السبت ، ١٨ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:٥١ مساءً

يوم وفاء للرئيس الحمدي في ذكرى إستشهاده

سمير الشرجبي
الاثنين ، ٠٣ اكتوبر ٢٠١١ الساعة ٠٨:٣٠ مساءً
إن فكرة تسمية الجمعة القادمة 7 إكتوبر باسم ألشهيد الحمدي في ذكرى إغتياله ألاثمة في 11 إكتوبر 77, تحمل رسائل قوية ومهمة للداخل والخارج لما يمثله هذا القائد بالنسبة لليمنيين من رمزية وذكرى طيبة تعيد الامل لمن فقده وتظهر الثورة بانها لليمنيين كلهم وليس لفئة أو جماعة أو قبيلة كما يحاول النظام ان يصورها, كما أنها ايضا بمثابة تطهير للذين سكتوا أو غضوا الطرف عن هذه الجريمة وسكتوا عنها طوال ال44 سنة الماضية ممن إلتحقوا بالثورة الشبابية الشعبية اليمنية اليوم في مواجهة الرجل الذي أتى على انقاظ هذه الجريمة.

إن إغتيال الرئيس الشهيد الحمدي يمثل علامة فارقة في تاريخ اليمنيين, حيث تأمر أعداء اليمن إقليميا ودوليا عليه فخططوا ونفذوا هذه الجريمة الشنعاء ,وذلك لانه حمل وبداء بتنفيذ عملي لمشروع تنويري وتحديثي لليمن في كل مناحي الحياة, أعاد ألاعتبار لثورة سبتمبر بابعادها المختلفة المتلخصة في أهداف الثورة الست ,فاعاد تنظيم الجيش اليمني وألغى المظاهر المسلحة وبسط الامن على ربوع اليمن وأعاد للفقراء إعتبارهم وحقوقهم التي نهبها المتنفذون والمتسلطون بل ورفع من مستوى حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.

لقد إهتم الرئيس الشهيد بالشباب فوضع حد للمغالاة بالمهور وحددها, فاتح الباب امام الشباب للزواج باقل التكاليف, كما انه كان أول من بنى المساكن الشعبية في المحافظات المختلفة مستهدفا ذوي الدخل المحدود والعمال والموضفين وما مدينة العمال في الحديدة والمغتربين بتعز والشيراتون بصنعاء الا ادلة حيه لهذا العمل.

منجزات هذا القائد لا تحصى ولكننا نؤكد ,وانا شاهد من ذلك الجيل الذي عاش تلك المرحلة الذهبية من تاريخ اليمن الحديث, فهو قد أعطى التعليم الاهمية القصوى, فعمل على رفع مستوى التعليم ووفر له كل ظروف وإمكانيات النجاح من كتب مدرسية بمناهج عالية المستوى ومدرسين عالي الكفائة ومعامل مجهزة باحدث الاجهزة كما ونوعا في كل مدرسة بافضل الامكانيات وللتاريخ فان جامعة صنعاء في عهده كانت نموذجا راقيا للتعليم الجامعي عبر امكانيات التعليم المتوفرة بدعم من الكويت الشقيق لمعاملها ومبانيها ودكاترة من أكفاء علماء جمهورية مصر العربية بلاضافة الى بواكر دكاترة اليمن الذين كانوا قلة والذين حملوا الشهادات العليا.
خطط للاقتصاد الوطني المنتج الذي يبني في كل لحظة لبنة فيه على أسس علمية مدروسة بعناية فانتعش العمل التجاري والصناعي وانتشر العمار وفتحت مصانع الاسمنت وعملت بكامل طاقتها فتحولت مدن اليمن الى خلية نحل ومينائها الوحيد الى ورشة عمل ليل نهار.

الحمدي هو من أقسم باعادة الحياة لاسم اليمن الخضراء, فكان تحديد يوم وطني للشجرة في ألاول من مارس والتي كان يخرج فيها الرئيس مع جماهير الشعب كل عام يحملون شتلات الاشجار والزهور يشجرون طرقات واحياء اليمن ويبني حدائقها في كل حي وحارة .

