الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٩:٠٨ صباحاً
ماذا بعد ؟ سقطت غزة  إمارة إسلامية أم صومال جديد ؟
مقترحات من

تحليل مُطوّل ..

ماذا بعد ؟ سقطت غزة إمارة إسلامية أم صومال جديد ؟

قد يعجبك أيضا :

انطلاق منصة (مال) للعملات الرقمية المشفرة برؤية إسلامية

الحوثيون يستنجدون باحفاد بلال لرفد الجبهات...ماذا يحدث؟

مصدر ميداني يكشف حقيقة سيطرة الحوثيين على الجوبه!

شاهد الصور الأولية للحوثيين من أمام منزل مفرح بحيبح بمديرية الجوبه عقب سيطرتهم عليها

عاجل...التحالف العربي يعلن تدمر مسيرة حوثية

�راحنا الغائرة في اليمن التي تنزف ببذخ في صعدة وتقاتلنا البشع الصامت في كل مناطق البلاد إلا أننا نهتم بما يحدث في فلسطين كقضية جوهرية تجمعنا جميعا ويمن برس إذ ينقل هذا التحليل عن الوضع في غزة فإننا لا نتبناه بقدر ما نفتح الباب للنقاش ولن نتوانى عن نشر ي مادة تأتي كرأي او كرد على ما جاء في طيات هذا التحليل مهندس الكتائب: ماذا بعد .. ؟ سقطت غزة .. إمارة إسلامية .. أم صومال جديد ؟ تحليل مُطوّل .. بداية .. نترحم على كافة شهداء الأجهزة الأمنية الشرعية ، والذين قاتلوا بشراسة واستبسال ، لكن حصل ما أراد الرأس الكبير .. واستشهد العشرات وأعدم مثلهم .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ... أما بعد .. سقطت غزة .. وتهاوت .. وبدت الأجهزة الأمنية في حالة ضعيفة للغاية .. سقطت غزة وسقط الحلم الوطني الكبير .. سقطت غزة وسقطت معها أحلام الوطنيين .. سقطت غزة وتهاوت .. سقطت غزة وبدأ الناس لا يفكرون سوى بأمر واحد .. ماذا سنفعل بعد !! .. إن الحالة الغزّية حالة فريدة من نوعها .. وهو للأسف ما أضرها وما سيضرها .. الحالة الغزّية لا يمكن تفسيرها بأي صورة كانت ، وبأي تفسير كان .. لأنها حالة معقدة .. حالة غريبة .. حالة غبية أيضا ً .. بل حالة بلا ملامح !! .. إن ما حصل في غزة إن كان يعبّر فإنما يعبر عن الحالة المزرية التي وصلت بها الأحوال .. فحماس بدت وكأنها تحارب العدو الإسرائيلي .. لا بل أقسم برب العزة أكثر .. الأساس الوطني والتربية الوطنية التي تربينا عليها لم نشهدها ولم نسمعها عندهم .. بل تحولوا الى قتلة ومصاصي دماء وحثالات تجوب شوارع غزة بسلاحها ولا هم لها ولا قرار معها سوى القتل والإعدام .. ليس إلا . إن غزة وفي صورتها الحالية لا تنتظر سوى .. الموت .. القتل .. الدمار .. وبكل الحلول والأحوال ستشاهد تلك الحالات بل وأكثر .. صوت المواطن الغزّي لا يخرج عن جهاز الحاسوب أو عن غرفة في منزله ، أو قعدة شاي وأرجيلة !!!. . نعم .. الوضع الحالي والذي وصلت اليه غزة يشارك الجميع فيه .. ساسة .. قادة فصائل .. مواطنين عاديين .. بل وكل من قال عن نفسه أنا فلسطيني ... الحالة التي وصل اليها قطاع غزة حالة مأساوية لم يتوقع أي منا أن نصل اليها في أشد وأحلك الظروف حتى ، بل وحتى من كان يائسا ً لم يتوقع تلك النهاية المأساوية .. إنها العراق 2 .. المتتبع للأحداث ومنذ بدايتها كانت غاية في التشابك وغاية في العهر الأخلاقي لدى قادة حماس ، فهم أعلنوا اتفاقا ً صامتا ً ( كما أسلفنا وتحدثنا) مع اسرائيل ، وكانت في جعبتهم السرية الكثير الكثير ليقوموا به .. فكان اتفاقهم السرّي لضمان احتلال قطاع غزة ,, وكان اتفاقعهم السري كي لا يُعكر عليهم الطيران الحربي ما سيقوموا به من غزوات ، وكان اتفاقهم السري أيضا ً أن يقوم الصهاينة بنقل الصراع الى الضفة ويبدأوا باغتيال القادة الفتحاويين هناك ، بأن يقتلوا كل من يقول أنا ابن كتائب شهداء الأقصى .. نعم هكذا كان اتفاقهم .. حماس أصرّت على وقف النار وساعدها في ذلك أبو مازن .. قائد جيش لحد !! .. نعم أسموك يا أبا مازن بلحد وشبهوك به .. وأنت وللأسف تتبادل القبلات وتسوّق للحكومة التي أقلتها أخيرا ً .. !! إن ما حصل في غزة من انتصار وهمي لحماس إن دل ّ فلا يدل إلا على عهرية أهدافهم ودناءة أخلاقهم ، بل ومدى تشبثهم بالأجندات الخارجية والأجندات اللاوطنية ، ومدى تشبثهم بفكر منحل أخلاقيا ً بفكر منحل وطنيا ً ، بفكر لا يُمكن أن يُجاوز حدود التخلف والرجعية واللاوطنية . حماس في غزة الآن وبتشبيه منطقي وواقعي كما المحاكم الإسلامية في الصومال ، والفرق الوحيد أن المحاكم الإسلامية لم تكن في الحكم وأرادت الوصول إليه بعهر أخلاقي ، أما حماس وقادتها كانوا في الحكم وأرادوا أن يكونوا أكثر وأكثر في الحكم .. فمن بالله عليكم أكثر عهرا ً .. حماس أم المحاكم .. إنها حماس لا ريب .. الأوضاع الآن تتجه إلى محاور عدّة ومحاور مجهولة .. سأسرد بعضا ً منها ومدى جاهزية الجميع للانقضاض على الحلم الوطني الكبير ، ومدى الانحطاط الاخلاقي لدى الكثيرين في تدمير القضية الفلسطينية وتدمير الوطن وتدمير الحلم الفلسطيني .. المؤامرة بدأت منذ عام ونصف من الآن ..