الأحد ، ٢٨ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠١:١٠ مساءً

الإسلام ... ورباط الحب والعقيدة (2)

إبراهيم القيسي
الاربعاء ، ٠٢ ابريل ٢٠١٤ الساعة ١١:٤٠ صباحاً
لقد ربط الإسلام بين الإيمان والحب في ثنائية مشروطة جعلها سببا من أسباب دخول الجنة فإذا كان الإيمان سببا لدخول الجنة فإن الحب سببا لوجود الإيمان لأن شجرة الإيمان لا تثمر إلا في تربة الحب الغنية بالثراء والخصوبة وفي حال غياب الحب يتسلط الحقد وروادفه من الأمراض الاجتماعية فيحرق ذلك الزرع وتذوى شجرة الإيمان وتتحول إلى حطب عار من الخصوبة والإثمار وذلك هو الإفلاس والفقر الذي يؤدي بالمرء إلى الهلاك والبوار في الآخرة . عن أبي هريرة قال : ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم " . (مسلم) . وهذا الحب يبدأ بترتيب هرمي من أعلى إلى أسفل فقضية الإيمان مرتبطة بالخالق سبحانه فأول الحب يجب أن يكون له ولرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهما رأس الهرم ثم التدرج إلى القاعدة " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما , وأن يحب المرء لايحبه إلا لله , وأن يكره أن يعود في الكفر ... كما يكره أن يقذف في النار " (البخاري) . هذه الأسس الثلاثة هي مناط الإيمان وقواعده الأصولية وفي حال نقص واحدة منها يتعثر الإيمان فالأولى متعلقة بحب الخالق ونبيه الكريم والثانية متعلقة بحب المؤمنين على قاعدة الولاء والبراء فالحب مشروط في هذه القاعدة بالله تعالى والثالثة متعلق بحب الإيمان والعمل الصالح والشريعة وقد ذكرت بطريقة إشارية توحي بالمعكوس فحينما ذكر كراهة الكفر دل ذلك على حب الإيمان وهذا من إيجازه وبلاغته ـ صلى الله عليه وسلم .

وحينما ربط الإسلام قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق بالحب دل ذلك الأمر على أهمية تلك القاعدة في تكوين جسور العقيدة والعبادة والأخلاق لأن النتائج كلها تتكئ على الحب فلولا حب الله ما كان الإيمان ولولا حب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما كان هناك اتباعا ولولا حب الشريعة ما كان هناك عملا صالحا فصح من خلال هذا الطرح عظمة الحب ودوره في بناء الحياة وزرعها بحدائق الثراء والازدهار في كل المجالات المختلفة عقيدة وشريعة وقيما وأخلاقا وعملا وازدهارا وأمنا واستقرارا وقد زاوج الإسلام من حيث نظرته للحب بين النظرة الكلية والجزئية وبعدما ألمحت إلى تلك النظرة الكلية للحب من خلال ارتباطها بحب الخالق ورسوله وشريعته أحاول أن أسبر تلك الأعماق الجزئية التي تربط الحب بكل مسارات الحياة فهناك شبه كبير بين الشرايين والأوردة التي تربط الجسد بالقلب جمعا وتفريقا وبين الحب وتشعبه في مسارات الحياة وارتباطه بالخالق وشريعته فكل حب ليس له نسب إلى الله فهو محض الهوى والزور وشتان بين حب الله وحب إبليس وحب الطاعة وحب المعصية وحب البر وحب العقوق وحب العفة وحب الرذيلة فهناك قوتان متضادتان في النفس البشرية قوة حب الخير وقوة حب الشر الأولى تتعلق بالخالق سبحانه والثانية بالشيطان لعنه الله .