ألحمدي هو من قضى على الرشوة والمحسوبية رغم التركة الوسخة التي ورثها من النظام الفاسد الذي سبقه , عبر ذراعه الوطني الذي أسسه والمتمثل باللجنة العليا للتصحيح المالي والاداري والجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة ولجان التصحيح التي انتشرت في كل مكان والتي ساهم شرفاء الشعب في انجاحها.

لقد أعاد هذا القائد المكانة للمغتربين اليمنين فقابلوه بالمثل , وإمتلئت الخزينة العامة يوم لم يكن لليمن عائد من نفط أو غاز وعم الرخاء أرجاء اليمن واصبح لليمن فائض نقدي أقرضت حينها اليمن البنك الدولي بمليارين ونصف من الدولاات.

زار الحمدي دولا عدة وترك بصمته على كل أرض وطئتها قدماه فاعلن عمليا وقوفه مع قضايا امتنا العربية وتقدم بمقترح عملي تم ألاخذ به أثناء الحرب الاهلية اللبنانية لانشاء قوات الردع العربية وارسالها الى لبنان , فتح الباب لشبابنا الفدائي الراغب بالالتحاق بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية ودعمهم وكان صوتا قوميا ناضجا لليمن في المحافل الدولية متبنيا القضية القومية التي أمن بها فكرا وعملا وكان مؤتمر البحر الاحمر في تعز أحد اسباب اغتياله حينما اجتمع مع دول حوض البحر الاحمر وغابت عنه السعودية وذلك بهدف حماية البحر الاحمر والاستفادة من خبراته واليوم هذا الرجل فتحه للقراصنة ولصوص خيرات اليمن البحرية بالوكالة كما فتحه لغواصات الصهاينة وحاملات الطائرات الامريكية التي تطير كل يوم لتقصف اهداف هنا في اليمن أو هناك في اجزاء أخرى من ألارض العربية بعد ان كان باب المندب احد أهم مفاتيح نصر 73.

لم يهمل الرئيس الشهيد دول الجوار بل عمل على خلق روابط الاخوة وتعميقها عبر الندية والمصالح المشتركة لابناء الدين والعروبة , إستقل ماليا ولم تعد السعودية من تدفع مرتبات الجيش ولم يسمح لها بالتدخل في شؤننا الداخلية , قبل الدعم المقدم من دول الجوار الصديقة في السعودية والكويت والامارات وقطر ولكن هذه الاموال لم تدخل لدعم المسؤليين ولم يشتري بها ذمم الناس بل بل ذهبت مباشرة لمشاريع ملموسة في كل أرجاء اليمن , فبنية المدارس في كل مكان وأعيد بناء سد مأرب بدعم من المرحوم الشيخ زايد الذي تبرع بتكاليف إعادة بنائه.

وللوحدة اليمنية مع القائد قصة حين التقى حلمه بتحقيقها مع حلم قائد أخر في الجانب ألاخر من شطر اليمن الجنوبي بوجود شخصية وطنية عملاقة بقامة الرئيس الشهيد سالم ربيٍع علي الذان التقيا لاول مرة في مؤتمر القمة العربية في الجزائر لينسجا معا ثوب الوحدة بالوانه الزاهية متوجين توجههم الوحدوي بلقاء قعطبة ورسالتهم التي قرأناها ونحن أطفال في مقدمة كتاب التربية الوطنية في مدارسنا بتوقيعهما والتي وجهت لطلاب المدارس في شطري اليمن فوحد عقولنا وأقترب تحقيق الحلم اليمني بالوحدة ليغتالوا القائد عشية سفره الى عدن في أول زيارة لرئيس شمالي لجنزب اليمن وقد ازدانت عدن باحلى ما لديها استعدادا لاستقبال قائد الوحدة ورفيق الرفيق سالمين كما احب الجنوبيين ان يدعونه , ولكن حلم الوحدة قتل مرتين , الاولى حين تم اغتيال الرئيس الحمدي عشية سفره في 11 أكتوبر 77 على يد نفس الرجل الذي إجتاح عدن وإغتال الوحدة في المرة الثانية عام 94 .