سنستذكرها معا ً .. بدأت المؤامرة منذ اقرار الانتخابات التشريعية ، وبدأت وكما تذكرون بعدم جاهزية حركة فتح للانتخابات ووصول مئات بل آلاف التحذيرات لأبو مازن بأن فتح غير قادرة الآن على الانتخابات التشريعية فلتوقف تلك الانتخابات لريثما يتم اصلاح البيت الفتحاوي .. المؤامرة الأولى والكبرى : لكن ، وبعنجهية ودون تفكير ، أصرّ أبو مازن على ذلك ، وبدأ بمواجهة كل حركة فتح في سبيل انفاذ ما يُريد ، وفعلا ً ذهب الى ما يريد .. وفازت حماس وأُعلن المجلس التشريعي مجلسا ً أخضرا ً دون أي منافس .. بدأت بعدها حروب الكر والفر ، فحماس تصورت أن العالم بأسره سيقف معها فبدأت بوضع عراقيل كبرى لتشكيل حكومة وطنية ، وآثرت أن تجعل حكومتها أول حكومة فلسطينية بطابع سياسي ولون سياسي واحد .. وهو ما لم تعتد عليه الحكومات السابقة جميعا ً ، فكانت حكومة حماس . بدأت حكومة حماس بالمؤامرة منذ اليوم الأول فقُطعت الوراتب رغم وصول الأموال بصورة غير مسبوقة ، لكنها ذهبت الى قادة في حماس .. ليس إلا ليوصلوا الحال الى ما وصل اليه الآن وهو الحرب ..!! بدأت بعدها محاولات فتح في المعارضة .. وكانت معارضتها ايجابية دوما ً ولم تكن كالمعارضة العربية التجريحية ، أو حتى لم ترد جزءا ً مما تعرضت له حكومات رأستها فتح سابقا ً كانت حماس هي القوة المعارضة فيها .. وكان لفتح السبق دوما ً في الحفاظ على الوحدة الوطنية لأنها دوما ً لا تريد سوى القضية ولا تريد سوى الوطن .. وهو ما خُلقت لأجله فتح .. وخُلقت لأجله الثورة .. إن تلك المؤامرة والمسماة الانتخابات وفوز حركة حماس فيها ، كانت المؤامرة الأولى وسيدة المؤامرات ، وهي أم جميع المؤامرات التي تلت تلك المؤامرة .. كل تلك المؤامرات كانت تستهدف فلسطين .. كانت تستهدف القضية الفلسطينية .. كانت تستهدف الحلم الفلسطيني .. المؤامرة الثانية : القوة التنفيذية ، واشتباكات مسلحة وتأسيس لحالة الاقتتال الداخلي .. بدأت بعد ذلك عمليات الإجرام المنظم تحت مسمى قانوني ، فأنشأ حقيرهم صيام ما يسمى بالقوة التنفيذية ، وبدأت تلك القوة السوداء صاحبة السلاح الأسود بعملياتها الإجرامية ليل مساء فقتلت العشرات وطاردت المئات ، قتلت الغريب أبو المجد ، وقتلت النساء وقتلت الأطفال .. أسست بعدها لحالة اقتل وتصالح وأقم اتفاقيات !! .. نعم ، تم التأسيس لحالة من الحرب اللامنتهية ، وبدأت الأمور تأخذ منحى أكثر خطورة ، فبمعدل كل شهر كانت هناك حوادث لاطلاق النار ، بل أن الشارع الفلسطيني كانت تأخذه الغرابة ان توقف المسلحون عن عملياتهم الإجرامية بحق الوطن والمواطن . الحالة تلك أسست لها حماس وبتخطيط غاية في التعقيد ، وللعلم بدأوا بالتخطيط أيضا ً لنقل التجربة الى الضفة الغربية ونجحوا في بداياتها فعلا ً وأسسوا ما يسمى تنفيذية هناك ، لكن كان اخواننا في الأقصى لهم بالمرصاد فأحبطوا تلك المحاولات .. وإلا لتحولت الضفة الى غزة 2 وتصبح عراق 3 !! .. تلك الحالة أُسست على أساس أن يتركوا خطا ً للعودة في أي قتال يقومون به ، ولمعرفتهم المسبقة أنهم الخاسرون حتى ولو انتصروا .. ( وهو ما سأوضحه لاحقا ً ) .. فكانوا يقتلون عشرين مسلحا ً ليذهبوا لأبو مازن من منطلق قوة ، ليقولوا له نستطيع فعل كذا وكذا بك وبقواتك .. فلتعطنا كذا وكذا .. أسس أبو مازن وللأسف تلك الحالة معهم وبناها أيضا ً ، وإلا لو أراد لمن اليوم الأول لتلك الاشتباكات وتلك الحالة التي أسسوها لوضعهم عند حدهم وأوقفهم وأوقف خططهم .. لكن أبو مازن دوما ً بقلب ضعيف .. ويعتبر أن على الكل الوطني المشاركة في الثورة والتحرير وإنعاش القضية الفلسطينية .. للأسف لا يعرفهم جيدا ً .. تلك كانت الخطوط الواضحة للمؤامرة الثانية ، فتم انشاء قوات البيشماركا ، وقامت تلك العناصر بالمجازر وعمليات القتل المنظم والموجه .. فكانت تلك المؤامرة خيطا ً من المؤامرة الكبرى .. المؤامرة الثالثة : اتفاقات تتهاوى جمعها اتفاق مكة .. يوميا ً وكما ( أم العروس) كان القيادات من الطرفين يجتمعون لوقف قتال هنا أو هناك ، بل وكانوا يشاهدون وجوه بعضهم البعض أكثر ما يشاهدون زوجاتهم وأبنائهم .. اتفاق تلى اتفاق ، ومؤامرة تتلوها مؤامرة .. كانت حماس تلتقي بوفود فتح وتوزع عليهم القبلات وتوزع عليهم