الجمعة ، ٢٦ ابريل ٢٠٢٤ الساعة ١٠:٤٢ صباحاً

علي سالم المناضل الفضائي

عبد الخالق عطشان
الثلاثاء ، ١٠ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٠٧:٤٠ مساءً
قد يصدق الشيطان لكن كما قال رسول الله ( صدقك وهو كذوب ) ، ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ابتدأ البيض خطابه بهذه الآية لكن [العمل] في الآية مخالفا لعمل البيض وأنصاره الذي هو الفوضى والعبث فأين البيض من رسول الله الموحد لله والموحّد للأمة من بعد الشتات وأين البيض من المؤمنين الذين جابوا الشرق والغرب لإرساء دعائم الوحده بهذا الدين.

البيض يصول ويجول ويناور خلف العدسات وينادي شعب الجنوب فيصيح بعض أفراد جنوب افريقيا وجنوب السودان أن لبيك وسعديك لأنهم دائما يتابعوه كلما ظهر على قناته ولأنه الوحيد الذي يعيد لهم ذكريات كلمة الجنوب والتي ناضلوا من أجلها أعواما مديدة فأما الأولون فناضلوا من أجل استعمار الجنس الأبيض لهم وأما الآخرون فانفصالهم لدواعي عرقية ودينية لكن إخواننا في المحافظات الجنوبية تتخطفهم القيادات الحراكية المتشاكسة المتقاتله على كل منصة وساحة كلٌ يسعى لمليونية بيد أنها مليونية من الحروف والكلمات قد احتشدت وانطلقت من أفواه المئات والآلاف البشرية التي أصابها من الظلم ماجعلها تعبر عن رأيها وترى في تلك القيادات المتصارعة على منابر الساحات شخصية (المهدي المنتظر أو اليسوع المخلص).

يحاول البيض عبر خطاباته أن يقنع نفسه أنه يملك من الشجاعة والإقدام والسجل البطولي ما لا يملكه إلا سلفاكير وهو من اصطفاه الله واتخذه أنصاره وكيلا ليبيع ويشتري لهم من الحقوق ولكنه إن صح التوكيل وصدقة العبارة فقد باعهم واشترى لنفسه ما شاء وليس لهاربٍ من خنادق النضال السلمي إلى فنادق التخطيط العبثي أن ينازل أعداءه من خلف البحور السبعة وهذا منتهى الجبن والخَور وصدق الشاعر : وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ :: طلب الطعن وحدهُ والنِزالا.

لقد كان الأجدر للبيض أن يتخذ من موفمبيك خندقا وأن يرمي بما في كنانته من آراء فيصيب كبد الحقيقة وأن ينتزع الحقوق انتزاعا بالحجة والبرهان بدلا من اللف والدوران لكن على من يا هامان..، وكم هم بسطاء وطيبون إخواننا المنساقين خلف (البيض) المطالب بفك الإرتباط فلو توافرت لهم القيادة القديرة والخبيرة الوطنية منذ بداية الحوار لكانوا الأسرع حظا والأكثر ربحا ونيلا للحقوق المصادرة ومع ذلك هم الأوفر حظا رغم تعنت ودلع قيادتهم.

الفرق بين (بن علي) والبيض أن الأول دخل الحوار متغطرسا ويريد أن يخرج منه مثقلا بالغنائم الشخصية وأن يكون رأيه هو المقدم على غيره مالم فالطائرة لا ينقصها إلا نفر واحد ( الغَلاَق ) ليطير مُغاضبا و ( حانقا ) تأخذه العزة حين يرن جرس هاتفه أو داره من قبل ( المراجعين ) له لأن يعدل عن انسحابه وفي كل مرة له مطلب وإن لم يكن له مطلب فلا بد أن يحرص على أن يكون حديث الرُكبان والمجالس والرجل الذي لا تغيب عنه الأضواء ، وأما البيض فكان يتمنى لو شارك في الحوار لولا الحقد القديم للنظام القديم وأن منافسوه وأعداؤه سبقوه بالحضور فصرح أن الحوار لا يعنيه ويعني صنعاء وضواحيها ولا يريد إلا جنوبا وشعبا ولو على الخارطة وأياما وطنية يستغلها للحديث عن النضال من شرفات فنادق لبنان وحتى ينتهي (المصروف ).

ربما وعلى مذهب الرئيس السابق لا توجد أيادي ( آمنة ) حتى يتم تسليم الجنوب العربي لها وإلى حين وجود تلك الآيادي (الآمنة ) أو (الأمينة ) سيظل مصير القضية الجنوبية مرهونا باتحاد قادتها على قلب رجل واحد يؤمِن بانتمائه للتربة اليمنية وأنه جزء لا يتجزأ من أهل الحكمة والإيمان.