الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٥٩ مساءً

بائع ،،، القلم

خالد وليد الفضول
السبت ، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٢ الساعة ٠٩:٥٠ صباحاً
أن المتتبع للتاريخ البشري , يرى أن أعظم مفكرينا وكتابنا استخدموا قوة الكلمة وتأثير القلم في تحويل مشاعرنا وعواطفنا و إقناعنا بأهدافهم ومبادئهم , ومن ثم الرقي والتقدم ببناء الأوطان .

إن الكلمات لا تستهدف تحريك المشاعر فقط بل وإنما تستهدف تحويلها إلى أفعال تعود لخدمة الأوطان ورقى شأن الإنسان. فلذلك وضع اللّه عزّ وجلّ القلم في المكان الرفيع، ونوَّه بذِكره في المنْصِب الشريف حين قال " ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ" ،والقلم كما وصفة أبن المقفع هو بريد القلب ينظر بلا بصر وسفير العقل ورسول الفكر وترجمان الذهن ،أن القلم من أهم الوسائل التي نستخدمها في التعبير عن مشاكلنا وهمومنا في حياتنا اليومية،فالقلم يعبر عن الإحساس المشترك بين القارئ والكاتب في الشعور بالمشكلة التي تواجههما ومحاولة إيجاد أفضل الحلول لها.

فلا يختلف إثنان على أهميه دور أرباب الأقلام في الحفاظ على تماسك المجتمع وتطوره ، هذه الأهمية نابعة من منطلق مدى تأثير الأفكار التي يضعها بعض الكتاب الذين باعوا أقلامهم وأثروا بأقلامهم سلباً بل وكرسوها وفق مصالحهم الضيقة.

إن تأثير القلم في بعض المجتمعات قد يكون أحياناً أقوي من تأثير السلاح ، فصراع الأفكار والقيم أقوى أنواع الصراعات، قد يكون هذا التأثير يساعد على النهوض بالأمة والوطن.

ولا يخفى على أحد بأن هنالك أشخاص قد سخروا أنفسهم وباعوا أقلامهم لمصلحة سياسي متعجرف أو شيخ متسلط أو أي حزب متصدر في الساحة السياسية.

أن تأثير القلم لابد أن يكون إيجابياً ، ولابد والسعي على أن يكون صوت القلم فوق المصالح الشخصية فلا صوت يعلوا فوق صوت الوطن.من المعيب أن نرى مثل هؤلاء في ظل الأوضاع التي تشهدها بلادنا أننا نمر بمنعطف تاريخي صعب فأما التحول للأفضل وأما العودة إلى عصور ما قبل ثورات الربيع العربي ، ولابد أن يسخر كل من قد يخون قلمه أفكاره للبناء لا للهدم للوحدة لا للفرقة لابد أن يصنعوا أفكاراً لا أن يصنعوا أوثاناً.

يا من بعتم أقلامكم لأشخاص وسعيتم من أجل مصالحكم أرجعوا إلى صوابكم وسخروها للأوطان لا للأصنام،إلى متى ستظلون تلعبون أدواركم اللاخلاقة في تمزيق وطننا وشق صف شعبنا.

أين هي أقلامكم عندما يتعلق الأمر بسياسي أو شيخ أساء إلى الوطن ، لماذا تقفون بتبلد أمام مواقف صعبة قد تكون بحاجة إلى أقلامكم التي قد تكون لها دور في حل أعقد المشاكل بدلاً من بيع القلم والوطن وزرع الفتن .

أخيراً أتمنى من كل من قد باع قلمه وخان وطنه العودة إلى الصواب وأن يسخر قلمه لكل ما هو نافع للوطن،أختم قائلاً بأن الأقلام التي تستطيع أن تدمر المجتمعات في نفس الوقت يمكن أن تكون عاملاً مهماً للبناء والتقدم.