آياتٍ من النفاق .. وتخرج باتفاق معهم .. وهم يطلقون العنان لقواتهم الانقلابية بحفر الأنفاق أسفل خنادق الأجهزة الأمنية ، بل ويقومون بشراء الأسلحة من أموال امتصوها بدماء الشعب الفلسطيني ، وكانوا رغم ذلك كالثعالب .. يعطونكم القبلات ويعطونهم الأوامر .. ومن كثرة تلك الاتفاقات كنا جميعا ً وكما العارفين بأساليبهم يومين من إطلاق النار يتلو ذلك اتفاق وهكذا دواليك .. حتى ملّت الناس ذاك الروتين المقرف .. لم يكن بالتأكيد العامة يعرفون بحجم ما تسرّه حماس لقوات الأمن ، ولم يكونوا عارفين بحجم المؤامرة على القضية والوطن والمواطن على حد سواء .. وكانت الكذبة الكبرى .. اتفاق مكة ، وما تلاه من حكومة كاذبة حُلّت اليوم بقرار جريء من عبّاس ، كذبة اتفاق مكة حاولت حماس مرارا ً التملص منها ، ولولا مجهود عباس ورفاقه لما تم الاتفاق ، فالرئيس محمود عباس كان الأكثر الحاحا ً لاتمام الاتفاق ، وفعلا ً تم الاتفاق .. توزيع حصص ، اعطاء مناصب .. والطامة الكبرى .. انه اتفاق الكذبة !! .. قام الجميع بالحلف على باب الكعبة على عدم عودة الاقتتال ، وتبين كذبهم .. كانوا يجلسون واياكم في مكة ، ويعطون الأوامر للجعبري بحفر النفق لاغتيال أبو مازن ، وأوامر لسين بحفر النفق للدخول الى السرايا وصاد لحفر نفق للدخول إلى مقر الوقائي و و و .. فهل هؤلاء يملكون شرفا ً وطنيا ً ... لا ورب العزة .. بل هم أكثر عهرا ً من غيرهم .. اذا ً كانت كذبة اتفاق مكة ، وظهر جليا ً عدم رضا طرف ما في حماس على ما حصل لأنهم خرجوا خاليو الوفاض ، فبدأت معركة كسر العظام .. وكان ما كان .. المؤامرة الرابعة / وزير الداخلية ورشيد أبو شباك .. وكانت المؤامرة القبل الأخيرة ، محاولين انتزاع قرارا سياسية وعسكرية أخرى ، فكانت لعبة استقالة وزير الداخلية .. كانت اللعبة بأن يعلن القواسمي استقالته من حكومة الوحدة وستعد تلك الاستقالة بالتأكيد ضربة بحق تلك الحكومة كأول استقالة فيها ولأهم وزارة فيها .. حاول هنية وعبر قيادات من حماس انتزاع اعترافا ً بقوات البشماركا من عباس اضافة الى سبب المشكلة الرئيسية رشيد أبو شباك ، فقد قامت المشكلة لأجل اقالته أو تنحيته عن منصبه كمسئول للأمن الداخلي .. فحصلت حماس على ما تريد .. فتم تنحية أبو شباك وارساله سفيرا ً لفلسطين .. وكانت تلك بداية المؤامرة الكُبرى ، وبداية الرضوخ لمطالب حماس .. فكان ما كان وانتصرت حماس في ابتزازها لأبو مازن وأقال رشيد أبو شباك وأُقيل أيضا ً وزير الداخلية .. وكانت الطامة !! .. المؤامرة الخامسة / خطة أمنية لعباس ترفضها حماس وتجهضها بالقوة . أعلن عباس نيته فرض الأمن في غزة بالقوة ، فأمر قواته كافة باعلان حالة الاستنفار والبدء بالحملة الأمنية في شوارع غزة وبدأت بالفعل تلك الحملة وكان أهم عناوينها عناوين مدنية ، أي تنظيم الحياة المدنية الفلسطينية .. فخرجت غربان حماس تنعق بأنها ضد الخطة الأمنية العباسية .. وأي خطة .. إنها خطة حفظ الأمن للمواطن !!!! كانت الطامة بأن بدأت حماس بملاحقة تلك القوات في الشوارع وقتلت منهم ما قتلت ، وطاردت منهم ما طاردت ، فانعقدت المؤتمرات واللقاءات وبدأوا باعلان تهدئة أخرى على أساس سحب مسلحي عبّاس من الشارع .. لحقن التوتر !! .. أهو رئيس سلطة أم ( شخشيخة ) بين يدي حماس !! ؟؟ كانت المؤامرتين الرابعة والخامسة هي نقاط التحول في النهج الحمساوي والتي أيقنت في داخلها بأنها تستطيع أخذ كل شيء ومهما كان ثمنه عن طريق الانتصارات العسكرية وعن طريق القوة .. فبدأت بالتجهيز للمعركة الكبرى .. معركة الخيانة .. معركة الانفلات الأمني .. معركة الانقلاب العسكري .. المؤامرة السادسة / دناءة القتل والاعدام تؤسس للحملة الكلبية والمسعورة .. كانت حادثة القاء الشهيد السويركي من عن الطابق الثامن عشر هي الورقة الأولى والرسالة الأولى بأن هذه المرة تختلف عن سابقاتها ، فقد أصبحنا أكثر اجراما ً وأكثر ايلاما ً وسنقتلكم كالسويركي بل أبشع .. فكانت رسائل حماس ، والتي بدأت بكلام الحية على صوت الأفعى بأننا نستطيع احتلال كافة المواقع الأمنية خلال ساعة .. وهي رسائل جاهزة كانت توصلها حماس الى عباس والقيادة الأمنية .. فبدأت الأمور تأخذ منحى أكثر سخونة وبدأت عمليات القتل وبلا رحمة لجنود ذنبهم الوحيد أنهم يدافعون عن شرفهم داخل جهازهم الأمني .. فيعدموا وبلا رحمة وبلا قلب .. واستمرت الاشتباكات .. .. وكان ما كان .. ولكن لماذا كان ؟؟ النهاية المأساوية .. حماس والمقار الأمنية .. ماذا استفادت وماذا ستفعل ؟؟.. إن نظرنا إلى مجريات الأمور منذ بداية الحرب وبداية الاقتتال ، لوجدنا أن الأمر مخطط له مسبقا ً بل ومحكم وبخطة غير قابلة للفشل .. بدأت الهجمات على الأجهزة والمقرات الأمنية وبتوزيعة محكمة ، فبدءوا بالمواقع الضعيفة ولعبوا لعبة اعلامية حقيرة ليصوروا الأمر وكأنه انتصار كبير وأنهم احتلوا مواقع كبرى للأمن الوطني أو أي جهاز أمني آخر .. لا شك أنهم لم يحصلوا حتى على المواقع الصغيرة ذات التحصين الضعيف جدا ً إلا بشق الأنفس وبشتى صور التعذيب والقتل المنظم ، فهم كمصاصي الدماء لا يرويهم أي قتل .. بل يرويهم مجازر كاملة .. فبدأت مرحلة ( تحرير المواقع اللحدية ) ، وبدأوا بقتل وحرق كل ما يرونه أمامهم .. كانت المعركة في اليوم الأول كر وفر ، فيقتلوا هنا ويرد جهاز أمني ما بالقتل هناك .. وهكذا كانت المعركة متوازنة في القتل والقتل المضاد .. بدأت المعارك تزداد حدة ، وحتى اللحظة لم يعرف المواطن العادي ما يدور ببال حماس وقيادتها الدموية ، فكان الجميع ينتظر إعلاان التهدئة من الطرفين لأسباب عدّة أهمها امتحانات الثانوية العامة ، وامتحانات طلاب الجامعات .. فكان الجميع غير مبالين بما يحدث في باديء الأمر ، لأنهم جميعا ً كانوا يتوقعوا اعلان تهدئة ليل الأحداث أو صباحها .. وهنا بدأت سياسة الاعلام المسموم !! .. الإعلام .. سقوط لفتح وانتصار لحماس .. اعتمدت حماس على طغيانها وفلتانها وجرائمها على اذاعة ومرئية الأقصى ( الأفعى) التابعتين لها ، فكانتا الأكثر كذبا ً والأكثر تحريضا ً ، وكانت وللأسف خطة اعلامية محكمة وقد نجحوا وباعتراف الجميع في تلك الخطة .. لم يتم توجيه اعلامهم ولو للحظة على امكانية الحوار أو الوحدة بل بدأوا باطلاق العنان لألسنتهم وألسنة كاذبيهم من أعضاء ومستمعين .. فجيش لحد وجيش العميل وجيش الخائن ، القوات الصهيونية القوات الأمريكية ، القوات العميلة .. وهكذا عبارات تقشعر لها الأبدان .. وكأننا نعيش في حرب بين فئتين أو طائفتين .. فئة مسلمة ومؤمنة وأخرى كافرة وملحدة وزنديقة !! .. كانت الحرب الاعلامية هي الأكثر ايلاما ً بالنسبة للمتابعين ، فجميع الفتحاويين بدوا منهارين منذ سقوط أول مقر أمني صغير بيد حماس وذلك للتهويل الاعلامي لحماس ، ولم يكن للأسف لدى فتح اعلام مركزي أو اعلام لتبيان الحقائق .. فكانت الحرب النفسية .. ونجحوا .. الكل يعرف أن الحرب دوما ً لا تكون عسكرية ، بل بالعادة الحرب تكون عسكرية واعلامية ، ويكون الشق الاعلامي منها هو الأخطر والأكثر تأثيرا ً ... حماس نجحت اعلاميا ً في التالي : 1. قلب الباطل حق والحق باطل . 2. تثبيط الهمم والعزائم لدى أبناء الأجهزة الأمنية وأبناء فتح ونجحوا فعلا ً في ذلك . 3. إعتماد لغة التكفير والتخوين أساسا ً لهم ، واعتماد فتاوى القتل وفتاوى تحليل دم الآخر . فعلا ً نجحت حماس إعلاميا ً ، وسقطت فتح إعلاميا ً .. وهو أمر يجب على فتح الوقوف عنده .. فسقوط الإعلام يوازي سقوط المقار الأمنية .. يجب أن نعرف ذلك . نستكمل .. سقطت وكما أسلفنا فتح اعلاميا ً ، وكانت اذاعاتها المتمثلة بالشباب والحرية وسائل اعلامية ضعُفت بسبب عدم وجود مصادر مؤكدة !! .. ربما نجلد أنفسنا كثيرا ً في هذا التحليل .. لكن هذا فقط لأجل فتح ، لا أكثر .. سقوط غزة عسكريا ً .. لماذا ؟؟ .. جميعا ً لم نكن نتوقع ذاك السقوط المدوّي للأجهزة الأمنية والذي كان بمثابة السقوط الأخير لهم ، وبعدها تُعلن الإمارة الإسلامية !! .. 70 ألف عسكري في قطاع غزة لم يُداوم في مقارهم أكثر من ثلاث آلاف في كافة مقرات غزة ، بل ومنهم من خرج وغادر جهازه بعد توارد الأنباء عن هروب بعض القادة ... كانت كافة الأجهزة الأمنية مجهزة بكافة أنواع العتاد العسكري ، والذي جاء بدعم من القوات العربية وعبر اتفاقات دولية تسمح بعبور تلك الأسلحة الى القطاع والسلطة الشرعية ( من اتفاق اوسلو) . نقاط عدّة أدّت الى ذاك السقوط المدوّي وعلى نقاط .. هي كالتالي : ** عدم وجود خطة أمنية منظمة لصد تلك الهجمات . ** عدم اتخاذ وضعية الهجوم منذ البداية انتظارا ً لقرار قيادي لم يأت إلا في الوقت الضائع ، وهو ما أضعف القوات الأمنية التي باتت في موقف الدفاع عن النفس فقط !. ** عدم وجود روابط مشتركة واتصالات متواصلة بين الأجهزة الأمنية فيما بينها ، فلا اتصال بين الوقائي والمخابرات مثلا ً .. وهو أثّر بشكل كبير على العمل وعلى التنسيق . ** تسريح عدد كبير من الجنود من مواقعهم ، وهو ما فُسّر بالمؤامرة .. وفعلا ً كان قادة الأجهزة الأمنية يعرفوا ما يدور في الكواليس !! .. ** السلاح