الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ٠٣:٥٧ صباحاً

عن مراقصة الثعابين

إلهام الحدابي
الاثنين ، ٠٨ يونيو ٢٠١٥ الساعة ٠٧:٥٠ مساءً
من المضحك المبكي أن يرتبط مصير شعب بمصير راقص لا يفقه في الرقص أو السياسة شيئاً؛ حتى وقت قريب كان الكثير من أعداء صالح يخفون نظرة الدهشة كلما نظروا إلى تتمات الأمور التي آل إليها البلد بسبب حنكته وذكائه السياسي .
اتضح فيما بعد أن كل تلك السمعة الخارقة لم تكون سوى فقاعة صابون تماماً كقدرته على مراقصة الثعابين التي ظن لوهلة أنه بمراقصته لها سيتخلص من سمها..
بمجرد أن قرصته الأفاعي التي كان يراقصها؛ لم يتسمم جسده وحسب؛ تسمم الوطن بأسره !

جاءت شهادة مخبر القاعدة لتزيد من الاستفهامات في رؤوس كثير من اليمنيين؛ صحيح أنها قلبت الطاولة على رؤوس المتراقصين؛ إلا أنها في نفس الوقت خلقت استفهامتها الخاصة لدى مختلف الأطراف؛ كما قال بعض المحققين الأمريكان أن تلك الحقيقة إن ثبتت ستكون مخيبة للآمال لكنها لن تكون مستبعدة !
بالمقابل لنرى مشهدنا نحن كيمنيين ؛ لسنا أمام دهشة حقيقية أمام ما سمعناه؛ إذ أننا نعلم يقيناً أن القاعدة هي فزاعة الحكومة السابقة فقط لتبتز مخاوف الغرب وفق ما يحقق مصلحتها؛ لكن ما يدهشنا حقاً هو استمرار تلك الفزاعة حتى اللحظة رغم سقوط الأقنعة.

في ندوة كانت حول انتهاكات حقوق الإنسان كانت في منظمة هود عرض المحامي اليمني عبد الرحمن برمان العديد من الحالات التي راح ضحيتها الكثير من الشباب بتنسيق حكومي لتأكيد

حقيقة وجود الإرهاب في اليمن؛ مثل هذا الحديث تأكد أكثر من خلال أحد الشهادات التي أوردها المخبر في كيفية تعامل قوات المخابرات الأمريكية مع قضايا الإرهاب في اليمن إذ أنها تتعامل بعشوائية ولا مسؤولية تجاه الكثير من القضايا مع علمها المسبق بالتواطؤ الحكومي إزاء كثير من العمليات الإرهابية في اليمن؛ مثل هذا الموقف يؤكد لمختلف الأطراف حقيقة فشل السياسية الأمريكية في المنطقة ؛ والتي اعتمدت بشكل أساسي على رقصة أخرى لم يفصح عنها البيت الأبيض حتى الآن !

بعد تلك الشهادات التي أوردها مخبر القاعدة؛ ومقارنتها بتأزم الوضع في المنطقة علينا ان نعيد فتح مجال التساؤل القديم: ما المقصود بالحرب على الإرهاب ؟!
سنكتشف بعد قليل من البحث أن ما يسمى بالإرهاب هو في حقيقة الأمر مجرد مبرر جديد للاستعمار بحلته الجديدة؛ هل تتعلق هذه الحقيقة بنوع محدد من الرقصات أو الحروب ؛ من يدري ؛ ربما أنها تكون كذلك بالفعل !
علينا إذا أن نعيد النظر إلى مستوى ثقافتنا في الرقصات بأنواعها؛ وليس في الرقص الشرقي وحسب !