الحكم أو تسطر يمينه أي قرار جمهوري ، فقد اتهم بأنه ظلا للآخرين ولن يستطيع تقديم الجديد ، وشنت حلمة عليه بأنه يمثل غطاء للشمال من قبل أطراف جنوبية وتم تشويه صورته ، ولم يتأفف البعض أو يتأدب في إذكاء صراع الزمرة والطغمة والعجيب بان كل الأطراف التي تهاجم الرئيس تطالب منه في الوقت نفسه ان يقدم الحلول ويهبها النجاة وينفذ مشاريعها .

التعامل مع الرئيس المنقذ والتوافقي يكون أولا بالاعتراف بصعوبة المرحلة التي يمر بها اليمن والتي يتشدق الجميع بأنها استثانية توجب اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة وصعبة والأمر الآخر يجب الاعتراف بان الرئيس عبد ربه يمثل اليمن جميعا كونه رئيسا منتخبا توافقيا وليس محسوبا على حزب أو جهة معينة فهو يعبر ويحكم باسم جميع أبناء الشعب اليمني ، ومنطق الأمور في السياسية وفي الواقع اليمني المضطرب يتوجب إعطاء الرجل فرصته الكافية قبل نقده أو تجريحه أو التشهير به كما يفعل البعض .

قبل وقت قصير اتهمت بعض الأقلام الصفراء الرئيس التوافقي بأنه عاجز عن قيادة المرحلة ولم يتخذ أي قرارات حاسمة وقوية ولم ينفذ المبادرة بسبب محاولة استرضاءه الأطراف المتنازعة وطالبته بان يكون رجل المرحلة من خلال فرض سيطرة الدولة ومؤسساتها ، وحينما اتخذ الرئيس عبد ربه منصور قرارات متوازنة وقوية تفكك الأزمة اليمنية وتحلحل عقدها وتقضي بتنقلات عسكرية متوازنة تسهم في الاستقرار والحفاظ على الأمن والتخلص من أسباب الأزمة هوجم الرئيس بحملات متناقضة ومشوهة وغريبة من قبل أطراف ينبغي ان تكون هي الطرف الأول المؤيد والمناصر لهذه القرارات الحكيمة ، وقامت هذه الحملات على تبريرات غريبة وضعيفة ومتناقضة فقد زعم البعض بان القرارات الرئاسية غير متوازنة وإنها تصب في صالح المعارضة ، والواقع يكشف زيف هذا التبرير لأنها شملت جميع أطراف الأزمة ، والتبرير الآخر بأنها تخالف ما اتفق عليه في اتفاقية الخليج ، ويسال المواطن العادي هل تمت اتفاقيات سرية وغير معلنة في اتفاقية الخليج ، وهل القواعد الحزبية يجب ان تقبل وتبصم بقبول هذه القرارات التي لا يعرفون عنها شيئا .

حان الوقت لاتخاذ القرارات الشجاعة من قبل الرئيس التوافقي والتي ترسخ سيادة الدولة وتنشئ لعصر جديد يتم فيه عبور امن لليمن نحو الدولة الحديثة المدنية الديمقراطية التعددية .