وحقيقة الحب تعتبر من الحقائق الكبرى التي تبنى عليها أسس الحياة وقواعدها المتينة ولا أكون مبالغا إذا قلت بأن الحب هو أساس الكون بسماواته وأرضيه فالكهربية والمغناطيسية هي المنظمة لمسار الأفلاك والمجموعات ابتداء من الذرة وانتهاء بالمجرة والحب هو الكهربية والمغناطيسية المنظمة لحياة الإنسان وفي حال الانفلات عن النظامين فالمصير الدمار والهلاك " ... ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مكان سحيق " الحج آية 31... إنه القانون الكبير الذي يربط الكون والحياة بإله واحد فالفلك الإيماني القائم على الحب للخالق يشبه الفلك الطبيعي الذي ينتظم الذرات والمجموعات والمجرات في هذا الكون الكبير وفي حال الشذوذ والانفلات عن الارتباط بالفلكين الإيماني المتعلق بالإنسان والطبيعي المتعلق بالكون فالمصير واضح هو الخطف أو الانحدار إلى الهاوية وكلا الفلكين ممسوك بأمر الله وقبضته ..." ألم تر أن الله سخر لكم مافي الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم " الحج آية 65 ...ومن هذا المغزى نجد مظاهر الحياة كلها تقوم على هذا المعنى فالمد والجزر في البحار يتعلق بالجاذبية بين البحر والقمر وتدلي الثمار ونضوجها واحتضان الجبل لساقية الوادي وتبادل الليل والنهار وتلبد السحب وسقوط الأمطار وجريان الجداول وإنبات الزروع والثمار كل تلك المظاهر الكونية تعبر عن تناسق وتعاون دائمين يتولد عن ثنائية التلامس الكوني لبناء الحياة ورفدها بمقومات العيش والثراء غير المحدود .

وحينما ننظر بتمعن في جداول الحب وسواقيه الخالدة نلحظ ذلك التغلغل الشامل لذلك التيار الكهربائي ذو المغناطيسية الجاذبة يضيء ثكنات الحياة ويربط بين أجزائها بقوة كبيرة تعمل على الجذب والشد إلى حظيرة الأمن والاستقرار حيث نلحظ بشاشة الحياة واستنارتها من خلال البسمات المتبادلة وإشاعة المرح الظاهر والأفراح العامة التي تنطلق من قوام تلك الروافد الحية المنطلقة من سيمفونيات عازفة تسري بأصوات الغناء الحالم المتردد على إيقاعات الحب المغروسة في جزئيات الحياة وكم تذهلنا تلك الإيقاعات الفنية المتراقصة بين الأم ووليدها وبين الإلفين المتناغمين في عش الزوجية الجميل فالأمومة والزوجية من القوانين الطبيعية لدينامكية الحب تتجلى بصورة مطردة في كل الكائنات الحية بمختلف تكويناتها الفسيولوجية ... فالحياة في ظل الحب مسرح للأفراح ومرقص للغناء ومحضن للسعادة تذهلنا عروض تلك اللوحات ذات الإيقاعات الرائعة بفنها المرتسم على شفاه المخلوقات والذي يتجسد أمام أعيننا من تلك اللوحات الحية المتمثلة في مرح الطفولة الغاني وترجيعات القصائد المتقنة من همسات الأوراق واهتزاز الأزهار وتغريد العصافير وسريان الجداول وتشكل السحب وسقوط الأمطار ... فالسماء تحنو على الأرض وتمنع عنها أخطار الأشعة والقذائف المميتة من الفضاء الخارجي والسحب تبتسم فترسل دموعها بغيوث الخير لتحيي الموات وتنبت الزروع والأرض تحضننا كأم رؤوم وتحفظنا ليلا ونهارا والأشجار تحنو علينا بظلها الوارف وتساقط علينا ثمرا جنيا والبحر يذلل لنا بثبجه فنعبر عليه في أمن وسلام ويلين لنا باطنه فيخرج لنا الدرر البهية ويطعمنا لحما طريا والشمس ترسل أشعتها للإضاءة وتنمية الغذاء وتطهير الأرض وتنظيم الحياة للمعاش والكسب والقمر يرسل علينا نوره الشاعري فيولد في مشاعرنا الأحلام ويفعمنا بالجمال والجلال ويتدرج علينا في ثنائيته المتناغمة مابين هلال إلى بدر ومن بدر إلى هلال .