احب هذا القائد اليمن فبادله اليمنيون ذلك الحب , عبر شباب اليمن الذين اخروجوا كل ما في جعبتهم ففجروا الطاقات اعلمية والادبية والثقافية والفنية ليكتشف القائد عن جيل كان قد أكل منه الدهر وشرب فشاخ مبكرا فانتعش فيه الامل وعاد ليبني ويشارك القائد خطواته .

لقد شعر أعداء اليمن بجمال مشروع هذا القائد فقتلوه , هم لا يريدون يمن ناجح ابدا , وهم لايريدون رئيسا من أجل اليمن بل يريدون طاغية يستنزف اليمن ويهد قواها .

لقد امتدت يد العمالة والتأمر على مشروع اليمن وإغتالة قائد هذا المشروع , وصفة كل من تبنى المشروع معه وعمل مخلصا لتنفيذ خطواته, لقد سارعوا باغتيال الحمدي بعد ثلاث سنوات من إستلامه دفة القيادة ولم يكن رئيسا بعد لانه كان يقول وينفذ فورا , يعمل ليل نهار ومعه كل المخلصين الذين أمنوا بمشروعه فقدموا كل ما يملكون من طاقات فانجزوا ما وعدوا به بزمن قياسي اذهل العالم ومازال علماء السياسة والاقتصاد الى اليوم يدرسون هذه المعجزة الوطنية بذهول تستحق ان تدرس للعالم الراغب في التقدم والتطور والتحديث.
لقد كان نتاج ذلك ألتأمر وصول علي صالح الى سدة الحكم ومن خلفه التف كل أعداء اليمن وبدعم سعودي وغربي واضح لاجهاض مشروعه الوطني والدخول في مشروع أخر يتمثل في هد ما بناه الحمدي اولا والذهاب بعيدا بقتل كل كوامن القوة في اليمن واليمنيين واعادة اليمن للتبعية للسعودية وتمكين عملائها من المسك بتلباب اليمنيين وسحقهم وقتلهم وافقارهم عقابا على التفافهم حول مشروع القائد وحبهم له.

وبالتالي فان تسمية الجمعة باسم الشهيد الرئيس إبراهيم الحمدي يعتبر إعادة اعتبار لهذا المشروع بغض النظر عن إذا كان الناصريين هم من حمل هذا المشروع معه أم لا, لان الحمدي هو ملك اليمنيين جميعا ومشروعه موجه لليمنيين كلهم والدليل أن الشهيد لم يسلم الحكومة للناصريين ولم يعطهم أي مكاسب حزبية او شخصية كما أنهم لم يبحثوا عن هذه المكاسب أصلا, لانهم حملة مشروع وطني لا مكاسب شخصية, كما أن الناصريين عملوا معه في مواقع التخطيط الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون أن يكونوا في الواجهه ولم يكن معهم الا وزيرا واحدا فقط وهو الشهيد عبد السلام مقبل والذي قدم نموذجا رائعا حين رفض طلب العفوا من المحكمة او تخفيف الحكم عليه,بعد فشل انتفاضة 15 إكتوبر الناصرية السلمية التي حاولت إعادة مسار حركة 13 يونيو ومشروع الشهيد الحمدي , وفضل ان يتحمل نفس مصير زملائه في الحركة وأعدم مع رفاقه جميعا بشجاعة ألمؤمنين بالله وبعدالة قضيتهم التي خرجوا من أجلها.

يكفي ان هذا القائد أنزل الرتب العسكرية التي كانت تعطى لمن هب ودب وقد كانت فقدت قيمتها وجعل اعلى رتبه هي مقدم, وكان هو عقيد فانزل رتبته الى مقدم ولم يرفعها من رائد الى مشير كما انه أمر بانزال الصور ورفع بدلا عنها لفظ الجلالة في كل مؤسسات الدولة وساوى بين اليمنيين غنيا كان او فقيرا شيخا كان ام قبيلي مدني كان أم قروي فمنع إستخدام كلمة سيد واستبدالها بكلمة الاخ.
أذا فالاخ القائد الشهيد الخالد إبراهيم الحمدي رحمة الله عليه هو حامل مشروع وطني لليمن كلها من أقصاه الى أقصاه وهنا تكمن قوته.