مكدس في مخازن الأجهزة الأمنية فقط ... فمثلا ً إن أراد شرق غزة مدد لا يستيطع الاتيان به لأن السرايا محاصرة .. كمثال توضيحي فقط .. لكن لو تم توزيع الأسلحة وبمخازن سرية على جميع المناطق وأعلنت حالة الاستنفار لتغيرت المعركة . ** القادة الأمنيون وقادة الأجهزة كانوا من أوائل الخارجين عن مقارهم ، فما بالكم بجندي يقاتل حتى الرمق الأخير ورئيسه هرب !! .. ** عدم اعتماد سياسة الرد بالمثل ، فقتل قائد يعقبه قتل مضاد لقائد آخر . ** لعبة الأبراج السكنية لم تكن بصالح القوات الأمنية ، بل كانت ضدها تماما ً وهو ما لم تتقنه الأجهزة الأمنية في اللعبة الأخيرة . ** تكديس السلاح لحماية الشخوص وحسب ، لا لحماية مقرات أو بداية هجوم . ** ظن أفراد وقادة الأجهزة الأمنية بحماس خيرا ً ، وأنها لن تُصبح بتلك الحالة الوحشية .. أو الحالة الكلبية التي وصلت إليها . ** عدم وجود قرار من القيادة .. وهنا مربط الفرس ... تلك الأمور هي التي أدت وبالضرورة الى سقوط غزة ، وسقوط الأجهزة الأمنية فيها .. والجميع يُراهن أنه لو أعلنت حالة الاستنفار قبل أربع وعشرون ساعة من إعلانها .. لكانت غزة بوضع أفضل مليون مرة مما هي عليه الآن . هكذا سقطت الأجهزة الأمنية .. لكن ماذا بعد يا حماس !! ..؟ المتتبع للأحداث ومنذ بدايتها كانت غاية في التشابك وغاية في العهر الأخلاقي لدى قادة حماس ، فهم أعلنوا اتفاقا ً صامتا ً ( كما أسلفنا وتحدثنا) مع اسرائيل ، وكانت في جعبتهم السرية الكثير الكثير ليقوموا به .. فكان اتفاقهم السرّي لضمان احتلال قطاع غزة ,, وكان اتفاقعهم السري كي لا يُعكر عليهم الطيران الحربي ما سيقوموا به من غزوات ، وكان اتفاقهم السري أيضا ً أن يقوم الصهاينة بنقل الصراع الى الضفة ويبدأوا باغتيال القادة الفتحاويين هناك ، بأن يقتلوا كل من يقول أنا ابن كتائب شهداء الأقصى .. نعم هكذا كان اتفاقهم .. حماس أصرّت على وقف النار وساعدها في ذلك أبو مازن .. قائد جيش لحد !! .. نعم أسموك يا أبا مازن بلحد وشبهوك به .. وأنت وللأسف تتبادل القبلات وتسوّق للحكومة التي أقلتها أخيرا ً .. !! إن ما حصل في غزة من انتصار وهمي لحماس إن دل ّ فلا يدل إلا على عهرية أهدافهم ودناءة أخلاقهم ، بل ومدى تشبثهم بالأجندات الخارجية والأجندات اللاوطنية ، ومدى تشبثهم بفكر منحل أخلاقيا ً بفكر منحل وطنيا ً ، بفكر لا يُمكن أن يُجاوز حدود التخلف والرجعية واللاوطنية . حماس في غزة الآن وبتشبيه منطقي وواقعي كما المحاكم الإسلامية في الصومال ، والفرق الوحيد أن المحاكم الإسلامية لم تكن في الحكم وأرادت الوصول إليه بعهر أخلاقي ، أما حماس وقادتها كانوا في الحكم وأرادوا أن يكونوا أكثر وأكثر في الحكم .. فمن بالله عليكم أكثر عهرا ً .. حماس أم المحاكم .. إنها حماس لا ريب .. الأوضاع الآن تتجه إلى محاور عدّة ومحاور مجهولة .. سأسرد بعضا ً منها ومدى جاهزية الجميع للانقضاض على الحلم الوطني الكبير ، ومدى الانحطاط الاخلاقي لدى الكثيرين في تدمير القضية الفلسطينية وتدمير الوطن وتدمير الحلم الفلسطيني .. المؤامرة بدأت منذ عام ونصف من الآن ..سنستذكرها معا ً ..بدأت المؤامرة منذ اقرار الانتخابات التشريعية ، وبدأت وكما تذكرون بعدم جاهزية حركة فتح للانتخابات ووصول مئات بل آلاف التحذيرات لأبو مازن بأن فتح غير قادرة الآن على الانتخابات التشريعية فلتوقف تلك الانتخابات لريثما يتم اصلاح البيت الفتحاوي .. المؤامرة الأولى والكبرى : لكن ، وبعنجهية ودون تفكير ، أصرّ أبو مازن على ذلك ، وبدأ بمواجهة كل حركة فتح في سبيل انفاذ ما يُريد ، وفعلا ً ذهب الى ما يريد .. وفازت حماس وأُعلن المجلس التشريعي مجلسا ً أخضرا ً دون أي منافس .. بدأت بعدها حروب الكر والفر ، فحماس تصورت أن العالم بأسره سيقف معها فبدأت بوضع عراقيل كبرى لتشكيل حكومة وطنية ، وآثرت أن تجعل حكومتها أول حكومة فلسطينية بطابع سياسي ولون سياسي واحد .. وهو ما لم تعتد عليه الحكومات السابقة جميعا ً ، فكانت حكومة حماس . بدأت حكومة حماس بالمؤامرة منذ اليوم الأول فقُطعت الوراتب رغم وصول الأموال بصورة غير مسبوقة ، لكنها ذهبت الى قادة في حماس .. ليس إلا ليوصلوا الحال الى ما وصل اليه الآن وهو الحرب ..!! بدأت بعدها محاولات فتح في المعارضة .. وكانت معارضتها ايجابية دوما ً ولم تكن كالمعارضة العربية التجريحية ، أو حتى لم ترد جزءا ً مما تعرضت له حكومات رأستها فتح سابقا ً كانت حماس هي القوة المعارضة فيها .. وكان لفتح السبق دوما ً في الحفاظ على الوحدة