الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٥ مساءً

صنعاء عاصمة الحارات المغلقة

إسماعيل الهادي
الخميس ، ١٣ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ١١:٠٠ صباحاً
هل تسألنا كم عدد الحارات والشوارع المغلقة تماما في العاصمة صنعاء ولمصلحة من ومن المستفيد؟ فالمواطن البسيط يرى كل يوم الحواجز والمرافقين لشخصيات اعتبارية يمنية ( يجدر بها أن تكون القدوة ) وهم يمنعون الناس من الدخول إلى حارات معينة لدواعي أمنية لأشخاص ومتناسين ابسط حقوق الجوار .

فكم من المشايخ والمسئولين السابقين والحاليين قاموا بإغلاق حارات بكاملها ومنعوا جيرانهم حتى من استضافة أقاربهم في بيوتهم التي لها حرمه في جميع القوانين والأعراف .

أما محطم الرقم القياسي في هذه المسألة من حيث إغلاق اكبر عدد من الحارات فهو مبنى الأمن القومي في صنعاء القديمة التاريخية فهناك ثلاث حارات مغلقة تماما حتى من المارة ( وهي حارات صلاح الدين, البكيرية,المفتون) و خمس حارات مغلقة جزئياً ( وهي حارات ياسر, المدرسة ,الميدان, الطواشي, الباشا) أما عدد الأسواق والمحال المتضررة فحدث ولا حرج .

وعدد المساجد المتأثرة من هذا الإغلاق الجائر أربعة من أهم مساجد صنعاء التاريخية أما مآذن (صوامع) معظم مساجد العاصمة فقد تم إغلاق أبوابها وأصبحت صيانة ميكرفونات المساجد تحتاج إلى إذن مسبق ومراجعة تصل إلى أيام أو أسابيع .

ومن باب ذرّ الرماد على العيون فقد قام الأمن القومي بشراء خمسة إلى ثمانية بيوت من أصل 50 بيت متضرر من ألإغلاق الكامل وقام بإيصال مشروع مياه خاص لحوالي عشرين بيت من أصل 180 بيت لا تستطيع الوايتات الوصول إليها .

والغريب والعجب العجاب أن سكان هذه الحارات الذي يفوق عددهم 1500 نسمة قد يئسوا أو ملِّوا أو خافوا من متابعة شكاواهم العديدة والتي أرسلت إلي جميع الدوائر المعنية ابتداءً بجهاز الأمن القومي ذاته مروراً بالقضاء ومجلس النواب والصحافة وانتهاءً برئاسة الجمهورية .

تاريخياً عرف أهالي صنعاء أن هذا المبنى بُني ليكون مقراً للوالي العثماني في اليمن ومن ثم مكتب الحربية لحكم آل حميد الدين فمدرسة الأيتام ومن ثم مخازن لوزارة التربية والتعليم فكلية القيادة والأركان ولم يعاني جيران كل أولئك المستخدمين للمبنى ما يعانيه من مستخدمي المبنى اليوم .

(ما ضاع حق ورائه مُطالب)