الخميس ، ٠٢ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٤ صباحاً

مابين المرحلتين الانتقاليتين في الجمهورية اليمنية

عبد القيوم علاو
الجمعة ، ٠٨ مارس ٢٠١٣ الساعة ١٠:١١ مساءً

هل هي لعنة اصابت الشعب اليمني بعد لعنة انهيار سد مارب العظيم.........؟
مانشاهده اليوم على الارض اليمنية من المهرة الى صعدة هو نسخة مكررة لما حدث بين عام 1990م وعام 1994م لفترة ما سميت بالمرحلة الانتقالية والتي تحولت الى مرحلة انتقامية من الوطن والمواطن وانتهت بالحرب التي سميت بحرب الانفصال هذه الحرب التي زرعت بذرة الكراهية والحقد بين ابناء الوطن الواحد واجج نارها أولائك المتنفذون ناهبي الاموال العامة والخاصة وقوى الفيد التي استولت على القرار السياسي وحولته الى قرار قبلي عائلي تديره مجموعة متمرسة على الاذلال والنهب والتفنن بالقهر والحرب النفسية التي شنته ومازالت تشنه ضد قوى التحرر من رواسب الماضي ومحاربي الفساد المالي والاداري في الدولة والمجتمع.
اننا اليوم وبلادنا تمر بمرحلة انتقالية ثانية بعد ثورة الربيع اليمني التي قادها الشباب وسميت بثورة التغير هذه الثورة لتي انطلقت وهي تحمل المبادئ والاهداف الوطنية البريئة نحو افق جديد لتأسيس مرحلة الدولة المدنية وكادت ان تحقق اهدافها بعد ان كانت بين قوسين أو ادنى للوصول الى الاهداف التي خرج الشباب من اجلها بهمة وطنية ثورية يمنية بعيدة عن الولاءات الضيقة الحزبية والقبلية والعائلية والمناطيقية.
ولكن القوى المضادة للتغير استطاعت ان تتسلل الى صفوف الثوار بدعوى الخروج عن السلطان ومؤازرة الثوار وحماية الثورة وقوبلوا بترحيب البريئ من قبل شباب التغير( حيوا بهم حيوا بهم) فكان لهم ما سعوا اليه من سيطرة وتحجيم لثورة الشباب السلمية فاحكموا حلقاتهم التامرية بالسيطرة الكاملة على الساحات وتكميم الافواه الثورية بعد ان تقاسموا المناصب وتحاصصوا بالادوار السياسية والادارية.
فدخلت البلاد في المرحلة الانتقالية الجديدة والتي تحولت رويدا رويدا الى مرحلة انتقامية فتعمد ابطالها العمل على التسيب والانفلات الامني في البلاد ونشر الفوضى الخلاقة في المجتمع وعملوا جاهدين على تفرقة الجماعة والمجتمع وزرع الخلاف الطائفي والمناطقي بين ابناء الوطن الواحد من اجل الوصول الى الاقتتال والحرب الاهلية التي خططوا ويخططون لها اولائك الذين لن ترضيهم التنازلات التي حصلوا عليها حتى يتم لهم ما يريدونه لانفسهم واشباع غرائزهم وشهواتهم في سفك الدماء ونشر الخراب في الديار.
اليوم المجتمع اليمني اصبح مقسم بالمحاصصة المتساوية بين عمر وزيد .
(فهناك الحوثيين في شمال الشمال وهناك تنظيم القاعدة في طول البلاد وعرضها وهناك الحراك الجنوبي باقسامه المتعددة وهناك الحراك التهامي الذي نهض من بين ركام القهر والظلم وهناك الطوائف المتعددة والتي لم يكن لها وجود في اليمن الحبيب اخوان وسلفين وووووو الخ) فهل يستطيع المتحاورون ان يصلوا الى ما يتمنىاه الشعب ؟؟؟
نعود ونتسائل من هم المتحاورون في مؤتمر الحوار الوطني ،وهل سنتجنب سلبيات مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد في خمر بعد ثورة 26 سبتمبر المسلوبة من قبل القوى القبلية التقليدية والمتطرفة..؟
وهل يحق لنا ان نتخوف من كلمة حوار والتي كانت تنتهي في آخر المطاف الى حرب اهلية تسفك فيها الدماء وتزهق فيها الارواح وتختفي فيها الشخصيات والهامات الوطنية لتحل محلها قوى الظلام والعمالة والاسترزاق والفيد لتحكم اليمن فهل اليوم كالامس ام ان شمس اليوم اكثر اشراقا وتحمل لنا تباشير التغير الذي حلمنا به وثار شبابنا من اجله ... نتمنى ذلك ؟
هنا نقف عند نقطة وطنية مهمة وهي:
هل الحوار الوطني سوف تديره شخصيات وطنية نزيه بعيدة عن الوصاية القبلية والعائلية والاقليمية والدولية أم ان الادارة سوف تكون بالوصاية الدولية والاقليمية والقبلية والعائلية بغلاف اسمه الحوار الوطني نتمى للحوار الوطني النجاح ليخرجنا من حالة اليأس وسواد الصورة المستقبلية للسياسة اليمنية فاليمن اليوم بحاجة الى تكاتف ابنائه بطوائفه المختلفة حتى تخرج من عنق الزجاجة الى الرحاب الواسع بتخطي عقبات الماضي القريب انشاء الله.