الأحد ، ٠٥ مايو ٢٠٢٤ الساعة ٠٦:٣٣ صباحاً

وثيقة بن عمر والمشاريع الاستباقية لتفتيت الوطن

إدريس الشرجبي
الاربعاء ، ٠٨ يناير ٢٠١٤ الساعة ٠٦:٢٠ مساءً
يكاد الوطن يتفتت ويضيع من بين ايدي كل القوى السياسية شمالاً وجنوباً بينما هي مشغولة بمناقشة وثيقة اتفاق الحل العادل للقضية الجنوبية ،والمشهورة بوثيقة ابن عمر ، أو وثيقة 8+8 , لقد حضت هذه الوثيقة بتحليلات ومناقشات بصوت مرتفع من قبل اعضاء مؤتمر الحوار بخلاف كل مخرجات فرق الحوار الوطني الامر الذي صعد من اللغط والالتباس حولها ، مع انها ما زالت محل نقاش من قبل اعضاء المؤتمر فلماذا هذا التصعيد الإعلامي اذاً , بلا شك ان الخطاب السياسي حول هذه الوثيقة من باب توجه الأحزاب السياسية الى محاولة الاستنصار بالشارع لتحقيق مكاسب سياسية لأى منها في ضل اشتداد المكايدة السياسية فيما بينها, وتعدد المواقف المعلنة من الوثيقة من قبل اطراف وكيانات لها مارب اخرى ربما اوصلتنا الانتهازية السياسية الى غرق الجميع وخسارة الوطن شمالاً وجنوباً ان المتفحص لكل حجج المعترضين والمؤيدين على الوثيقة نجدها تتمثل في وجهات النظر التالية:
• يرى المعترضون ان الوثيقة تؤسس لهوية جنوبية وهوية شمالية داخل كيان الدولة ومنها ما ورد في المادة تسعة الذي ينص على تمثيل الجنوب بنسبة 50 بالمائة في كافة الهياكل القيادية في الهيئات التنفيذية والتشريعية والقضائية والجيش وأجهزة الامن وفي مجلس النواب في الدورة الانتخابية الاولى بعد اقرار الدستور.

• ويرى والمؤيدين ان هذا التميز هو بمثابة معالجة وتصحيح لمسار الوحدة وأن هذا التميز فقط لفترة انتخابية واحدة ومقيد فقط في المناصب القيادية التي يكون شغلها بقرارات من رئيس الجمهورية ، وبعد ذلك تتم المساوة بين المواطنين حسب معايير عدد السكان ومعايير الجغرافية .

• كما يرى المعترضون ان الاخطر في الوثيقة انها تؤسس لكيان جنوبي في مواجهة كيان شمالي والعكس بصورة دائمة في البند المتعلق بحقوق النقض او التصويت الخاص بالمصالح الحيوية في الجنوب .

• يرى المعترضون ان الوثيقة بإعطائها تفويض لرئيس الجمهورية لحسم عدد الأقاليم في ضوء أي من البدائل المقدمة اثنين او اربعة او ستة يعد خرقاً للنظام الداخل للحوار الوطني ويرى أخرون بان هذا توريط لرئيس الجمهورية.

• وفي المقابل من يرد بان هذه المعالجة كانت بسبب عدم التوافق على عدد الاقاليم و تمسك كل فريق برأيه .

والواقع ان هذه التجاذبات قد أظهرت بوضوح عجز الأحزاب المشاركة عن التوافق ليس في مؤتمر الحوار وحسب بل والعجز والفشل الفاضح لحكومة الوفاق لهذه الاحزاب عن حماية خطوط الكهرباء وانبوب النفط من عربدت وهمجية افراد تعرفهم بالاسم كلفتوها ومرغوا انفها بالتراب نهاراً جهاراً ،وبدلا من ان تتحمل هذه الاحزاب مسؤوليتها الوطنية امام الشعب نجد بعض اطرافها تمهد للتنصل عن مخرجات الحوار الوطني قبل ان تنضج ويتم الاعلان عنها في نهاية المؤتمر الوطني لينفض المولد بخلافات وتباينات اشد مما كانت عليها قبل الحوار.

وما نخشاه هو ان لا يجيد المتحاورين في فندق (موفنبيك) ما يتفقون او يختلفون عليه عندما يجدون الوطن قد انساب من بين اصابعهم كالرمال المتطايرة في مهب الرياح ولم يبقى منه شيء . خاصة واننا نرى بعيوننا ونسمع بأذننا تلك القوى التي تدفع بالوطن الى اتون حرب اهلية واقتتال طائفي ، ولقد بات وضحا لكل ذي عقل ان تلك القوى الانتهازية قد حسمت امرها وهي لا تنتظر مخرجات الحوار الوطني وتعمل حاليا على الارض على تقوية مواقعها والاستحواذ على مواطن النفوذ والقوة دفاعا وانتصارا لمشاريعها الانانية والمريضة، والمؤشرات الاستباقية لهذه المسائل الخطيرة واضحة على الارض وتتمثل في:
• الاقتتال والحرب بين الحوثيين والسلفيين وأبناء الاحمر بهدف السيطرة على مواقع قتالية والانفراد بالسيطرة على تلك المحافظة أو الاقليم .

• أجراء تجنيد عدد من عناصر الأخوان المسلمين(التجمع اليمني للأصلاح) في عدد من الاولوية العسكرية , وما فائدة اعادة هيكلة قيادات القواة المسلحة اذا كانت هذة الممارسات تنخر القوات المسلحة من قاعدتها بتجنيد مليشيات حزب الإصلاح.

• سقوط عدد من المواقع بيد الحراك الجنوبي وقبائل من حضرموت وشبوة والضالع .

• وقوع عدد من عمليات التفجير والتفخيخ بالعاصمة وبعض المحافظات كما حدث في مجمع وزارة الدفاع بالعرضي وحادثة سناح بالضالع وقبلها حادث قيادات المنطقة الثانية بالمكلاء.