ولنعد قليلا إلى تلك العلاقة الربانية بين العبد وربه وهي علاقة مرتبطة بالإيمان تكشف عن حقيقة ثابتة طالما جهلها الناس إنها علاقة الحب بين الخالق والمخلوق تربط ذلك القانت في محراب العبودية بمعبوده الحق في ثنائية مغلقة تفتح من خلالها قنوات التواصل بين العابد والمعبود تتجسد في حب يخصب بالثراء الإيماني وبالمواهب الإلهية الرحبة قال تعالى: " من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم " المائدة آية 54.

فالآية واضحة في تجلياتها الإيمانية وذلك الشرط المحتوم أمر قطعي ففي حال ارتداد الأمة عن الصراط المرسوم للهداية تنقطع صلة الحب الأمر الذي يترتب عليه الإتيان بأمة أخرى تتوفر فيها صفات التمكين من أخص صفاتها " يحبهم ويحبونه " , " أذلة على المؤمنين " , " أعزة على الكافرين " , " يجاهدون في سبيل الله " ’ " ولا يخافون لومة لائم " فجوهر الحكمة ومحك التكليف واضح من خلال هذه الصفات العظيمة لأمة التمكين وهذه الخمس الصفات تتقدمها صفة المحبة وتنتهي بالشجاعة والثبات على الجهاد لا يخافون لومة لائم من أي قوة مهما بلغ جبروتها وقوتها العسكرية والاقتصادية لأنهم مستندون إلى القوة الإلهية المطلقة فأصبحوا من أولياء الرحمن الذين وصفهم بقوله : " من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ...وما تقرب عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ...ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه , فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ’ ويده التي يبطش بها ’ ورجله التي يمشي بها ’ ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعذينه " البخاري . هذه هي المنزلة العظمى بدرجاتها العليا يستحق بها العبد الغوث المباشر والنصر اليقين يعيش في معية الله تحيط به العناية الإلهية المباشرة فيكون سمعه وبصره ويده ورجله وسؤاله واستعاذته تصل مباشرة إلى الله فتستجيب له القدرة الإلهية في نفس اللحظات المتراسلة مع الخالق وهي قيمة إيمانية عالية استصدرت الحب والصفاء المتجلي بالعبادة والاعتقاد السليم المنطلق من قلب عامر بالله في كل أحواله فلا يركن إلى ظالم ولا يسقط في مستنقعات الحياة الآـسنة ينبت قلبه الزرع الحسن متكئا على شجرة التوحيد الخالدة بكلمات أرق من النسيم في رواق السحر وأزكى من ضوء الشمس في رابعة النهار " أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ إبراهيم آية (24) .

تعاضد الحب والإيمان فأنجبا شجرة العقيدة الوارفة تلك الشجرة ذات الأصل الثابت والفرع الباسق في السماء لقد نبتت هذه الشجرة في تربة الحب الرحبة في قلوب المخلصين تسقى بجداول الإيمان المتدفقة فتورق بالحق وتثمر بالهداية وتظلنا بظلال التوحيد الباردة ذات النسائم الرطبة والأجواء الربيعية الفاتنة فنسير في ظلالها في أمن وسلام لنشق الطريق المرسوم حسب التعاليم المبثوثة والخارطة المرسومة في كتاب الله وهدي نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لقد خطا الركب الميمم وجهته إلى الخالق مع الحادي المترنم بنشيد التوحيد فيطرب القوافل ويهيج المهج ويسعد النفوس فتمور الخواطر المفعمة في القلوب فتتراسل مع المقل المخضلة بالدموع فتسيل جداول المآقي بفيوض حارة أخلت النفوس من شوائب الهوى وأخلصت وجهتها للسير إلى الله في رغبة جامحة وشوق عارم فحلقت بأجنحة النور في سماء الملكوت تتجاوب مع لحن ملائكي يترنم بتقديس الخالق في عبودية خالصة وخضوع متناه في الخشوع والقنوت والاستسلام .