الوطنية لأنها دوما ً لا تريد سوى القضية ولا تريد سوى الوطن .. وهو ما خُلقت لأجله فتح .. وخُلقت لأجله الثورة .. إن تلك المؤامرة والمسماة الانتخابات وفوز حركة حماس فيها ، كانت المؤامرة الأولى وسيدة المؤامرات ، وهي أم جميع المؤامرات التي تلت تلك المؤامرة .. كل تلك المؤامرات كانت تستهدف فلسطين .. كانت تستهدف القضية الفلسطينية .. كانت تستهدف الحلم الفلسطيني .. المؤامرة الثانية : القوة التنفيذية ، واشتباكات مسلحة وتأسيس لحالة الاقتتال الداخلي .. بدأت بعد ذلك عمليات الإجرام المنظم تحت مسمى قانوني ، فأنشأ حقيرهم صيام ما يسمى بالقوة التنفيذية ، وبدأت تلك القوة السوداء صاحبة السلاح الأسود بعملياتها الإجرامية ليل مساء فقتلت العشرات وطاردت المئات ، قتلت الغريب أبو المجد ، وقتلت النساء وقتلت الأطفال .. أسست بعدها لحالة اقتل وتصالح وأقم اتفاقيات !! .. نعم ، تم التأسيس لحالة من الحرب اللامنتهية ، وبدأت الأمور تأخذ منحى أكثر خطورة ، فبمعدل كل شهر كانت هناك حوادث لاطلاق النار ، بل أن الشارع الفلسطيني كانت تأخذه الغرابة ان توقف المسلحون عن عملياتهم الإجرامية بحق الوطن والمواطن . الحالة تلك أسست لها حماس وبتخطيط غاية في التعقيد ، وللعلم بدأوا بالتخطيط أيضا ً لنقل التجربة الى الضفة الغربية ونجحوا في بداياتها فعلا ً وأسسوا ما يسمى تنفيذية هناك ، لكن كان اخواننا في الأقصى لهم بالمرصاد فأحبطوا تلك المحاولات .. وإلا لتحولت الضفة الى غزة 2 وتصبح عراق 3 !! .. تلك الحالة أُسست على أساس أن يتركوا خطا ً للعودة في أي قتال يقومون به ، ولمعرفتهم المسبقة أنهم الخاسرون حتى ولو انتصروا .. ( وهو ما سأوضحه لاحقا ً ) .. فكانوا يقتلون عشرين مسلحا ً ليذهبوا لأبو مازن من منطلق قوة ، ليقولوا له نستطيع فعل كذا وكذا بك وبقواتك .. فلتعطنا كذا وكذا .. أسس أبو مازن وللأسف تلك الحالة معهم وبناها أيضا ً ، وإلا لو أراد لمن اليوم الأول لتلك الاشتباكات وتلك الحالة التي أسسوها لوضعهم عند حدهم وأوقفهم وأوقف خططهم .. لكن أبو مازن دوما ً بقلب ضعيف .. ويعتبر أن على الكل الوطني المشاركة في الثورة والتحرير وإنعاش القضية الفلسطينية .. للأسف لا يعرفهم جيدا ً .. تلك كانت الخطوط الواضحة للمؤامرة الثانية ، فتم انشاء قوات البيشماركا ، وقامت تلك العناصر بالمجازر وعمليات القتل المنظم والموجه .. فكانت تلك المؤامرة خيطا ً من المؤامرة الكبرى .. المؤامرة الثالثة : اتفاقات تتهاوى جمعها اتفاق مكة .. يوميا ً وكما ( أم العروس) كان القيادات من الطرفين يجتمعون لوقف قتال هنا أو هناك ، بل وكانوا يشاهدون وجوه بعضهم البعض أكثر ما يشاهدون زوجاتهم وأبنائهم .. اتفاق تلى اتفاق ، ومؤامرة تتلوها مؤامرة .. كانت حماس تلتقي بوفود فتح وتوزع عليهم القبلات وتوزع عليهم آياتٍ من النفاق .. وتخرج باتفاق معهم .. وهم يطلقون العنان لقواتهم الانقلابية بحفر الأنفاق أسفل خنادق الأجهزة الأمنية ، بل ويقومون بشراء الأسلحة من أموال امتصوها بدماء الشعب الفلسطيني ، وكانوا رغم ذلك كالثعالب .. يعطونكم القبلات ويعطونهم الأوامر .. ومن كثرة تلك الاتفاقات كنا جميعا ً وكما العارفين بأساليبهم يومين من إطلاق النار يتلو ذلك اتفاق وهكذا دواليك .. حتى ملّت الناس ذاك الروتين المقرف .. لم يكن بالتأكيد العامة يعرفون بحجم ما تسرّه حماس لقوات الأمن ، ولم يكونوا عارفين بحجم المؤامرة على القضية والوطن والمواطن على حد سواء .. وكانت الكذبة الكبرى .. اتفاق مكة ، وما تلاه من حكومة كاذبة حُلّت اليوم بقرار جريء من عبّاس ، كذبة اتفاق مكة حاولت حماس مرارا ً التملص منها ، ولولا مجهود عباس ورفاقه لما تم الاتفاق ، فالرئيس محمود عباس كان الأكثر الحاحا ً لاتمام الاتفاق ، وفعلا ً تم الاتفاق .. توزيع حصص ، اعطاء مناصب .. والطامة الكبرى .. انه اتفاق الكذبة !! .. قام الجميع بالحلف على باب الكعبة على عدم عودة الاقتتال ، وتبين كذبهم .. كانوا يجلسون واياكم في مكة ، ويعطون الأوامر للجعبري بحفر النفق لاغتيال أبو مازن ، وأوامر لسين بحفر النفق للدخول الى السرايا وصاد لحفر نفق للدخول إلى مقر الوقائي و و و .. فهل هؤلاء يملكون شرفا ً وطنيا ً ... لا ورب العزة .. بل هم أكثر عهرا ً من غيرهم .. اذا ً كانت كذبة اتفاق مكة ، وظهر جليا ً عدم رضا طرف ما في حماس على ما حصل لأنهم خرجوا خاليو الوفاض ، فبدأت معركة كسر العظام .. وكان ما كان .. المؤامرة الرابعة / وزير الداخلية ورشيد أبو شباك .. وكانت المؤامرة القبل