الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٢:٤٣ صباحاً

هل نستطيع أن نقول أن عام 2014 سيكون عام توفير دماء اليمنيين ؟!

د. علي مهيوب العسلي
الخميس ، ٠٢ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٤:٤٠ مساءً
مرت ثلاث سنوات من انطلاق ثورة الشباب الشعبية السلمية في الحادي عشر من فبراير 2011 وسنتان من انتخاب الرئيس التوافقي عبده ربه منصور الذي جاء وفقا للمبادرة الخليجية والياتها التنفيذية والتي وقعت قبل ذلك بشهور..

سالت دماء كثيرة وغزيرة وعزيزة على شعبنا اليمني سواء في مرحلة الثورة أو ما بعدها بل أن الدماء سالت أكثر بعد البدء بعملية الانتقال السلمي للسلطة حيث ازدادت الاغتيالات والتفجيرات واستأنفت الحروب التي كانت قبل ذلك ففي صعدة الحرب في أوجها وفي الجنوب صرنا بكل أسف نسمع عن الكفاح المسلح بعد قيام اللواء 33 بالاعتداء على خيمة عزاء في الضالع راح ضحية الجريمة أكثر من 22 شهيد ومئات الجرحى ،وكانت بحق مجزرة مروعة وجبانة ،لكن هذه الجريمة وهذا الظلم هل يشرع لإخواننا في المحافظات الجنوبية اعلان الكفاح المسلح وبالتالي البدء بترحيل ابناء المحافظات الشمالية عنوة من المحافظات الجنوبية ،أن ما يحصل من العبث بأمن الناس وحياتهم واعراضهم في ظل غياب تام لأجهزة الدولة ،أو لنقول القيام بالواجب الذي يمليه عليها الدستور والقوانين النافذة ، وهذا غير مقبول على الاطلاق في العام الجديد 2014 بل المطلوب أن يكون عام الاستقرار والتقدم خصوصا ومخرجات الحوار الوطني على الابواب وتحتاج لمن ينفذها في العام الميلادي الجديد!

تعالوا معي لنعاتب اللقاء المشترك عما مضى ونقول لهم : هل وفرتم بالفعل دماء اليمنيين بتوقيعكم المبادرة الخليجية؟
نقول لهم قلتم عندما وقعتم على المبادرة الخليجية أنه من أجل توفير دماء اليمنيين.. قلنا عندها ربما راجع ذلك إلى حجم المعلومات التي يمتلكونها ،وكذلك ايضا معرفتهم بخطورة التهديدات للأمن والسلم الاجتماعي ،فماذا أتضح ؟؛أتضح أن المشترك أكتفى بالتقاسم والمحاصصة وابتعد كليا عن مجريات الثورة وأهدافها ومغامراتها بل قام بعمل الثورة المضادة مبكرا فوقف مفاعيل الثورة وأدارها بعقليته وبمنطقه لا بمنطق الثورة والثوار، فتم ما أراده المشترك لا ما أراده الثوار في الساحات والميادين فتمت انتخابات رئيس الجمهورية التوافقي وتشكلت الحكومة مناصفة وغُير قادة الجيش بالتشاور كل فيما يخصه في التعينات وتقسيم المناطق العسكرية فوزع الحرس بين المناطق العسكرية الجديدة لكنها لم تحافظ على الدم اليمني بل ساهمت او شاركت هي بالقتل أو كانت ضحية في أوقات أخرى..

