الأحد ، ١٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٣٦ صباحاً

لولا ترهل الحكومة لَمَا حَصَلَ مَا يَحْصُلُ في بلادي!!

د. علي مهيوب العسلي
الاربعاء ، ٢٠ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٤٠ صباحاً
هل كان سيحصل اختطاف ابن أخ الأخ العزيز شوقي هائل محافظ محافظة تعز واستهداف رأس المال لو كانت الحكومة قوية وقادرة على جلب الجناة على سبيل المثال؟

إن هذا الاستهداف يحمل رسالة مفادها أن قطاع الأعمال والمال إضافة إلى السياسيين والعسكريين مستهدفين ، وبالتالي لا داعي لمن يريد أن يستثمر في اليمن أن يستثمر.. فهل لو ترك المحافظ يدير شئون محافظته الأمني كان سيحصل ما حصل بعيد التغيير بأيام نتيجة للتدخل السافر من قبل وزير الداخلية؟ ؛فبات واجبا علينا بفعل منطق الحال أن نصف وزير الداخلية الحالي بالذي لا يستطيع القيام بواجبه، وبدلا من توصيفه بحامي المواطن والمنشآت ،يمكن تسميته بمطلق السارقين والمتسيب أمام الخاطفين.. فالتزامن باختطاف ابن منير احمد هائل والتقطع لعبد الجبار هائل ليس بالأمر الهيِّن ،بل أن الرسالة قد وصلت سواء أكان ذلك على المستوى القصير أو الضيق هي رسالة إلى بيت هائل الذي شذ من بينهم شخص يمارس السياسة ويقاوم ليكون نموذج في الإدارة ،وعلى المستوى البعيد فهي رسالة إلى تعز كلها من أن استمراركم في الدعم والوقوف مع التغيير فان رجالاتكم سيتعرضون للأذى ،وكذلك رسالة إلى كل المستثمرين وقطاع الأعمال وبخاصة وأن كثيرون جدا من رجالات الأعمال قد أيدوا الثورة الشبابية ودعموها في الاموال لتبقى شامخة من دون ذُلّ خلال فترة الثورة ولأكثر من سنتين في ساحات الاعتصام ،وكذلك رسالة للعالم من أن ما أشرفتم عليه ورعيتموه ليكون نموذجا ما هو إلا فشلا ذريعا فاحصدوه..

إن كل هذا الترهل من قبل الحكومة وعدم الضلوع بمسئولياتها في حوادث كثيرة من اغتيالات المئات من الضباط والافراد دون تقديم أي من الجناة إلى العدالة ،وكذلك محاولات عديدة لاغتيال شخصيات سياسية مرموقة من الدكتور عبد الملك المتوكل إلى الدكتور ياسين ،إلى الشيخ محمد الحميري ..إلى ..إلى ... إلى الاعتداء على مقرات الصحف .. كان أخر ذلك استهداف صحيفة الأولى والشارع ..كل ذلك تم ويتم بالرغم من الحملة الأمنية والانتشار الأمني الكثيف الذي أثبت أنه يُعيق الحركة ولا يُمسك القتلة والمتقطعين والنهابين والمحششين وبائعي المخدرات ومحتجزي الرهائن والقاطرات ومخزني المبيدات وبائعي الاسلحة ،وكذلك لم تتصدى لمخربي الكهرباء وأنابيب النفط ..وطالما والأمر كذلك فان رسالة من يعملون ليل نهار على إعاقة إنجاح مؤتمر الحوار الوطني وتنفيذ مخرجاته قد وصلت ، وقد نجحوا بسبب التراخي ولربما العمالة المزدوجة للماضي والحاضر من قبل أقطاب كثيرون في حكومة الوفاق .وعليه لا يمكن أن ينجح مؤتمر الحوار وتُنفذ مخرجاته مالم يكن من قتل الشباب في السجون وفي المحاكم ،ومالم يكن من قام بترويع المواطنين وفي كل مكان محاصرا ذليلا لا متنفذا مبهررا ، ومالم يكن كل مخربي الكهرباء والنفط في السجون ،ومالم يكن كل فاسد في السجن وفي المحاكم ،ومالم يكن من يقلق السكينة العامة في المدن ويقوم بتسليح مطلوبين أمنيين ليحدثوا الرعب والقلق في المعتقلات ، مالم يكن كل ما ذكرت في السجون والمحاكم ، فلا فائدة مرجوة على الإطلاق من مخرجات الحوار الوطني ، لأنها لن تُنفذ على أرض الواقع بسبب الانفلات الأمني الرهيب ،ولن ينتهي هذا الانفلات إلا بوجود حكومة قوية عادلة قادرة ، وهذا يتطلب حلْ هذه الحكومة المترهلّة وحلْ اسباب ترهلها المتمثل في التقاسم والمحاصصة.. عند ذلك فقط سنشعُر أننا في دولة ... وأن الجريمة محاصرة وملاحق مرتكبها ومقدم للمحاكمة فعلا لا قولا...وفي الأخير نُدين ما تعرضت له أسرة المرحوم هائل سعيد أنعم ونُحمل الحكومة وعلى الأخص وزير الداخلية المسئولية الكاملة فيما آلت إليه الاوضاع في البلاد ..مطالبين بسرعة التحقيق ومسك الجناة وفضحهم كشخوص ، وكجهات دافعة وداعمة.