الخميس ، ١٦ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٠٩ صباحاً

تركيا.. الخطر القادم فاحذرووووه..

جلال الدوسري
السبت ، ٢٢ ديسمبر ٢٠١٢ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
- ملك الشعراء عبر العصور أبا الطيب المتنبي يقول:إذا رأيت نياب الليث بارزة .. فلا تظن أن الليث يبتسمُ.

- وشاعر عظيم أخر يقول: لا يغرنَّك من تبدوا بشاشته .. إليك خدعاً فإن السم في العسلِ..

- وواقع الحال يجعلني أستشهد بالبيتين السابقين للتحذير من الخطر القادم على الأمة العربية من خلف حدودها الشمالية.. وأقصد به تركيا التي تعمل جاهدة على إعادة مجدها الإستعماري, الذي بنت منه ما عرف بالأمبراطورية العثمانية..

- تركيا الحديثة وفي سبيل ذلك بدأت تتغلغل في جسد الأمة العربية من طريق الغزو الثقافي بداية، والذي سخرت فيه إنتاج أعمال درامية ضخمة، أستطاعت أن تحقق الهدف المتمثل في مسخ المتابع العربي عن هويته وإنجذابه بشدة نحو الهوية التركية..

- كما كان الغزو السياسي يشق طريقه بقوة من خلال العزف على وتر القضية الفلسطينية على وجه الخصوص وقضايا عربية أخرى.. وقد تمثل ذلك في عدد من المواقف أتخذها القادة الأتراك، حتى أستطاعت أن تحقق الهدف في نيل تقدير المتابع العربي، إلى حد التمجيد وإعتبارهم القادمين لتخليص الأمة من ما تمر به من ذل وهوان..

- وحين حل ما يعرف بالربيع العربي؛ لم يتوانى العثمانيون الجدد عن إستغلال الفرصة والدخول بقوة على خط الثورات العربية في كل الدول التي أندلعت فيها، وأستطاعت أن تلعب الدور ببراعة وتحقق أهداف حتى ما كانت تحلم بها، ومن ذلك مساهمتها في إيصال تيارات تتشبه بها إلى السلطة في كل تلك الدول..

- كما أن الغزو الإقتصادي أخذ ومازال يأخذ دوره، من خلال فتح مجالات التعاون الإقتصادي مع الدول العربية، وتقديم التسهيلات التجارية، حتى غرقت الأسواق بالمنتجات التركية ذات الجودة العالية، وبأسعار مناسبة تلفت الأنظار إلى أن الأتراك هم الأخيار..

- أما الغزو الإنساني فأخذ ومازال يأخذ دوره، لنرى القادة الأتراك وهم يقومون في جولات إلى البلدان المنسية وشبه المنسية، ليكون فيها الوعود بتقديم المساعدات في كثير من المجالات..

- إنني كمتابع؛ لا أجد في كل ما تقوم به وتقدمه تركيا عملاً لوجه الله، كواجب إنساني وأخلاقي.. وإنما لغرض في نفس بني عثمان.. أرى أنهم يعملون على محاولة إعادة قيام الأمبراطورية العثمانية الإستعمارية.. وإن لم يكن؛ فعلى أقل تقدير يستطيعون الحصول على موطء قدم على الأرض، ووضع أيديهم في سلطات صنع القرار، وبالتالي تكون تركيا ذات نفوذ, وتستطيع عرض عضلاتها كقوة إقليمية ولاعب رئيسي وصاحب قرار متحكم في المنطقة.. تناويء في ذلك دول أخرى إقليمية ودولية كانت قد سبقتها في ذلك وبعضها منذ أمد بعيد..

- ولذلك فإن تركيا تظهر بمظهر الملاك، وهي في الأصل شيطان لا يريد لغيره سوى الهلاك.. فنجدها بيدٍ تقدم عسلاً وبالأخرى تقدم السم الزعاف..

- وما هو ثابت وقد أنكشف بعض الأمر من ذلك؛ هو تعامل تركيا في الحالة اليمنية.. إذ كانت اليمن من الدول المستهدفة، فكان ومازال الغزو لها يمارس بكافة أشكاله وصوره..

- وربما كانت الصدفة تلعب دورها حين حدث في يوم واحد أن تناقلت وسائل الإعلام خبرين يتعلقان بالدور التركي في اليمن.. كان العسل في الخبر الأول, الذي تمثل في الإعلان عن وصول فرق طبية تركية للمساعدة في معالجة المرضى.. وفي الخبر الثاني كان السم.. بإلإعلان عن تمكن الأجهزة الأمنية من ضبط قرابة ستة ألاف مسدس بأنواع مختلفة وهي تركية الصنع والمصدر، دخلت إلى اليمن بطريقة غير شرعية.. مثلها مثل شحنة البسكويت المفخخة, وشحنة المناظير.. وكلها أسلحة مخصصة للقنص والإغتيالات, تؤكد أن إدخالها كان لأغراض وأهداف غير سوية.. وإن كان هذا ما ظهر؛ فلا نستبعد أن ما قد يكون تم إدخاله وتمريره هو أعظم وأمر..

- ومن هذا؛ فلن أكون على خطأ إذا ما قلت وحذرت من التغلغل والخطر التركي على اليمن.. والذي إن لم ننتبه ونضع حداً له، فقد يصبح مع الأيام كالسرطان الخبيث الذي لن نملك إلا العجز والإستسلام أمامه.. وكفانا قبول التعامل مع التدخلات الخارجية, كما تعودنا بحسن نية, تغيب فيها – إن وجدت – الحكمة اليمانية..

- ومش ناقصنا هزوره.. وألا يا الله واحنا نفتك... فهنا الأمم المتحدة.. هنا أمريكا.. هنا السعودية.. هنا إيران.. هنا قطر.. ولا نسأل الله إلا أن يجنب اليمن كل سوء, ويسلمها من كل شر..