الأخيرة ، محاولين انتزاع قرارا سياسية وعسكرية أخرى ، فكانت لعبة استقالة وزير الداخلية .. كانت اللعبة بأن يعلن القواسمي استقالته من حكومة الوحدة وستعد تلك الاستقالة بالتأكيد ضربة بحق تلك الحكومة كأول استقالة فيها ولأهم وزارة فيها .. حاول هنية وعبر قيادات من حماس انتزاع اعترافا ً بقوات البشماركا من عباس اضافة الى سبب المشكلة الرئيسية رشيد أبو شباك ، فقد قامت المشكلة لأجل اقالته أو تنحيته عن منصبه كمسئول للأمن الداخلي .. فحصلت حماس على ما تريد .. فتم تنحية أبو شباك وارساله سفيرا ً لفلسطين .. وكانت تلك بداية المؤامرة الكُبرى ، وبداية الرضوخ لمطالب حماس .. فكان ما كان وانتصرت حماس في ابتزازها لأبو مازن وأقال رشيد أبو شباك وأُقيل أيضا ً وزير الداخلية .. وكانت الطامة !! .. المؤامرة الخامسة / خطة أمنية لعباس ترفضها حماس وتجهضها بالقوة . أعلن عباس نيته فرض الأمن في غزة بالقوة ، فأمر قواته كافة باعلان حالة الاستنفار والبدء بالحملة الأمنية في شوارع غزة وبدأت بالفعل تلك الحملة وكان أهم عناوينها عناوين مدنية ، أي تنظيم الحياة المدنية الفلسطينية .. فخرجت غربان حماس تنعق بأنها ضد الخطة الأمنية العباسية .. وأي خطة .. إنها خطة حفظ الأمن للمواطن !!!! كانت الطامة بأن بدأت حماس بملاحقة تلك القوات في الشوارع وقتلت منهم ما قتلت ، وطاردت منهم ما طاردت ، فانعقدت المؤتمرات واللقاءات وبدأوا باعلان تهدئة أخرى على أساس سحب مسلحي عبّاس من الشارع .. لحقن التوتر !! .. أهو رئيس سلطة أم ( شخشيخة ) بين يدي حماس !! ؟؟ كانت المؤامرتين الرابعة والخامسة هي نقاط التحول في النهج الحمساوي والتي أيقنت في داخلها بأنها تستطيع أخذ كل شيء ومهما كان ثمنه عن طريق الانتصارات العسكرية وعن طريق القوة .. فبدأت بالتجهيز للمعركة الكبرى .. معركة الخيانة .. معركة الانفلات الأمني .. معركة الانقلاب العسكري .. المؤامرة السادسة / دناءة القتل والاعدام تؤسس للحملة الكلبية والمسعورة .. كانت حادثة القاء الشهيد السويركي من عن الطابق الثامن عشر هي الورقة الأولى والرسالة الأولى بأن هذه المرة تختلف عن سابقاتها ، فقد أصبحنا أكثر اجراما ً وأكثر ايلاما ً وسنقتلكم كالسويركي بل أبشع .. فكانت رسائل حماس ، والتي بدأت بكلام الحية على صوت الأفعى بأننا نستطيع احتلال كافة المواقع الأمنية خلال ساعة .. وهي رسائل جاهزة كانت توصلها حماس الى عباس والقيادة الأمنية .. فبدأت الأمور تأخذ منحى أكثر سخونة وبدأت عمليات القتل وبلا رحمة لجنود ذنبهم الوحيد أنهم يدافعون عن شرفهم داخل جهازهم الأمني .. فيعدموا وبلا رحمة وبلا قلب .. واستمرت الاشتباكات .. .. وكان ما كان .. ولكن لماذا كان ؟؟ النهاية المأساوية .. حماس والمقار الأمنية .. ماذا استفادت وماذا ستفعل ؟؟.. إن نظرنا إلى مجريات الأمور منذ بداية الحرب وبداية الاقتتال ، لوجدنا أن الأمر مخطط له مسبقا ً بل ومحكم وبخطة غير قابلة للفشل .. بدأت الهجمات على الأجهزة والمقرات الأمنية وبتوزيعة محكمة ، فبدءوا بالمواقع الضعيفة ولعبوا لعبة اعلامية حقيرة ليصوروا الأمر وكأنه انتصار كبير وأنهم احتلوا مواقع كبرى للأمن الوطني أو أي جهاز أمني آخر .. لا شك أنهم لم يحصلوا حتى على المواقع الصغيرة ذات التحصين الضعيف جدا ً إلا بشق الأنفس وبشتى صور التعذيب والقتل المنظم ، فهم كمصاصي الدماء لا يرويهم أي قتل .. بل يرويهم مجازر كاملة .. فبدأت مرحلة ( تحرير المواقع اللحدية ) ، وبدأوا بقتل وحرق كل ما يرونه أمامهم .. كانت المعركة في اليوم الأول كر وفر ، فيقتلوا هنا ويرد جهاز أمني ما بالقتل هناك .. وهكذا كانت المعركة متوازنة في القتل والقتل المضاد .. بدأت المعارك تزداد حدة ، وحتى اللحظة لم يعرف المواطن العادي ما يدور ببال حماس وقيادتها الدموية ، فكان الجميع ينتظر إعلاان التهدئة من الطرفين لأسباب عدّة أهمها امتحانات الثانوية العامة ، وامتحانات طلاب الجامعات .. فكان الجميع غير مبالين بما يحدث في باديء الأمر ، لأنهم جميعا ً كانوا يتوقعوا اعلان تهدئة ليل الأحداث أو صباحها .. وهنا بدأت سياسة الاعلام المسموم !! .. الإعلام .. سقوط لفتح وانتصار لحماس .. اعتمدت حماس على طغيانها وفلتانها وجرائمها على اذاعة ومرئية الأقصى ( الأفعى) التابعتين لها ، فكانتا الأكثر كذبا ً والأكثر تحريضا ً ، وكانت وللأسف خطة اعلامية محكمة وقد نجحوا وباعتراف الجميع في تلك الخطة .. لم يتم توجيه اعلامهم ولو للحظة على امكانية الحوار أو الوحدة بل بدأوا باطلاق