السنين ملؤها الام وجراح لا تنتهي حتى ننتهي نحن على وجة الخليقة , لكن اكثرها ايلاما فراق حبيب اعتادت العين التكحل برؤيتة والشعور بالسعادة لقربة منها وملء حياتها بهجة وسرورا .. هكذا لن يتخلى الموت عن اداء رسالتة على اكمل وجة والمرور على واحدا تلو الاخر مهما طال بة الامد او امتدت سنوات عمرة .
ايام مباركة من ايام عيد الفطر المبارك اوصلتني برسالة مفادها ان ريحانة من ريحان الجنة قطفت , فلا تؤمل النفس بلقياها في الدنيا عند عودتك من الغربة لكنك ان شاء الله ستلتقي بة يوما في رياض الجنة . ولان محمد صالح المنبهي عاش قرنا من الزمان لكنها لم تكن سنوات عادية بل ان اثرة الطيب ستظل ترددة الاجيال لعقود قادمة . رغم بساطتة المعهودة وروحة الطيبة الحنونة فان كبر سنة لم يمنعة من اداء الواجب وعمل الخير وترك الاثر الطيب اينما حل بة الاثر وبأي ارض بات فيها او حل ..لا يذكر لة الكثيرون الا كل طيب وحسن بل ان الارض التي مشى عليها لم تعرف يوما معنى الانين لخفة الحمل عليها .
عاش جدي حياة كريمة وعزيزة فلم اعرف انة عرف الذل في حياتة حتى لأقرب المقربين منة فان نفسة العزيزة كانت تمنعة من الاعتراف بأنة قد اصبح كهلا وحان الوقت ليرتاح ويكون مسؤلية غيرة فلا اذكر يوما أن هذة كانت من صفاتة بل ان يدة المعطاءة لم تدخر جهدا في يوم من الايام ولن تتردد لحظة عن اداء واجبها ..هذة القوة والصحة والعافية لم تأتي صدفة بل ان تأريخا ملأة هذة الرجل الصالح كان سببا في حفظ الله لة في شيبوبتة التي فاق بها المائة وما زال يتذكر ماذا صنع اول يوم عندما قابل الامام احمد ملك اليمن القديم . ( احفظ الله يحفظك ) , نعم انة حديث بدت مصداقيتة حقيقة عند هذا الرجل فقد حفظ الله شابا فحفظة الله شيخا , وهكذا يظل هذا الحديث مرجعا لجميع المسلمين على وجة الأرض .
غاب جدي عين العين لكنة ابدا لم ولن يكون بعيدا عن القلاب , فان كلامات الرثاء والوداع تتزاحم ترحما علية وترجو الله لة المغفرة وان يسكنة فسيح جناتة . فطفولة عشتها معة لم تدع المجال لنسيان تلك اللحظات , ولا اعتقد ان الأيام ستنجب جدا بتلك الفوارق والكرامة والسماحة العظيمة , بل ان حبة يفوق الوصف لكن الغربة لم تمهلني القاء النظرة الاخيرة علية لكني اسأل الله ان يريني اياة في روضات الجنان .
( اللهم اغفر لجدي , وارفع درجاته في المهديين , واخلفة في عقبة في الغابرين واغفر لنا يا رب العالمين وافسح لة في قبرة ونور لة فية )