فبالمحصلة اقدام المشترك على التوقيع والسير بتنفيذ الاتفاق لم يوفر أو يحافظ على دماء اليمنين ، فدماء اليمنيين انهارت كجداول الماء المتدفقة ولا يكاد يوم يمر دون أن نسمع بقتلى وجرحى ،وللتدليل على ذلك فقط في شهر ديسمبر 2013 بلغ الشهداء حوالي 600 فرد ومئات الجرحى؟؟!؛ فأين إذن توفير الدماء يا أحزاب اللقاء المشترك، والذين كنا نعتقد بقدرتكم وبإخلاصكم ووطنيتكم ومن أنكم انتم الوحيدون المؤهلون لحمل مشروع التغيير، وبالتالي التوجه لبناء دولة مدنية حقيقية ،لكننا تفاجأنا بمن تولى مناصب باسمكم من أنهم ربما لا يقلون سوءا عن سابقيهم ..فرأيناهم يكونون شلل وصحوبيات.. وكل واحد يطلع صاحبه فهل يعقل مثلا بعد التغيير أن يختار الاصلاح في حصته الشيخ محمد حسن دماج وقد بلغ من العمر عتيا محافظا لمحافظة عمران ونقول تغيير!!؛ وكذلك اختيار الاصلاح أيضا احد الشخصيات المجربة كمدير للتربية بتعز الاستاذ عبد الفتاح جمال ونقول تغيير!!؛رغم علمنا بكوادر من الطراز الرفيع جدا في الاصلاح عرفناهم وخبرناهم بثورة الشباب ، لكن قيادتهم المتكلسة لا تعرفهم مع كل أسف، أو انها لا ترغب بصعودهم واخذهم الأماكن التي يستحقونها ..وهكذا بقية أحزاب اللقاء المشترك على نفس الطريق وبنفس العقلية ولا نستثني منهم أحد...إذن بالنتيجة لم نجد تغيير ولم نجد أنهم قد وفروا الدماء من هذ الشعب يا مشترك.. الظاهر والجلي جدا هو ما نراه كبر بطون من تم تعيينهم في الوظائف التقاسمية ، نعم لقد ازدادوا وزنا في الجسم وقلة في العقل والتفكير واصبحوا من اصحاب الصفات البرجماتية ،والبرجماتية عندهم من النوع الانتهازي الذي لم يعد صاحبه يخجل مما يقول!؛بل ولا يدرك حتى ما يقول !؛ فالكذب صار هو السائد والتضليل هو المسيطر والهنجمة والاستعراض هو الماثل!؛ فماذا تريدوننا أن نقول ؟؛وكيف ترغبون منا أن نتفاءل؟؛ وكل شيء جميل كنا نناضل من أجله قد صار هباء منثورا يا قادة و يا أنصار التغيير!

الواضح أن توفير الدولارات عند هؤلاء ..أهم من توفير الدماء!؛فلقد تفهمنا قادة المشترك عندما قالوا لنا ان من الحنكة السياسية والخبرة من التعامل مع صالح تؤهلهم أن يوفروا الدماء وينجزوا اهداف الثورة بالسياسة طالما والمجتمع الدولي قد صار ضامنا لتحقيق ذلك.

عندما سئلنا أحزاب اللقاء المشترك عند توقيع المبادرة الخليجية والياتها التنفيذية ومن ضمنها منح حصانة للرئيس السابق....ماذا تتصورون كانت الإجابة ؟؛ نعم نحن وقعنا ونتحمل المسؤولية لقد وفرنا الدماء ..فهل وفروا دماء اليمنين أم أنهم حصدوا وتقاسموا المناصب واستلموا الملايين من الدولارات...؟؟؟

أختم بهذه النصيحة للأخ رئيس الجمهورية في مطلع العام الجديد 2014 فأقول له : أيها الرئيس هادي نناشدك بحق العام الميلادي الجديد الذي فيه ستنتهي فترتك الرئاسية الانتقالية أن توقف مهازل القتل والتنكيل وحرق محلات مواطنين في المحافظات الجنوبية .. فهم سيدي الرئيس الذين من المحافظات الشمالية هم من شعبك ، والذين لم يبخلوا بأصواتهم عليك فانتخبوك قبل سنتين على أمل أن تحقق لهم الأمن لهم ولأعراضهم وأغراضهم ،لكن أي من ذلك لم يتحقق ..فنناشدك بحق السماء وبحق تعاقب السنين والرؤساء والاشياء وتبدلها أن لا تسجل عند الله ولا عند شعبك ممن تواطؤ او تملؤا في قتل الناس ،فلا يعقل ان ردود الافعال في الجنوب فجأة وبدون مقدمات من طرد للناس من أعمالهم والعسكر الشماليين من معسكراتهم واقتحام وتفجير المناطق الأمنية في لحظة زمنية واحدة ..فأكيد هنالك مخططات وعليك كشفها للشعب دون إبطاء بل وإيقافها فهل أنت سيدي الرئيس واعي جدا لما يدور ومدى خطورته على النسيج الاجتماعي اليمني ؟؛أتمنى أن تدرك ذلك وتسرع في ايقاف تدحرج الوضع إلى مالا يُحمد عقباه ..!!؛ وكل عام أنت ومؤسستك الرئاسية بألف الف خير....!!