الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٢٢ مساءً

دكتاتورية النفس حقيره

اكرم المضري
الجمعة ، ٠٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ١١:٥٩ مساءً

مقال: اتينا الى هنا عبر سفينه تمخر عباب ذلك البحر الثائر حالك الظلمه ..نحاول اجتياز بعض المستنقعات الضحله التي يصادفها الربان دون سابق علم او درايه .. ولم اكد اسمع الا اصوات زبد البحر الذي يضرب اسفل السفينه ويصدر صوتا بشريا ولكنه ليس كذلك .. وهنالك بعض الاحتكاكات في الاخشاب لترسل الينا رسائل تحذيريه ..نستقبلها نحن البلهاء بكل سعة صدر في الوقت الذي يسمح الوضح بسعة الصدر ..وعلى حين غره رأينا انفسنا نبحث عن قارب نجاه من السفينه التي اصبحت حبالاتها تلتف حول بعضها وتكاد تتمزق ..
فينا من يصنع ادوات نجاته بنفسه ..وفينا من يأكل حق الغير دون حق ..
ربطت حبال على عنقي لكي اشعر بلذة الموت شنقا وليس حرقا او غرقا .. وعجوزا آخر يضحك ..يمرر نظراته الى اسفل ..بمعنى انني لا افهم في طرق النجاه الا طريقه واحده هي كيفية عدم النجاه ..
انا :يا ابله نحن نتجه الى مكان ليس معلوم فيه اتجاه.. يا ابله سوف نموت حتى ولو قضي امري الآن وضحكت انت بالفاه ..
هو :لما تهرب من الاستمتاع بسماع اصوات معترك الامواج .. لما لا تنظر الى السماء لكي ترى ظلمه تجلب للنفس طمأنينه مؤقته تفي بغرض الساعه .. انت مجد دام وانت متواجد هنا .. قبل ان تلف حبالك استر عورتك وابتسم لي وانظر الى السماء وجذف مع اخوانك وحينها مت لكي نفتقدك ..حينها مت لكي نراك ..نتمناك ..لا ننساك ..حينها حرك فاك ..ونحن سوف نكتب وصاياك ..انشر ضوء نهتدي به الى مكان ولو بأشاره .. ارفع اصبعك السبابه لتجعلني احكي حكاياك ..رفعها يترجم لي ما كانت نواياك ..
ثم اتجهت بنظره ثائره الى اسفل السفينه ..لعلي ادرك بأن ما يقوله ذلك الوقد هو افضل طريقه لترجمة موتي ..
اتركوني اغوص في عمق البحر لأرى ما استطيع فعله لكي ننجو .. وقبل ان اغوص اسألوني (مالذي لديك لتقول لنا اياه ) اجعلوني ارد بقولي
زوجتي العزيزه :
لقد كان الامر شاقا بما فيه الكفايه .. لقد كان الظلام وسيله مساعده لكي افعلها .. تأكدي من تاريخ انتهاء علبة اللبن التي وضعتها في الثلاجه ليلة البارحه .. سامحي يدين المتك ..وجعلتك احيانا تشتكي من قسوة قلبي ..تذكريها حين تشبثت بأمانينا لكي نبقى يوما آخر ..اسرقي الدمعات التي لابد ان يمسحها غيري يوما ما ..اخبري محمود بأن اباه شعر بالماء البارد يحتويه ..يبتلعه ..يمتصه للأسفل داخل دوامته ..ينثر احلامه عبر المحيطات ..لا تجعليه يشعر بأنني كنت ارتجف خوفا من الموت .. لا تخبريه بأن نظرتي الأخيره كانت منهزمه تمام الانهزام .. كانت مكسوره بما يكفي ان يرفع ضدي تقرير بأنني رجل كان يستهان به .. انسي موضوع رفع صوتك في وجهي حين اخبرتك بأن راتبي الشهري ضاع مني وانا خارج من المجمع السكني التابع لطلاب كلية اللغات ..لا تتذكري كم كان قلبي يخاف حين تطلبي شيء وانا لا املك فلسا واحدا .. لا تجعلي اصابع الاتهام تتجه نحوي وتنص على انك انت اسعفتني بسيارة جارنا لأنك لم تكن قادر على شراء سياره ولو مستعمله .. ولكن ارضي بالنصيب وقولي (غفر لك الله بواسع رحمته) ..سلام ايها العزيز