وركب سروا والليل مرخ رواقه على كل مغبري الموارد قاتم
حدوا عزمات ضاعت الأرض بينها فسار سراهم في ظهور العزائم
أرتهم نجوم الليل ما يطلبونه على عاتق الشعرى وهام النعائم
فعموا حمى لا ينبغي لسواهم وما أخذتهم فيه لومة لائم

لقد ولد الحب في نفوس المحبين ثورة عارمة ثورة قدسية تنطلق بالإخلاص وتسارع بالعمل وتقترن بالخيرات تعقد الخطى بيقين وتتوجه بشوق وتنطلق بفرح وتقدم التضحيات ببسالة وترفد الحياة بعطاء غير مجذوذ اتخذوا من التقوى وقاية من النار ولباسا من النور ودليلا إلى الجنة وشوقا إلى الله فتهامست المشاعر في ظلال الحب وتعانقت أفياء العقول والأرواح تتسامق علوا وتخف انطلاقا بواسطة أجنحة نورانية تحلق في سماء الخلود فتفتحت الأبصار على تلك الرياض الغناء فازداد اليقين ثباتا والعزم انطلاقا وابتهجت الأرواح وهي تسبح في ملكوت الخالق فكانت كالأقمار المتجلية تضيء يقينا وتندى حبا وتزيد إشراقا وبهاء .
"... إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ الأنبياء آية (90) " وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ " آل عمران آية (133) ... " إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِرًا لِأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآَتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (122) ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ " النحل آية (120) ــ(123) . إلى قوله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ النحل " ِآية (128)

المسارعة إلى الخيرات ودعوة الله رغبا ورهبا والخشوع القانت مع المسارعة إلى المغفرة والجنة الواسعة العريضة والاتصاف بالتقوى هذه الصفات من أخص لوازم السفر إلى الله تلك هي صفات الأنبياء فقد اتصف بها آل زكريا وكل الأنبياء ومن ثم جاءت الدعوة العامة في الآية 133من آل عمران بالمسارعة إلى المغفرة والجنة ثم ميزت الآية 120 من سورة النحل دعوة أبينا إبراهيم وتفرده في خط السير إلى الله كونه كان أمة وحده متصفا بالقنوت والحنيفية السمحة التي تجافت بالميل عن الشرك والضلال واتخذت صراط الله المستقيم سبيلا للسير إلى الله فقد أوحى الله إلى نبيه محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ باتباع ملة إبراهيم حنيفا لأنه هو الذي سمانا المسلمين من قبل فالله سبحانه معيته مع الذين اتخذوا سبيل التقوى والإحسان فركبوا سبل الحب فانطلقوا مغردين وكأن حالهم يردد قول القائل:
عذابه فيك عذب وبعده فيك قرب
وأنت عندي كروحي بل أنت منها أحب
حسبي من الحب إني لما تحب أحب

فالحب الذي امتلأت به قلوب الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين لخالقهم قد أهلهم لتحمل المسئولية لاسترخاص النفوس وبذل التضحيات في سبيل الله فالحب هو الدينامو المولد للطاقات البشرية التي تبذل في العمل الدائب لتحقيق الأهداف وحصد النتائج الحاصلة على التميز في رحاب الحياة فحب الجندي للشهادة استرخص جسده وحب المصلي للعبادة تغلب على شهوة النوم وحب الصائم للأجر منع النفس عن الطعام والشراب وحب التاجر للصدقة استرخص المال وحب الحاكم للعدل ضحى بمكاسبه وامتيازاته وحب المرء للحج ضحى بالمال والوقت وتغلب على بعد الطريق وهكذا دواليك كل عمل ناجح وراءه دافع الحب فالأنبياء عليهم السلام بدافع حبهم لتبليغ دعوة الله جعلهم أكثر الناس تضحية فإبراهيم دخل النار وموسى نجى من قتل وعيسى صلب ويحيى ذبح ويونس ألقي في بطن الحوت وهود ابتلي بعاد وصالح بثمود ونوح مكث ألف عام إلا خمسين في الاستهزاء به والتكذيب بدعوته فالحياة كلها قائمة على روافد الحب وفي حال الجدب تسيء الحياة وتقحل النفوس وتربد السماء وتستحيل العلاقات البشرية إلى الوحشة وتنقلب البشاشة إلى عبوس والأفراح إلى أحزان والرياض الغناء إلى صحار قاحلة وتسود الدنيا بعواصف الأحقاد فتسري ريح الشر تعربد في مسار الحياة وتتوحش النفوس وتحول الأرض إلى قطيع من الذئاب يأكل القوي الضعيف والغني الفقير والكبير الصغير .