الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٥:١٩ صباحاً

الشباب وكذبة المشروع الوطني الكبير

أكرم الثلايا
الأحد ، ١٠ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٣:٢١ صباحاً
كثير هو الحديث عن المشروع الوطني الكبير الذي تحاول الاحزاب السياسية اليمنية والشخصيات التاريخية وورثتهم من الساسة الماليين وبعض الشباب المستجهل التغني به لذر الرماد على عيون اليمنيين من جديد ولاستغلال وجدان المواطنين المتعطشين للإستقرار والازدهار.

كنا نسمع في الماضي عن المستقبل الواعد لليمن واليمنيين بعد تحقيق الوحدة عام 1990م، والنتيجة لمسناها اليوم واصابتنا بمقتل معيشي دائم، ولم تؤثر لا في القيادات السياسة ولا في قيادات الاحزاب ولا في قيادات البلد التاريخية. والحقيقة ان الحديث عن المستقبل، هو حديث خاص بمستقبل الاحزاب السياسية والنخبة الذي يمتد لعقود من الزمن، أما الحديث عن مستقبل المواطن اليمني فهو محض كذب لأن المدة الزمنية لمستقبل اي مواطن لن تمتد أكثر من عشر سنوات، فاذا لم يلمس المواطن تغييرا حقيقيا خلال عشر سنوات من عمره في فترة الشباب ضمن ما يسمونه المشروع الوطني الكبير فان التغيير الذي سيحدث بعد هذه المدة لا يعني اي مواطن متطلع لمستقبله الشخصي في وطن.

بالتالي نحن أمام كذبة كبيرة اسمها المشروع الوطني الكبير، وببساطة، القوى السياسية تتصارع منذ 23 عاما ولم تحقق أي شيء ولكنها بنفس الوقت تتحدث عن المستقبل وما زالت اليوم تتحدث عن مشروع ومستقبل. ولكن في اروقة ومقررات مؤتمر الحوار الوطني الشامل يصرح بعض أعضاء الحوار أنهم يبنون ويؤسسون للمستقبل، كما يوحي لهم المبعوث الأممي وأمين عام المؤتمر بذلك، وبعضهم بعلم وبعضهم بجهل، وللأسف يغرد بنفس الحديث الرئيس هادي في جميع خطاباته وان اختلفت المصطلحات المنتقاة بعيدا كليا عن الواقعية مربوطا بالماضي.

ان القيادات التاريخية تهيمن على السياسة، والاحزاب السياسية لا تمتلك أي مشروع حضاري للمستقبل، لان مشاريعها مجرد لعبة سياسية ووسيلة للوصول للسلطة، فلا يوجد حزب واحد في اليمن قدم مشروعا اقتصاديا نهضويا يستند إلى أرقام ونسب محددة سيحققها في حال فوزه بالسلطة، وبالتالي نحن أمام نخبة سياسية لاعلاقة لها بمستقبل المواطن ولا بالوطن، لان الوطن لا يساوي فلسا بدون مواطن يقطنه يحلم بمستقبل آمن في فترة زمنية محددة من عمره، فماذا يفيد المواطن الشاب تحقيق مستقبل أمن ومزدهر وقد أصبح كهلا عجوزا؟ ليظل الحديث عن المستقبل الواعد لليمنيين بعد المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار هو مجرد كذبة يصدقها الشباب بشكل خاص والمواطن بشكل عام، غير مدركين أن الشيطان لا يمكن أن يصبح ملاكا أبدا.. ولأن السياسة كلام وإستغلال والاقتصاد أرقام وأعمال حين يجتمعان يمكن الحديث عن المستقبل.