العنان لألسنتهم وألسنة كاذبيهم من أعضاء ومستمعين .. فجيش لحد وجيش العميل وجيش الخائن ، القوات الصهيونية القوات الأمريكية ، القوات العميلة .. وهكذا عبارات تقشعر لها الأبدان .. وكأننا نعيش في حرب بين فئتين أو طائفتين .. فئة مسلمة ومؤمنة وأخرى كافرة وملحدة وزنديقة !! .. كانت الحرب الاعلامية هي الأكثر ايلاما ً بالنسبة للمتابعين ، فجميع الفتحاويين بدوا منهارين منذ سقوط أول مقر أمني صغير بيد حماس وذلك للتهويل الاعلامي لحماس ، ولم يكن للأسف لدى فتح اعلام مركزي أو اعلام لتبيان الحقائق .. فكانت الحرب النفسية .. ونجحوا .. الكل يعرف أن الحرب دوما ً لا تكون عسكرية ، بل بالعادة الحرب تكون عسكرية واعلامية ، ويكون الشق الاعلامي منها هو الأخطر والأكثر تأثيرا ً ... حماس نجحت اعلاميا ً في التالي : 1. قلب الباطل حق والحق باطل . 2. تثبيط الهمم والعزائم لدى أبناء الأجهزة الأمنية وأبناء فتح ونجحوا فعلا ً في ذلك . 3. إعتماد لغة التكفير والتخوين أساسا ً لهم ، واعتماد فتاوى القتل وفتاوى تحليل دم الآخر . فعلا ً نجحت حماس إعلاميا ً ، وسقطت فتح إعلاميا ً .. وهو أمر يجب على فتح الوقوف عنده .. فسقوط الإعلام يوازي سقوط المقار الأمنية .. يجب أن نعرف ذلك . سقطت وكما أسلفنا فتح اعلاميا ً ، وكانت اذاعاتها المتمثلة بالشباب والحرية وسائل اعلامية ضعُفت بسبب عدم وجود مصادر مؤكدة !! .. ربما نجلد أنفسنا كثيرا ً في هذا التحليل .. لكن هذا فقط لأجل فتح ، لا أكثر .. سقوط غزة عسكريا ً .. لماذا ؟؟ .. جميعا ً لم نكن نتوقع ذاك السقوط المدوّي للأجهزة الأمنية والذي كان بمثابة السقوط الأخير لهم ، وبعدها تُعلن الإمارة الإسلامية !! .. 70 ألف عسكري في قطاع غزة لم يُداوم في مقارهم أكثر من ثلاث آلاف في كافة مقرات غزة ، بل ومنهم من خرج وغادر جهازه بعد توارد الأنباء عن هروب بعض القادة ... كانت كافة الأجهزة الأمنية مجهزة بكافة أنواع العتاد العسكري ، والذي جاء بدعم من القوات العربية وعبر اتفاقات دولية تسمح بعبور تلك الأسلحة الى القطاع والسلطة الشرعية ( من اتفاق اوسلو) . نقاط عدّة أدّت الى ذاك السقوط المدوّي وعلى نقاط .. هي كالتالي : ** عدم وجود خطة أمنية منظمة لصد تلك الهجمات . ** عدم اتخاذ وضعية الهجوم منذ البداية انتظارا ً لقرار قيادي لم يأت إلا في الوقت الضائع ، وهو ما أضعف القوات الأمنية التي باتت في موقف الدفاع عن النفس فقط !. ** عدم وجود روابط مشتركة واتصالات متواصلة بين الأجهزة الأمنية فيما بينها ، فلا اتصال بين الوقائي والمخابرات مثلا ً .. وهو أثّر بشكل كبير على العمل وعلى التنسيق . ** تسريح عدد كبير من الجنود من مواقعهم ، وهو ما فُسّر بالمؤامرة .. وفعلا ً كان قادة الأجهزة الأمنية يعرفوا ما يدور في الكواليس !! .. ** السلاح مكدس في مخازن الأجهزة الأمنية فقط ... فمثلا ً إن أراد شرق غزة مدد لا يستيطع الاتيان به لأن السرايا محاصرة .. كمثال توضيحي فقط .. لكن لو تم توزيع الأسلحة وبمخازن سرية على جميع المناطق وأعلنت حالة الاستنفار لتغيرت المعركة . ** القادة الأمنيون وقادة الأجهزة كانوا من أوائل الخارجين عن مقارهم ، فما بالكم بجندي يقاتل حتى الرمق الأخير ورئيسه هرب !! .. ** عدم اعتماد سياسة الرد بالمثل ، فقتل قائد يعقبه قتل مضاد لقائد آخر . ** لعبة الأبراج السكنية لم تكن بصالح القوات الأمنية ، بل كانت ضدها تماما ً وهو ما لم تتقنه الأجهزة الأمنية في اللعبة الأخيرة . ** تكديس السلاح لحماية الشخوص وحسب ، لا لحماية مقرات أو بداية هجوم . ** ظن أفراد وقادة الأجهزة الأمنية بحماس خيرا ً ، وأنها لن تُصبح بتلك الحالة الوحشية .. أو الحالة الكلبية التي وصلت إليها . ** عدم وجود قرار من القيادة .. وهنا مربط الفرس ... تلك الأمور هي التي أدت وبالضرورة الى سقوط غزة ، وسقوط الأجهزة الأمنية فيها .. والجميع يُراهن أنه لو أعلنت حالة الاستنفار قبل أربع وعشرون ساعة من إعلانها .. لكانت غزة بوضع أفضل مليون مرة مما هي عليه الآن . هكذا سقطت الأجهزة الأمنية .. لكن ماذا بعد يا حماس !! ..؟

الخبر التالي : قدرا أتيت

الأكثر قراءة الآن :

هام...قيادي بارز في المجلس الانتقالي يُعلن استقالته(الإسم)

رئيس مجلس الشورى يحث واشنطن على ممارسة ضغط أكبر على الحوثيين !

منظمة ميون تجدد مطالبتها للحوثيين بفك الحصار على مديرية العبديه

بحوزة سعودي ومقيم...السلطات السعوديه تحبط تهريب شحنة مخدرات ضخمة

الخدمة المدنية تعلن يوم الخميس اجازة رسمية

مقترحات من